إشاعات «تفصيل» ضد مصر!
مئات الكتب صدرت تتحدث عن الإشاعات، ورغم الشح العربي في تناول الموضوع لكن هناك جهودا مقدرة في المجال، والفرق اللغوى بين الإشاعة والشائعة شرحناه سابقا، وقلنا: الأولى هي التي نواجهها ونتصدى لها لأنها متعمدة تستهدف الشر لنا، رغم أنّ الإشاعات في الماضي كانت مجهولة المصدر لكننا نعرف اليوم مصدرها، ولذلك تتغير أو تتوسع المفاهيم مع الوقت والظروف، أما الشائعة فهي المعلومات المتداولة دون هدف ومنها ما يتعلق ببعض العادات التي تتعامل مع المرض والحسد وغيرها كعدم تناول مثلا السمك مع اللبن وهي شائعة شاعت في مجتمعاتنا!
لكن عند د. صبري خليل، الأستاذ بجامعة السودان نتوقف في تعريف أنواع الإشاعات، حيث يقول: أنواع الإشاعات منها الإشاعة الزاحفة (البطيئة) وهي إشاعة تروج ببطء وبطريقة سرية وهذا التكتم يجعل المتلقى يعتقد بصدقها، ومنها الإشاعة السريعة (الطائرة) وهي إشاعة سريعة الانتشار وسريعة الاختفاء أيضا، وهناك الإشاعة الراجعة وهي إشاعة تروج ثم تختفي ثم تظهر من جديد إذا تهيأت لها الظروف، ومنها الإشاعة الاتهامية (الهجومية) وهي إشاعة يطلقها شخص بهدف الحط من مكانة منافس له.
كما توجد الإشاعة الاستطلاعية وتعمل على استطلاع رد فعل الشارع على قرار ما، ومنها إشاعة الإسقاط وهي الإشاعة التى يُسقط من خلالها مُطلِقها صفات سيئة على شخص آخر، وأغلب الإشاعات ترتبط بالسمعة والاعتبار وتستخدم لتصفية حسابات تجارية واقتصادية وعائلية!
لكن ومع تقديرنا لكل التعريفات السابقة، ومعها أو قبلها ما عانته مصر في فترات حروبها من معاناة مريرة مع مئات الإشاعات التى طالت البلاد وقتها، لكن انتقلنا اليوم وبعد أكثر من نصف قرن على آخر حرب مسلحة خضناها في أكتوبر 1973 إلى نوع خاص من الإشاعات تشكل خصيصا من أجل مصر وشعبها وهي إشاعات رفع سقف الأمل، فمثلا مرات كثيرة تنتشر إشاعات عن مبلغ مالي ستوزعه الدولة وإعانات للعاطلين، أو وظائف المصالح والبنوك، أو إجراء عقابي ضد دولة من الدول، وفى كل مرة يسارع الكثيرون للبحث عن ذلك وفي مرات حدث زحام أمام بعض المقرات الحكومية المتصلة بالإشاعة، وكل مرة يشعر هؤلاء بخيبة الأمل بسبب عدم صحة ما قرأوه!
خيبة الأمل مقصودة صُنعت على مهل في مراكز صناعة الأكاذيب عند أعدائنا ضمن ألاعيب اختُرعت لنا وحدنا!