الجمهورية
احمد الشامى
أٌقول لكم ترامب يجدد تهديداته بالـ «جحيم»..وحماس:«أوقف الحرب»
ترامب يجدد تهديداته بالـ «جحيم»..وحماس:«أوقف الحرب»
على وقع تسارع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، يواصل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تصريحاته الغريبة المثيرة للجدل إقليمياً وعالمياً، إذ جدد تهديداته لحركة حماس ولدول منطقة الشرق الأوسط في حال فشل مفاوضات إطلاق الرهائن قائلاً: «إذا لم يُعاد الرهائن الإسرائليين قبل موعد تسليمي السلطة 20 ينايرالجاي فسيكون هناك حجيم وحماس لن تكون في وضع جيد»، ويعتبرهذا التهديد الثاني من نوعه إذ كان الأول في بداية العام الجاري، وفي سابقة تعتبرالأولى من نوعها، أرسل ترامب مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى الدوحة لبحث أزمة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة رغم عدم توليه رسمياً سدة الحكم في البيت الأبيض، فيما أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن إبرام هدنة في قطاع غزة، والذي تجري مفاوضات غير مباشرة بشأنها بين إسرائيل وحركة حماس في قطر، يبقى «قريباً للغاية»، ومن غزة إلى كندا وجزيرة جرينلاند الدانماركية إلى بنما وخليج المكسيك، إذ كررترامب حديثه عن رغبته في ضم كندا إلى الولايات المتحدة لتصبح الولاية رقم 51 فضلاً عن رغبته في ضم الجزيرة الأوروبية إلى بلاده وكذلك قناة بنما فضلاً عن إطلاق مسمى الخليج الأمريكي على خليج المكسيك ما زاد من حدة ردود الأفعال على هذه التصريحات وتنذر بحروب عالمية جديدة في أمريكا وأوروبا.
لم تقف أوروبا صامتة أمام تهديدات ترامب بضم الجزيرة إذ أكد وزيرالخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن الاتحاد الأوروبي لن يسمح لدول أخرى بمهاجمة حدوده السيادية أي كانت تلك الدول، نحن قارة قوية، وجاء ذلك رداً على تعليقات ترامب بشأن «ضم» جزيرة جرينلاند الشاسعة التابعة للدنمارك منذ أكثرمن 600 عام، كما رد رئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو ووزيرة خارجيته ميلاني جولي، على تصريحات ترامب بضم كندا إلى الولايات المتحدة قائلين إن بلدهما « لن تنحني» أمام تهديدات ترامب، كما ردت بنماعلى تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بإعادة السيادة على قناة بنما إلى الولايات المتّحدة، على لسان وزيرالخارجية البنمي خافييرمارتينيزآشا الذي أكد أنّ سيادة بلاده «ليست قابلة للتفاوض وأنّ الرئيس خوسيه راوول مولينوسبق وأن أعلن أنّ القناة جزء من تاريخنا النضالي، وأنها أعيدت إلى غير رجعة»، لم يكتفي ترامب بتصريحاته المثيرة للجدل بشأن ضم كندا للولايات المتحدة، بل نشرصورتين تظهران خريطة للولايات المتحدة وقد ضمت إليها كندا في منشورعلى منصته «تروث سوشيال»، معلقاً على إحدى الصور، قائلاً:« أوه كندا».
يبدوأن أحلام رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهوالتوسعية في الشرق الأوسط التقت بطموحات ترامب في ضم المزيد من الأراضي إلى بلاده في الأمريكتين وأوروبا، وأرى أن السنوات الأربع المقبلة من حكم ترامب ستشهد صراعات في أماكن كثيرة من العالم إذا استمر فكره على هذا النهج، إذ أعلن إمكانية استخدام القوة العسكرية أوالاقتصادية لتنفيذ طموحاته بالسيطرة على قناة بنما وجزيرة جرينلاند، فضلاً عن فرض رسوم جمركية كبيرة على المكسيك وكندا، معلناً أنه سيغيراسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا بزعم أن بلاده تحتاج إلى كندا وجرينلاند وبنما من أجل الأمن الاقتصادي، وأكد خلال مؤتمر صحفي «لن أعلن التزامي بالامتناع عن التحرك العسكري لتنفيذ الطموحات الأمريكية قد نضطر للقيام بأمر ما»، متعهداً باستخدام القوة الاقتصادية لا العسكرية ضد كندا التي يدعو إلى ضمها للولايات المتحدة، معتبراً أن اندماج كندا والولايات المتحدة سيكون خطوة إيجابية بعد التخلص من هذا الخط المرسوم بشكل مصطنع وسيكون ذلك أيضاً أفضل كثيراً على صعيد الأمن القومي الأمريكي، ويقيني أن تفكيرالإدارة الأمريكية الجديدة بهذه الطريقة الاحتلالية سيصب المزيد من الزيت على النار في مناطق كثيرة في العالم من أمريكا الشمالية إلى الجنوبية وأوروبا وطبعاً إلى الشرق الأوسط الذي تنفذ فيه إسرائيل الأجندة التوسعية إذ لايزال نتنياهو يصرعلى وضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
تتمسك حماس بمطلبها بأن تنهي إسرائيل هجومها على قطاع غزة بالكامل بموجب أي اتفاق لإطلاق سراح الأسرى، واصفة تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي يكرر تهديداته للحركة والشرق الأوسط بفتح أبواب الجحيم بالـ « متسرع » إذ يعقد مسؤولون من حماس وإسرائيل محادثات مكثفة بوساطة مصروقطرمنذ أشهر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وأبدت مرونة غير مسبوقة في العديد من الملفات واستعداها لتسليم كافة الرهائن الأحياء والموتى لكن إسرائيل ترفض الموافقة على وقف إطلاق نار دائم ودعت الحركة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أوشكت ولايته على الانتهاء إلى بذل جهد للتوصل إلى اتفاق قبل مغادرته لمنصبه، لكن مع اقتراب موعد تنصيب ترامب يتبادل الجانبان الاتهامات بالتمسك بشروط تعرقل جميع المحاولات السابقة التي جرت على مدى أكثر من عام للتوصل إلى اتفاق، إذ ستفرج حماس بمقتضى الاتفاق عن الأسرى المتبقين لديها إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحبت كل قواتها من غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لن تنهي الحرب حتى القضاء على حماس وإطلاق سراح جميع الأسرى، واصفة الحركة بأنها العقبة الوحيدة أمام إطلاق سراح الرهائن، كما نزعم أنها ملتزمة تماماً بالتوصل إلى اتفاق، فيما تؤكد حماس أن إسرائيل هي المسؤولة عن تقويض كل الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق، مؤكدة على شرطها المتمثل في وقف كامل للعدوان وفي انسحاب شامل من الأراضي التي اجتاحها الاحتلال.
