جلال عارف
فى الصميم يدعمون الإرهاب.. ويطلبون الثمن!!
يدعمون الإرهاب.. ويطلبون الثمن!!
هشاشة الوضع فى سوريا من ناحية، وغياب التوافق العربى على موقف يحمى المنطقة ويصد العدوان على المصالح العربية.. يتركان المجال للقوى المعادية لكى تعظم مكاسبها وتسوع نفوذها ولو كان الثمن هو إدخال المنطقة كلها فى المزيد من الفوضى التى ستكون هذه الأطراف نفسها أولى ضحاياها!!
القوى الإقليمية غير العربية التى يقول بعضها إنهم مع وحدة سوريا تتسابق على احتلال ما تستطيع من أرض سوريا، وتثبيت نفوذها على الميليشيات.
إسرائيل قررت مضاعفة الاستطيان غير الشرعى فى الجولان، وأعلنت أن قواتها باقية حتى تطمئن (!!).. وتركيا على الجانب الآخر تقاتل بالفعل فى الشمال بحجة إخضاع الأكراد..
ولا أحد من الطرفين (الإسرائيلى والتركى) يتصادم مع الآخر وكأنهما ينفذان دوريهما فى سيناريو سقوط سوريا بتفاهم كامل!!
الجديد أن أنقرة تفتح جبهة جديدة فى البحر المتوسط بإعلان وزير النقل التركى عن تفاوض يجرى الإعداد له من أجل ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وسوريا فى خطوة تكرر ما حدث قبل ذلك فى اتفاق تركيا مع حكومة طرابلس الليبية الذى أشعل الصراع الداخلى هناك، وفتح فصلًا جديدًا فى صراع الغاز بالبحر المتوسط والخلافات الممتدة حوله بين تركيا وقبرص واليونان.
الكل يريد أن يحقق المزيد من المكاسب والنفوذ على حساب سوريا وشعبها. والكل متسرع فى انتهاز الموقف الهش الذى تعيشه سوريا لتحقيق مصالحه. أردوغان يريد امتلاك كل ما يستطيع من أوراق القوة فى يده، لكنه يدرك أن العالم لا يريد صدامات فى البحر المتوسط، وأن أوروبا لن تتخلى عن دعم قبرص واليونان (أعضاء الاتحاد الأوروبى) فى أى صراع معه، وأن الكل متفق على إبقاء البحر المتوسط بعيدًا عن حروب الغاز لكنه يقول مبكرًا للجميع إنه سيكون حاضرًا فى كل ما يخص سوريا.. بل وفى كل ما يخص المنطقة!!
صراعات المنطقة ـ للأسف الشديد ـ تزداد ضراوة والغياب العربى مؤلم، سقوط سوريا يفتح أبواباً كانت مغلقة أمام الإرهاب، وأمام أطماع القوى المعادية فى المنطقة لكنه يؤكد أننا كنا على حق حين أسقطنا حكم الإرهاب، وحين رفضنا الوصاية على قرارنا المصرى، وحين لم نقبل أن ترتفع فى سماء مصر راية إلا راية الوطن، وحين أكدنا أن بناء القوة الذاتية للدولة هو القادر وحده على مواجهة كل المخاطر.
سلمت مصر، وسلمت سوريا.