احمد الشامى
أقول لكم «ترامب القوي» يطفئ نيران الحرب.. «غزة تنتصر .. وإسرائيل تنتحب»
«ترامب القوي» يطفئ نيران الحرب.. «غزة تنتصر .. وإسرائيل تنتحب»
انتصرت غزة على أكبرقوى عسكرية في العالم بصمود أهلها الأسطوري وبسالة أبنائها، ارتوت الأرض بدماء الأبرياء وأرغمت المقاومة الغزاة على المفاوضات، لتثبت أن الاتفاق تتويج لمعركة «طوفان الأقصى»، ويسجل التاريخ بحروف من نورتضحيات الأطفال والنساء والشيوخ بأرواحهم بعد عام ونصف العام من القتال المستعرالذي خلف عشرات الاَلاف من الشهداء والمصابين، ولذا لا نملك إلا أن نقول لأبناء فلسطين «شكراً على صمودكم»، فيما تحولت الأحلام الكبيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهوإلى كوابيس، إذ لم يحقق تعهداته بالقضاء الكامل على حماس أوإعادة جميع الأسرى عن طريق الحرب وضم أراضِ من غزة والضفة ولبنان، بعد موافقته على اتفاق وقف النار، تنتصرغزة وتنتحب إسرائيل حزناً لعدم تنفيذ تعهدات نتنياهوإذ سيدخل الاتفاق حيز التنفيذ الأحد المقبل، ووصف إسرائيليون الصفقة بـ «الاستسلام والقبول بالأمرالواقع»، نتيجة ضغوط من الرئيس الأمريكي المنتخب «ترامب القوي» الذي يطفئ نيران الحرب في غزة والشرق الأوسط، ورسمت تصريحات وزيرالمالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الباكية النقاط فوق الحروف الملتبسة في وصف الاتفاق مع حماس، بأنه يمثل «صفقة استسلام»، مضيفاً في تغريدة على موقع «إكس»، إن الصفقة «كارثة على الأمن القومي لإسرائيل»، وأنه لن يوافق على الصفقة التي تتضمن إطلاق سراح الرهائن من غزة، مقابل أسرى فلسطينيين مع إيقاف الحرب، معتبراً أن الصفقة تتضمن إطلاق سراح «أكابر» قيادات المقاومة.
أرى أن سموتريتش يتحدث بلسان حال غالبية الإسرائليين الذين كانوا ينتظرون من نتنياهو أن يحقق أحلامهم التوسعية بالاستيلاء على غزة والضفة الغربية وأجزاء من الدول المجاورة، إذ كان يتوقع الجميع أن تفتح إسرائيل أبواب جهنم على غزة حتى الاستسلام بدون شروط، لكن صمود أبناء فلسطين أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن شعارهم الموت أو الشهادة، لا يتراجعون أويتقهقرون لأنهم أصحاب حق ولن يفرطوا في حلم إقامة وطن على حدود الرابع من يونيو 1967، بعد أن وصلت لإسرائيل الإجابة على سياسة الإبادة التي يؤمنون بها على لسان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في نقاشات يعقدها المجلس الأطلسي، عندما قال إن على الإسرائيليين التخلي عن الأسطورة القائلة «أنهم قادرون على تنفيذ ضم الأراضي بحكم الأمرالواقع»، وأن إسرائيل توسع المستوطنات في الضفة الغربية بوتيرة سريعة، فيما قال بايدن بعد الإعلان عن الاتفاق أن الفضل يرجع للدبلوماسية المثابرة والدقيقة وأن قطاع غزة سيشهد تدفقاً للمساعدات وإعادة الإعمار، وعندما سُئل عن الفضل في ابرام الاتفاق هل إدارته أم الرئيس ترامب رد قائلاً: هل هذه نكتة؟،فيما أكد ترامب تعليقاً على الصفقة عبر موقع تروث سوشيال: «أن هذا الاتفاق الملحمي لم يكن ليحدث إلا نتيجة لانتصارنا التاريخي،في إشارة إلى فوزه في الانتخابات الرئاسية»، ويقيني أنه لولا تهديد ترامب لنتنياهو لما خرج هذا الاتفاق إلى النور، إذإن الرئيس المنتخب لديه الكثير من الملفات المهمة ولا يريد لبلاده أن تغرق في حروب الشرق الأوسط التي لا تتوقف.
