الجمهورية
المستشار محمد محمد خليل
النهضة في التعليم
كان محمد علي يعلم تماما ان النهوض بالأمة المصرية لا يكون الا بالعلم فحرص علي تعليم الشباب وإرسال النابغين منهم الي أوروبا. وأوصاهم بالوقوف علي كل ما يرفع شأن مصر وشأنهم ودراسة كل ما تقع عليه اعينهم. واوصي كبار العلماء في بلادهم ممن أنشأ معهم علاقات ودية أوصاهم بالاهتمام بابناء مصر فإذا ما عادوا الي بلادهم استفادوا مما حصلوه وحولوا علمهم الي آفاق عملية فنهضت الزراعة بشق الترع والمصارف وبناء القناطر علي النيل وانشئت الصناعة واقيمت المدارس في انحاء البلاد وتتبع هو شخصيا المتفوقين من التلاميذ يرعاهم ويستفيد من ذكائهم.. هذا ما فعله محمد علي الحاكم الامي الذي وهب عبقرية ادارية استفادت منها البلاد.
مهما قيل او وجه اليه من نقد ومآخذ الا انه صاحب البداية في تقدم مصر في العصر الحديث. بل ان بعض المؤرخين وصف عصره بعصر النهضة.. ولولا حقد الدول الاوروبية عليه وقلق الباب العالمي منه لكانت مصر اسبق من دول كثيرة بدأت قبلنا او بعدنا. فضلا عن خيبة بعض اولاده واحفاده في ادارة البلاد والمحافظة علي النهضة التي اقامها.
الاستاذ الدكتور سليمان الحلفاوي استاذ جامعي يهتم بالعلم والتعليم مهموم بتطور المسألة التعليمية الي ابعد حد يحزن لما يراه في بلده من اهمال للعلم والمدارس والتعليم فضلا عن ان المدرس هي اساس المسألة كلها.. يقول: لابد للنهوض بالتعليم في بلادنا من العودة الي تأهيل المدرس وإعداده اعدادا جيدا لاداء مهنته بالصورة المطلوبة.. فكثير من المدرسين في نظره غير مؤهلين لاداء مهنته بالصورة المطلوبة.. فكثير من المدرسين في نظره غير مؤهلين لاداء مهمتهم التعليمية ولا سبيل للاعتماد عليهم في تنشئة جيل يشارك في بناء مصر الحديثة والنهضة بها الرأي صادم لاول وهلة.. اذ يتساءل بعض الناس كيف نؤهل المدرس من جديد؟.. هل نعيد تعليمه بعد تخرجه؟ نعم ولا يتأتي ذلك الا بايقاف العملية التعليمية تماما لمدة عام من الان لاعداد المدرس اعدادا لائقا به لينقل العلم الي الطلاب وفي هذا العام تستغل طاقة الشباب في تعمير الصحاري واقامة المشروعات الاقتصادية العملاقة واذا ما انتهت المسألة التأهيلية للمدرسين عاد التلاميذ الي مدارسهم يتابعهم جهاز الموجهين والادارة وكيفية اداء المدرسين لمهنتهم وانتظام التلاميذ في مدارسهم.. تكون المكافأة لمن يتفوق من المدرسين او التلاميذ والفصل النهائي جزاء لمن يكون غير ذلك سواء من المدرسين او الطلاب.. وقبل ذلك كله يعطي المدرس اجرا يكفيه ويوفر له حياة كريمة لا تلجئه الي اعطاء الدروس الخصوصية.. ذلك انه سيجعل التلميذ لا يحتاج اليها.. واضاف الدكتور سليمان اجابة عن سؤال التمويل.. قال: اولياء الامور ينفقون سنويا علي الدروس الخصوصية ملايين الجنيهات فلا غضاضة ان تتحمل الاسرة جزءا من هذه المبالغ لاستمرار عملية النهوض بالتعليم. والاستغناء عن الدروس الخصوصية يستغل جزء مما يحصل من اولياء الامور في تحسين المدارس وصيانتها.
يري سيادة الاستاذ الدكتور ان صلتنا بلغتنا العربية تكاد تكون معدومة وانطبع ذلك في لغة المذيعين والكتاب في اجهزة الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ولغة الشارع وانحدرت اللغة العربية تماما واصبح الخطأ فيها لايلفت الانظار وانما تقوم الدنيا ولا تقعد اذا كان المتكلم او المتلقي ينطق الانجليزية مشوبة بخطأ. ومن ثم فقد اصبحت الغيرة علي لغة الامة معدومة مما يشعر العرب بالدنو لهبوط لغتهم. ومن هنا لابد من الاهتمام باللغة العربية بجانب اللغات الاخري التي يري ان تدريسها يجب ان لا يبدأ قبل بلوغ الطفل عشر سنوات هذه رؤية استاذ جامعي يعشق مهنة التعليم وتحتل من تفكيره ووقته وجهده الكثير. وله آراء عظيمة اخري أرجو أن يدونها ليستفيد منها الوطن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف