احمد الشامى
أقول لكم «تسريبات صفقة غزة»: «هدنة 60 يوماً..إنهاء الحرب على 3 مراحل»
«تسريبات صفقة غزة»: «هدنة 60 يوماً..إنهاء الحرب على 3 مراحل»
بدأت تلوح في الأفق ملامح صفقة غزة المحتملة التي يتوقع أن يتم الإعلان عنها قبل عيد الحانوكا اليهودي الذي يصادف 25 من شهرديسمبر الجاري وأعياد الميلاد حال تم إنهاء التفاصيل الأخيرة أوبحد أقصى 20 ينايرالمقبل موعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي يرغب في وقف النارقبل تنصيبه رسمياً لبدء ولايته الثانية، وسط تأكيدات بأنها ستحظى بدعم الأغلبية في الحكومة الإسرائيلية وتسريبات حول مضمونها بالتزامن مع تواصل المحادثات برعاية الوسطاء، بعد أن وصل الانفاق لمرحلة حاسمة نتيجة جهود مكثفة من أطرافها برعاية أمريكية، وكشفت تسريبات عن تفاصيل الصفقة المنتظرة إذ يتوقع أن ينفذ الاتفاق تدريجياً وصولاً إلى الانسحاب الكامل، على أن يبدأ بإعلان تهدئة لمدة ستين يوماً على غرار هدنة لبمان، على أن يتم إطلاق من 80 إلى 100 أسيرفلسطيني ليسوا من أصحاب الأحكام العالية مقابل عدد من الرهائن الإسرائليين، بعد أن تلاقت رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوفي إتمام الصفقة نتيجة التصعيد الداخلي ضده وضغوط ترامب مع مرونة حماس التي تسعى لإنقاذ سكان غزة من الجوع والعطش والموت على يد َاَلة القتل الإسرائيلية.
بينت التسريبات أن الحركة وافقت على إبرام الصفقة عبرثلاث مراحل تتضمن اتفاقات جزئية على أن تستمرالمفاوضات بعد وقف النارلتنفيذ هذه المراحل، وتركزالمحادثات التي تتم حالياً عن تفاصيل المرحلة الأولى بعد أن تم التوصل إلى الاطار العام لها خصوصاً تحديد أسماء الرهائن الإسرائليين والأسرى الفلسطينيين، إذ طلبت إسرائيل أن يتم تسليمها 30 أسيراً مقابل 60 يوم هدنة على أن يكون مقابل كل أسير يومي هدنة لكن حماس قررت أن تتضمن المرحلة الأولى من الصفقة النساء وكبار السن وعددهم 22 فقط، لتصل بذلك الهدنة إلى 44 يوماً على أن تزيد الأيام لو تمكنت حماس من زيادة الأعداد لتصل إلى 60 يوماً، وتحصل الحركة على من 40 إلى 50 أسيراً مقابل كل رهينة على أن يكون من بينهم 4 من الأسرى القدامى ذوي أحكام الكبيرة، وتالياً يدورالحديث حالياً حول إطلاق سراح نحو 1200 أسير فلسطيني، وظهرت مرونة حماس في تراجعها عن مطلب الانسحاب الكامل لوقف النار الكامل مع بدء الهدنة إلى القبول بانسحابات جزئية من المحاورالرئيسة مفلاسيم شمال القطاع وفيلادلفيا في الجنوب ونتساريم في الوسط، وسط اتفاق على حرية الحركة من الجنوب للشمال وإدخال كميات كبيرة من المساعدات بما فيها المواد البترولية.
كشفت مصادرقريبة من المباحثات أن هناك اختلافات بشأن أسماء الأسرى الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين الذين سيتم إطلاقهم في المرحلة الأولى، إذ ترغب حماس في إطلاق عدد من أصحاب أحكام المؤبد ومن بينهم مروان البرغوثي لكن إسرائيل لم تحسم موقفها، كما تتطالب حماس بنفاذ أكبر كمية من المساعدات على أن تشمل المفاوضات أثناء الهدنة كيفية تنفيذ الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، إذ تتركز المفاوضات حالياً على سد الفجوات الأخيرة بضغوط أمريكية، وتحدثت التسريبات الصادرة عن حماس أن الصفقة أصبحت أقرب من أي وقت مضى، في حال لم يضع نتنياهو عراقيل لتعطيلٍها كما فعل في كلّ المرّات السابقة، فيما تعدت وسائل إعلام إسرائيلية ما هو أكثرمن الاتفاق من خلال مناقشة اليوم التالي للحرب، وأصدرت حماس بياناً قبل أيام أعلنت فيه «في ظل ما تشهده الدوحة من مباحثات جادة وإيجابية برعاية الإخوة الوسطاء القطريين والمصريين فإن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكن إذا توقف نتنياهوعن وضع شروط جديدة"، الذي يخطط من خلال هذه الصفقة إلى بدء مرحلة جديدة من المفاوضات بالتزامن مع تنصيب ترامب لعقد صفقة أكبرتشمل ترتيبات نهائية للوضع في غزة والضفة، فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في منشورعبر منصة إكس أن إسرائيل قضت على القوة العسكرية والحكومية لحماس في غزة، ولذا ستسيطر على الأمن في غزة مع حرية العمل الكاملة، كما هو الحال في الضفة الغربية، وهو ما يعني أن إسرائيل تتحدث عن اليوم التالي للحرب تمهيداً لإعلان انتصارها في غزة بمجرد تسلم الرهائن، ويشمل الاتفاق وقف النارفي المرحلة الأولى وانسحاب الجيش الإسرائيلي من مراكز المدن مع بقائه في محوري نتساريم وفيلادلفيا بشكل جزئي، على أن يتم السماح بعودة جميع النساء والأطفال إلى شمال القطاع في المرحلة الأولى، وفي مرحلة لاحقة وتدريجية تتم عودة الرجال وفق آلية متفق عليها وستسلم «حماس» في المرحلة الأولى التي قد تصل إلى 60 يوماً نحو 30 أسيراً إسرائيلياً بين أحياء وجثث، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين بينهم عشرات من المحكوم عليهم بعقوبات كبيرة، ويشمل الاتفاق أيضاً تسليم معبررفح من الجانب الفلسطيني إلى السلطة في وجود عناصر من الاتحاد الأوروبي، لكن ليس بشكل فوري وضمن ترتيبات تشرف عليها مصر على أن يتم تسليم المعبر نهائياً مع نهاية المفاوضات.
شهدت الأيام الماضية عدة مكالمات هاتفية بين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هدد خلالها ترامب بتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم حال عدم الإفراج عن الرهائن في قطاع غزة بحلول العشرين من ينايرالمقبل، رغم أن من يقف عقبة أمام إطلاق سراح الرهائن هو بنيامين نتنياهو الذي رفض اتمامها خلال الأشهر الماضية مستغلاً مواجهة مليوني فلسطيني الجوع والعطش و الإبادة الجماعية خصوصاً في شمال القطاع إذ لا يجدون طعاماً ولا شراباً، بسبب تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يخطط منذ إندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023 إلى فرض واقع جغرافي جديد في الشرق الأوسط، عبر استخدام القوة العسكرية المفرطة والتهجير القسري للفلسطينيين لتحقيق أحلامه التوسعية من خلال مشروع "إسرائيل الكبرى"، كما يسعى إلى تقسيم قطاع غزة إلى ثلاثة محاوررئيسة، وفي لبنان يخطط لإعادة تشكيل الحدود الجنوبية بما يخدم مصالح إسرائيل الاستراتيجية فيما إحتل شريط حدودي من سورية يتضمن منطقة جبل الشيخ الإستراتيجية معتبراً أن الجولان أصبحت جزءاً من إسرائيل الكبرى التي رسم لها خرائط عدة تحتوى على أجزاء من دول مجاورة أخرى ضارباً عرض الحائط بالقوانين والقرارات الدولية التي تحدد مساحة إسرائيل، من خلال إقامة ثلاثة محاورلتقسيم القطاع أولها مفلاسيم شمال القطاع وهو عبارة عن منطقة عسكرية جديدة أُنشئت بالقرب من بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، ما يثير مخاوف من محاولات إفراغ السكان تمهيدا لضم المنطقة، والثاني محور نتساريم الذي أقامت فيه قاعدة عسكرية استراتيجية تفصل شمال غزة عن جنوبه ويمتد على مساحة 56 كيلومترا مربعاً، والثالث محور فيلادلفيا جنوب القطاع الذي يشهد عمليات توسعة وتأمين على الحدود المصرية، حيث باتت إسرائيل تسيطر على 14 كيلومتراً مربعاً من جنوب رفح.
في الوقت الذي تجرى محاولات لإطفاء نيران الحرب في غزة لازالت سورية على صفيح ساخن وتتجه إلى مستقبل غامض بعد سيطرة هيئة تحريرالشام عليها بزعامة أحمد الشرع والسؤال الذي يطرح نفسه الاَن من الذي يحدد مستقبل سورية بعد انهيارنظام بشار الأسد الذي هرب إلى روسيا؟ وجاءت الإجابة من مجلس الأمن الدولي الذي دعا إلى تنفيذ عملية سياسية جامعة ويقودها كل السوريين، إذ قال في بيان إن العملية السياسية ينبغي أن تلبّي التطلعات المشروعة لجميع السوريين، وأن تحميهم أجمعين، وأن تمكّنهم من أن يحدّدوا مستقبلهم بطريقة سلمية ومستقلة وديموقراطية، وشدّد أعضاء مجلس الأمن في بيانهم على التزامهم القوي بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، ودعوا جميع الدول إلى احترام هذه المبادئ، مؤكدين على ضرورة أن تمتنع سورية وجيرانها بشكل متبادل عن أي عمل أو تدخل من شأنه تقويض أمن بعضهم البعض، وجاء هذا البيان بعد تحذير«جير بيدرسن»، المبعوث الأممي لسورية، من أنه رغم الإطاحة بالأسد فإن الصراع لم ينته بعد في سوريا، في إشارة إلى المواجهات الدائرة في شمال سوريا بين فصائل مدعومة من تركيا ومقاتلين أكراد، فيما أكد القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في رده على نية الترشح للرئاسة أنه"إذا لم يطلب السوريون ذلك سيكون مرتاحاً"، ما يؤكد رغبته في الترشح للرئاسة في حال طلب الشعب السوري أوالمقربين منه ذلك كما أكد خلال مقابلات إعلامية، وتالياً تشيرالتوقعات إلى أن أحمد الشرع قائد تنظيم جبهة النصرة "فرع القاعدة في الشام"سيكون رئيساً لسورية ما يعني أن تحولها إلى مركز لتجميع الإرهابيين من جميع دول العالم خصوصاً بعد إعلان الشرع أن التجنيد للجيش لم يعد إلزامياً وتالياَ سيكون غالبية عناصرالجيش من هيئة تنظيم الشام وباقي التنظيمات الإرهابية لتنفيذ مخطط الشرع الذي سينفذ أجندات خارجية قد تستهدف خلق صراعات جديدة بين سورية والدول المجاورة لها تصب في مصلحة إسرائيل.