الساعات التي سبقت الوصول لنهاية للحرب الأطول في تاريخ إسرائيل والتي إندلعت منذ ما يقرب من عام ونصف العام وخلفت عشرات الاَلاف من القتلى والجرحي من أطفال ونساء وشيوخ أبناء فلسطين الأبرياء الذين صعدت أرواحهم إلى بارئها دفاعاً عن قضيتهم كانت عصيبة، وسط تسريبات عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق الناربفضل جهود الوساطة المصريةـ القطرية وضغوط ترامب على نتنياهو، بعد أن أبدت المقاومة وإسرائيل مرونة في المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين في قطاع غزة، وهو ما دفع جيش الاحتلال للاستعداد للانسحاب التدريجي من قطاع غزة مع دخول اتفاق وقف إطلاق النارحيز التنفيذ، فيما يتطلب الأمرأسبوعا لتفكيك مواقعه في محور نتساريم وسط القطاع، إذ لم يعد خافياً على أحد أن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للشرق الأوسط، كان كلمة السر في الوصول إلى الاتفاق، إذ أجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على قبول خطة غزة التي رفضها مراراً منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي، بعد أن أيقن الجميع أن الحرب لن تحقق طموحات نتنياهو في القضاء على حماس أو استعادة الرهائن أوضم مساحات من أراضي غزة والضفة، خصوصاً أن ترامب سيتسلم السلطة في 20 يناير الجاري ويفكر بعقلية رجال الأعمال ولا يريد أن يخسرالدول العربية التي يعقد معها صفقات تجارية مقابل دعم مطلق لإسرائيل قد يكلفه الكثير ويمنعه من تحقيق ما وعد به الأمريكيين أثناء الانتخابات، وهو ما كشفت عنه مصادر إسرائيلية إن مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أحيا محادثات المحتجزين مع حركة حماس، ولم يترك لنتنياهوأي خيارللرفض مثلما فعل مع بايدن، منتظراً وصول نتنياهولتحقيق أحلامه التوسعية،لكن ترامب الذي يخطط لإعادة هيكلة السياسة الاقتصادية الأميركية بشكل يعود بفوائد كبيرة على الأمريكيين ويوفر المزيد من فرص العمل كان حاسماً في ضرورة التوصل لاتفاق.
وصلت محادثات وقف إطلاق النار في غزة إلى المراحل النهائية في وقت قياسي نتيجة الجهود المصرية القطرية الأمريكية المكثفة، لوقف حرب الإبادة على غزة المستعرة منذ السابع من أكتوبر 2023، وخلفت أكثر من 155 ألف شهيد ومصاب ومفقود، فيما انتقد العديد من الكتاب والمحللين في الصحف الإسرائيلية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتراجعه عن موقفه من الصفقة تحت ضغط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي لعب دورا رئيساً في دفع المفاوضات إلى نهايتها، مؤكدين أن إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً ووصف بعضهم اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى بأنه سيئ بالنسبة لإسرائيل لكن لا خيار أمامها سوى القبول به، كما انتقد بعضهم تراجع نتنياهو عن موقفه من البقاء في محور فيلادلفيا الذي كان يعتبره سابقاً حجر الأساس لوجود إسرائيل، في وقت تتزايد فيه خسائرالجيش الإسرائيلي الذي يواجه صعوبات ميدانية إذ قُتل 55 ضابطا وجنديا منذ أكتوبرالماضي، بينهم 15 في الأسبوع الماضي فقط، فضلاً عن معاناة الجنود الإسرائيليين من الإرهاق بعد قتال متواصل منذ أشهر، ما أدى إلى تراجع أدائهم العسكري، وتالياً فأن الطريقة التي تشن بها الحرب لم تحقق نتائج كافية، وأن خطة إطلاق سراح الأسرى هي نتيجة تهديدات صريحة من ترامب، وأن نتنياهو وافق على الصفقة خوفاً من ترامب، وليس بسبب اعتبارات أخلاقية أو إنسانية.
