د. نبيل السجينى
نحو الحرية مستقبل سوريا «2»
مستقبل سوريا «2»
تواجه سوريا الجديدة العديد من التحديات، بعد سقوط نظام الأسد، أولها: بناء دولة وكتابة دستور يراعى التنوع العرقى والطائفي. ثانياً: الحد من سيطرة القوى الإقليمية والدولية التى تسعى إلى تحقيق مصالحها على حساب سوريا. ثالثاً: حل التنظيمات الإرهابية التى تشكل تهديداً للأمن والاستقرار ونزع أسلحتها ودمج الميليشيات المسلحة فى الجيش السورى الجديد، رابعاً: عودة ملايين اللاجئين السوريين، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً على المستويين الاقتصادى والاجتماعي. خامساً: تحقيق العدالة الانتقالية، سادساً: البدء بإعادة الإعمار. ونجاح الحكومة الانتقالية فى التغلب على هذه التحديات الستة سوف يحقق المستقبل الذى يرجوه السوريون والعرب والغرب، وهو أن تصبح سوريا دولة موحدة علمانية ديمقراطية. وهذا السيناريو يتطلب توافقاً وطنياً واسعاً وإصلاحات سياسية واقتصادية عميقة. وبناء دولة سوريا الجديدة يجب أن يسبقه أولاً بناء الثقة بين مختلف المكونات السورية، وبناء مؤسسات دولة قوية قادرة على توفير الخدمات والاحتياجات الأساسية للمواطنين. اما الفشل فى مواجهة هذه التحديات سيجعل سوريا تعيش كابوساً، وهو ما تروج له الأنظمة الرجعية والثورة المضادة، وسيفتح الباب أمام تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ عدة، تخضع كل منها لسيطرة قوة مختلفة، أو إلى حرب أهلية طويلة فى حال عدم التوصل إلى حل سياسى، وهو ما سيؤدى إلى المزيد من الدمار والقتل، وتحويل سوريا إلى دولة فاشلة، وملاذ للإرهابيين. وفى نهاية المطاف، فإن مستقبل سوريا يتطلب من جميع السوريين ــ العرب، الأكراد، السنة، الشيعة، العلويين الدروز، الأرثوذكس، الكاثوليك، السريان، الآشوريين، الكلدان واليهودــ العمل معاً لبناء مستقبل أفضل لبلادهم.