تتسارع الأحداث في سورية إذ سحبت روسية أنظمة دفاع جوي متقدمة، وأسلحة متطورة أخرى من قواعدها في ونقلتها إلى ليبيا، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو للحفاظ على وجود عسكري في الشرق الأوسط بعد انهيار نظام الأسد في دمشق، إذ سيسمح سقوط بشار الأسد للجيش الأميركي بتكثيف ضرباته ضد تنظيم داعش في المناطق التي كانت تحميها في السابق منظومات الدفاع الجوي السورية والروسية، لكنّ المتطرفين قد يستغلون أيضا الفراغ الذي خلفته القوات السورية للتحرك بحرّية أكبر، فيما رصدت دول كبرى عبر الأقمار الاصطناعية إن طائرات شحن روسية نقلت معدات دفاع جوي، بما في ذلك رادارات لأنظمة اعتراضية من طراز «إس-400» و«إس-300»، من سورية إلى قواعد في شرق ليبيا تسيطر عليها قوات «القيادة العامة» التابعة للواء خليفة حفتر، كما نقلت روسيا قوات وطائرات عسكرية وأسلحة من سورية في إطارخفض كبير لوجودها هناك فعلى مدى سنوات، كانت موسكو تديرقواعد بحرية وجوية مهمة مقابل الدعم الذي قدمته لبشار الأسد، الذي هرب إلى موسكو إذ كانت القواعد الروسية في سورية منفذاً لقدرة موسكو على فرض قوتها في الشرق الأوسط وأفريقيا، من خلال استخدامها لنقل القوات والمرتزقة والأسلحة، وتعتبرالقاعدة البحرية في طرطوس نقطة الإمداد الوحيدة للبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط ولذا تسعى روسيا حالياً إلى السيطرة على ميناء بني غازي ليكون بديلاً لميناء طرطوس، كمت نقلت تركيا جزءاً من قواتها في سورية إلى قواعد في غرب ليبيا وتالياً من الممكن أن تكون هذه القواعد الجديدة تهديداً لأمن مصر على الحدود الغربية في حال استقبالها مرتزقة وإرهابيين من دول أخرى، إضافة لتهديد مصرمن الجنوب بسبب الحرب الدائرة في السودان ومن الشرق نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة، إضافة لوجود أساطيل أمريكية في البحر المتوسط ما يعني تطويق مصرمن جميع الاتجاهات بعد سقوط سورية وانهيار جيشها.
وأقول لكم، إن أمريكا والدول الغربية وإسرائيل التي دمرت فلسطين والعراق وسورية ولبنان وليبيا والسودان بعد تفتيت جيوشها ووقوعهم فى حروب أهلية طائفية، سنة وشيعة وعلوية وعرقية عرب وأكراد وحوثيين، لتحاصرمصرمن جميع الاتجاهات بعد أن بات جيشها الحامي الوحيد للمنطقة العربية من الأطماع التوسعية الغربية والإسرائيلية التي تحتل مساحات واسعة من هذه الدول، إذ تعتبرالقوات المسلحة المصرية من أعرق الجيوش على مرالتاريخ منذ عهد الفراعنة، حتى تأسيسه حديثاً على يد محمد على باشا ليصبح من أقوى جيوش العالم، حامياً لشعبه ودول المنطقة ليثبت أنه خير أجناد الأرض مهما تسارعت المؤامرات ضده من الغرب والشرق، ولذا تعتبرالقدرة العسكرية المصرية القوة الأولى فى الشرق الأوسط، وذلك بناء على التصنيفات الدولية المختصة في هذا الشأن والخطوات التى وضعت استراتيجياتها القيادة السياسية والعسكرية الواعية والتى تعرف جيداً التهديدات والتحديات التى تتعرض لها مصر والمنطقة، وكشف آخر تصنيف دولي لجيوش العالم حسب مركز" Global Fire Powe" لعام 2024 حلول الجيش المصري في المرتبة الـ15 عالمياً والأولى عربياً ووفق التصنيف، تحتل إسرائيل الترتيب الـ 17 عالمياً من حيث القوة العسكرية، وكشف المرك البيانات حول جيوش العالم في عدة مواضيع مثل القوات البرية، الجوية والبحرية، ما يؤكد جاهزيته للتصدي لأي مؤامرات إقليمية أو دولية.
أحمد الشامي
Aalshamy6110@yah00.com