كشفت مصادرقريبة من المفاوضات نص صفقة غزة، موضحة أنها تتضمن ثلاث مراحل، كل واحدة منها تمتد 42 يوماً وتنص الأولى على الوقف المؤقت للعمليات العسكرية المتبادلة من قبل الطرفين، وانسحاب القوات الإسرائيلية شرقاً وبعيداً عن المناطق المكتظة بالسكان إلى منطقة بمحاذاة الحدود في جميع مناطق قطاع غزة، بما في ذلك وادي غزة ومحور نتساريم ودوار الكويت، فضلاً عن وقف مؤقت للنشاط الجوي للأغراض العسكرية والاستطلاع في غزة لمدة 10 ساعات يومياً، ولمدة 12 ساعة في أيام إطلاق سراح المختطفين والأسرى، وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم، وفي اليوم السابع بعد إطلاق سراح 7 من المحتجزين تنسحب القوات الإسرائيلية بالكامل من شارع الرشيد شرقاً حتى شارع صلاح الدين، وتفكك المواقع والمنشآت العسكرية في هذه المنطقة بالكامل، مع البدء بعودة النازحين إلى مناطق سكناهم بدون حمل سلاح أثناء عودتهم، وكذلك حرية الحركة للسكان في جميع مناطق القطاع، ودخول المساعدات الإنسانية من شارع الرشيد بدءا من أول يوم ومن دون معوقات، أما في اليوم الـ 22، تنسحب القوات الإسرائيلية من وسط القطاعةإلى منطقة قريبة من الحدود، وسيتم تفكيك المواقع والمنشآت العسكرية بالكامل، كما ستستمر عودة النازحين إلى أماكن سكناهم من دون أن يحملوا معهم السلاح أثناء العودة إلى منازلهم في شمال القطاع، كما ستستمر حرية التنقل للسكان في جميع مناطق القطاع.
كما نص الاتفاق على أنه بدءاً من اليوم الأول سيتم إدخال كميات مكثفة وكافية من المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة والوقود 600 شاحنة يومياً على أن تشمل 50 شاحنة وقود، منها 300 للشمال بما في ذلك الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء والتجارة والمعدات اللازمة لإزالة الركام، وإعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز في كل مناطق قطاع غزة، واستمرار ذلك في جميع مراحل الاتفاق، وستطلق حماس سراح 33 من المحتجزين الإسرائيليين أحياء أوجثامين من نساء مدنيات ومجندات وأطفال دون سن 19 من غير الجنود وكبار السن فوق سن 50 ومدنيين جرحى ومرضى، مقابل أعداد من الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، فيما تطلق حماس سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء من النساء المدنيات والأطفال دون سن 19 من غير الجنود، بالمقابل تطلق إسرائيل سراح 30 من الأطفال والنساء مقابل كل محتجز إسرائيلي يتم إطلاق سراحهم، بناء على قوائم تقدمها حماس حسب الأقدم اعتقالاً، ثم تطلق الحركة سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء كبار السن فوق 50 عاماً و المرضى والجرحى المدنيين، في المقابل تطلق إسرائيل سراح 30 أسيرا من كبار السن فوق 50 عاماً والمرضى مقابل كل محتجزإسرائيلي، بناء على قوائم تقدمها حماس حسب الأقدم اعتقالاً، ولاحقاً تطلق حماس جميع المجندات الإسرائيليات اللواتي على قيد الحياة، في حين تطلق إسرائيل سراح 50 أسيراً من سجونها مقابل كل مجندة إسرائيلية يتم إطلاق سراحها 30 مؤبداً، و20 يقضون أحكاماً أخرى ولا يتبقى لهم أكثر من 15 عاماً بناء على قوائم تقدمها حماس، كما فصل الاتفاق مراحل وأيام تبادل الأسرى بين الجانبين، وتعهدت إسرائيل وفق الاتفاق بعدم إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مرة أخرى بنفس التهم التي اعتقلوا بسببها سابقاً، ولن يبادر الجانب الإسرائيلي بإعادة اعتقال الفلسطينيين المفرج عنهم لقضاء ما تبقى من محكوميتهم، كما لن يُطلب من السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم التوقيع على أي وثيقة كشرط لإطلاق سراحهم.
في المرحلة الثانية سيعلن عودة الهدوء المستدام ووقف دائم للعمليات العسكرية وجميع الأنشطة العدائية وسيدخل وقف النارحيزالتنفيذ قبل البدء بتبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين وهم جميع من تبقى من الرجال الإسرائيليين الموجودين على قيد الحياة المدنيين والجنود، مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل خارج قطاع غزة، كما سيتم تبادل جثامين ورفات الموتى التي بحوزة الطرفين بعد الوصول لهم والتعرف عليهم، وتمتد المرحلة الثالثة 42 يوماً يتم خلالها تبادل الجثث وبقايا القتلى بين الطرفين بعد العثورعليها وتحديد هويتها تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة على مدى 3 إلى 5 سنوات، بما يشمل المنازل والمباني المدنية والبني التحتيةالمدنية، وتعويض جميع المتضررين، تحت إشراف عدد من الدول والمنظمات، بما في ذلك مصر وقطر والأمم المتحدة، وإعادة فتح المعابر والسماح بحركة الأشخاص والبضائع وستكون قطرومصروالولايات المتحدة الأمريكية ضامنين لهذا الاتفاق.
تأكد أن ترامب أبلغ نتنياهو بوضوح خلال اجتماع نتنياهو مع مبعوث الرئيس المنتخب ستيفن ويتكوف أن عليه الموافقة على الصفقة، ما دفع نتنياهو إلى التراجع عن شروطه السابقة، مثل التمسك بمحور فيلادلفيا الذي كان يصفه بصخرة وجودنا، كما تخلي عن هدف سحق حماس بالكامل من أجل إنقاذ الأسرى المتبقين، رغم أن الصفقة التبادل ووقف إطلاق النار قد تهدد استقرارالائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو، خصوصاً أن حماس لا تزال تعمل ضمن شبكة أنفاق متطورة في مناطق مثل جباليا وبيت حانون، مستخدمة مخزون المواد الغذائية والبضائع التي أعدتها مسبقاً، ما يجعل استئناف العمليات القتالية معقداً ويزيد المخاطر التي يتعرض لها الجيش الإسرائيلي، وبدأ الجيش الإسرائيلي يستعد لإخلاء محورنتساريم وأجزاء كبيرة من قطاع غزة، في وقت تستعد فيه الحكومة الإسرائيلية لاجتماع طارئ للموافقة على صفقة التبادل مع حركة حماس ، مقابل ذلك سينتشرالجيش في منطقة عازلة على امتداد نحو كيلو مترواحد على طول 60 كيلو من الحدود مع غزة، كما تجري استعدادات للانسحاب من معبررفح، كما يستعد رئيس الوزراء إلى دعوة فورية لاجتماع الكابينت واجتماع الحكومة للتصويت على الصفقة، وإذا تم توقيع الصفقة خلال اليومين المقبلين، فإن أول خطوة والمتمثلة في تسليم أسرى ستكون يوم الأحد المقبل.
بالتزامن مع مشاركة مصر في التوسط لإنهاء صفقة غزة من أجل توفير الاستقرار في الشرق الأوسط، تسعى إلى تحقيق التنمية المنشودة خصوصاً أن العالم يعيش في عصرالعلم الذي قاد النهضة في أوروبا لينتشلها من تخلف القرون الوسطى إلى الحداثة لتنطلق الحضارة منها إلى كل الدول تصنع إنساناً جديداً قادراً على البناء والتنمية، وتتسابق الشعوب من أجل تحقيق نهضة في العلوم تسهم في تشييد دول جديدة لتوفيرالرفاهية للمواطنين، ولذا جاء إعلان وزيرالتربية والتعليم، محمد عبداللطيف، عن مشروع «البكالوريا الجديد»، ليكون نظاماً تعليمياً جديداً بديلاً للثانوية العامة، والذي من المقررتطبيقه على الطلاب الذين يدخلون الصف الأول الثانوي العام المقبل، بعد الموافقة النهائية من مجلس الوزراء، ويتكون من مرحلتين هما التمهيدية وتشمل الصف الأول الثانوي، والرئيسية وتتضمن الصفين الثاني والثالث الثانوي، ويستند المقترح على مجموعة من القواعد العامة التي تخص المرحلة الرئيسية الصفين الثاني والثالث الثانوي من نظام البكالوريا، وتضمنت أن الامتحانات تتاح بفرصتين في كل عام دراسي وأن دخول الامتحان للمرة الأولى يكون مجاناً، وبعد ذلك بمقابل لكل مادة قدره 500 جنيه رسم امتحان.
يقضي المقترح الجديد بأن تحتسب درجات الطالب في شهادة البكالوريا على أساس الصفين الثاني والثالث الثانوي، ما يقلل من الضغط النفسي على الطلاب وأسرهم والاعتماد على الدروس الخصوصية، إذ من المقرر وفق النظام الجديد أن يدرس الطالب في الصف الأول الثانوي 7 مواد وفي الصف الثاني 4 مواد وفي الصف الثالث الثانوي 3 مواد، ويمكنه إعادة الصفين الثاني والثالث لتصل مدة تحسين المجموع إلى عامين إضافة إلى العامين الدراسيين الثاني والثالث، ويتميزالمشروع الجديد بإمكان اختيارالطلاب بين 4 مسارات هي الطب وعلوم الحياة، والهندسة وعلوم الحاسب، والأعمال، والآداب والفنون، إذ تتيح هذه الخيارات للطلاب اختيارالمسار الذي يتناسب مع ميولهم وقدراتهم، والتركيز على علوم المستقبل، من خلال إدراج مواد حديثة مثل البرمجة وعلوم الحاسب في مسار الرياضيات، ما يعزز قدرة الطلاب على مواكبة التقدم التكنولوجي، كما يركزالنظام على علوم الطبيعة، وهو ما يعد أساساً للتقدم في مجالات الطب والهندسة، كما يتسم بالمرونة في الامتحانات، يتيح النظام للطلاب فرصة دخول الامتحانات في الصفين الثاني والثالث الثانوي، ما يمنحهم إمكانية تحسين درجاتهم خلال عامين إضافيين وتالياً الحصول على 6 فرص لتحسين المجموع، فضلاً عن تقليص عدد المواد الدراسية إلى سبع مواد فقط على مدار العامين الدراسيين، وهو ما يقلل من الضغوط على الطلاب ويخفف العبء المالي المرتبط بالدروس الخصوصية وشراءالكتب الخارجية.
يواكب النظام الجديد الأنظمة التعليمية العالمية التي تعتمد على عدد محدود من المواد الدراسية، وهو ما يسهم في تحسين جودة التعليم، وتالياً يكون الخريجين جاهزين لسوق العمل، كما يتسم بشموله على مواد متقدمة في الفيزياء والأحياء والاقتصاد والإحصاء، ما يتيح للطلاب تعلم مفاهيم عميقة في مجالاتهم، إضافة إلى إضافة مادة الدين لتكون أساسية في المنهج الدراسي، وهو ما يسهم في تعزيز القيم الأخلاقية لدى الطلاب في مواجهة الأفكار المتطرفة والانحرافات المجتمعية، فيما حذر بعض الخبراء التربويين من تطبيق النظام فجأة دون تجريب معتبرين أن ذلك سيتسبب في حالة من الارتباك بين الطلاب وأولياء الأمور، وسط شائعات عن أن النظام الجديد يفرض رسوماً على الطلاب الذين يرغبون في إعادة امتحان مادة معينة، إذ سيدفع الطالب 500 جنيه عن كل مادة يعيد امتحانها، ما يعني أن تكلفة إعادة المواد قد تصل إلى 3500 جنيه في حالة إعادة جميع المواد، ما جعل البعض يروج لأن الحصول على المال هو الهدف الرئيس لإقرارالنظام الجديدعلى الرغم من المزايا التي يقدمها إذ تضمنت المواد المضافة للمجموع التربية الدينية، واللغة العربية، والتاريخ، والرياضيات.
وأقول لكم إن نواباً في مجلس النواب أكدوا أن تغيير نظام الثانوية العامة يتطلب عرض مشروع البكالوريا الجديد على المجلس ودراسته في لجنة التعليم وعرضه على اللجنة العامة، ليقول النواب رأيهم، سواء بالقبول أو الرفض، لتعديل قانون الثانوية العامة ليتلائم مع النظام الجديد، وفي هذه الحالة يمكن تطبيقه على الصف الأول الثانوي في العام المقبل، فيما تدرس وزارة التربية والتعليم حالياً النظام الجديد وعند الانتهاء منه سيتم طرحه للمناقشة المجتمعية، ليتم إلغاء النظام القديم الذي يتضمن شعبتين علمية وتنقسم إلى علوم ورياضة وأدبية وسيكون هناك أربع مسارات جديدة هي الطب وعلوم الحياة، الهندسة وعلوم الحاسب، الآداب والفنون، والأعمال، على أن يكون لكل تخصص من التخصصات الأربعة عدداً من الكليات التي يتأهل الطالب للالتحاق بها في المرحلة الجامعية، ووافق مجلس الوزراء مبدئياً على المقترح، ووجه رئيس الوزراء بأن تتم مناقشة آليات تنفيذه في المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، والتوافق على صيغة نهائية تطرحها الحكومة للحوار المجتمعي، قبل بدء التطبيق، ويتسم نظام البكالوريا الجديد بتنمية المهارات الفكرية والنقدية بديلاً عن الحفظ والتلقين، إضافة إلى الاعتراف الدولي بالشهادة الجديدة ما يتيح للحاصلين عليها العمل في مصرأو خارجها.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yahoo.com