في سياق متصل دعا أسامة حمدان، المسؤول في حماس، الرئيس الأميركي إلى عدم التسرع وإطلاق تصريحات غير مسؤولة، قائلاً «أوقف الحرب بدلاً من التهديد»، مطالباً إياه بالتوقف عن التهديد بفتح أبواب الجحيم على الشرق الأوسط، وأن تكون تصريحاته أكثر دبلوماسية خصوصاً أن الحركة أبدت مرونة غير مسبوقة ووافقت على قائمة قدمتها إسرائيل تضم 34 أسيراً يمكن إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الاتفاق مقابل الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل، وتضمنت القائمة جنديات إسرائيليات إضافة إلى مدنيين مسنين وإناث وقاصرين، فيما قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لم تتلق حتى الآن أي تأكيد بشأن ما إذا كان الأشخاص المدرجون في القائمة ما زالوا على قيد الحياة، وتتواصل جولات المفاوضات بالقاهرة والدوحة لوقف إطلاق الناروإطلاق سراح الرهائن وسط تفاؤل حذرفي إسرائيل وأميركا عن إمكانية إبرام صفقة جديدة قبل أومع تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 20 ينايرالجاري، وتوقعات بتأجيل النقاط الخلافية إلى المرحلة الثانية، وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إمكانية التوصل إلى الصفقة في الأسابيع المقبلة، في ظل ضغوط الوسطاء وتهديدات ترامب، الذي كان يتعين عليه أن يدعو إلى وقف النار وليس إطلاق الرهائن فقط، خصوصاً أن التسريبات عن الصفقة المحتملة تتضمن الإفراج عن 34 محتجزاً، بعضهم على قيد الحياة والبعض الآخر متوفى، مقابل وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة تتراوح بين 6 و7 أسابيع، وبشرط إنهاء الحرب بعد مراحل الهدنة إذ يتوقع وجود نحو 100 محتجزلدى «حماس» في غزة، من بينهم 7 مواطنين أميركيين، وسط توقعات أن نحو نصف هؤلاء المحتجزين لا يزالون على قيد الحياة.
وأقول لكم، إن مصرحريصة على حماية أمنها القومي من أي تهديدات خارجية مهما كانت، ولذا طلبت من لبنان تسليم عبدالرحمن القرضاوي من لبنان بسبب الفيديو الذي بثه نجل القيادي الراحل بجماعة «الإخوان الإرهابية» يوسف القرضاوي، من ساحة المسجد الأموى في دمشق والذي حمل العديد من الرسائل التحريضية ضد مصروالإمارات والسعودية بعد القبض عليه هناك أثناءعودته إلى تركيا مقرإقامته و اَثارجدلاً عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بعد مهاجمته مصر والإمارات والسعودية إذ زعم نجل القرضاوي، في الفيديوأن الإدارة السورية الجديدة أمام تحديات «شريرة ومؤامرات تحيكها لها دول عدة في مقدمتها الدول الثلاث»، لكن الحكومة اللبنانية قررت تسليمه إلى الإمارات التي تقدمت بطلب أيضاً، وبعدها دشنت جماعة الإخوان حملة انتقادات واسعة على مواقع التواصل ضد الحكومة التركية، متهمة إياها بالتقاعس عن التدخل لحماية مواطن تركي، وبعدها أصدرت جماعة الإخوان بياناً كشفت فيه أنها تنتظرنتيجة الطعن على القرار أمام القضاء اللبناني، وإخلاء سبيل نجل القرضاوي، مطالبة عناصرها في أوروبا بتنظيم وقفات احتجاجية في عواصم العالم للمطالبة بإعادته إلى تركيا التي يحمل جنسيتها، وتسليم القرضاوي إلى لبنان لا يسقط حق مصر في تقديم طلب جديد إلى أبوظبي لتسلمه بسبب اتهامه في عدد من القضايا في مصر ما يفتح الباب أمام استعادة المزيد من الإخوان الهاربين في العديد من الدول.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yahoo.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف