الأخبار
محمد بركات
بدون تردد العرب.. وأمريكا ولغة المصالح
العرب.. وأمريكا ولغة المصالح

الغالبية العظمى من البشر إن لم يكن جميعهم عدا بعض الاستثناءات الطفيفة، التى لا تهدم القاعدة ولا تخل بها خللا جسيما، يرون عن اقتناع وتجربة وممارسة أن المصالح هى التى تحكم العالم وتحدد مساره، وتتحكم فى قوة ومتانة أو ضعف وهشاشة العلاقات بين الدول وكذلك الأفراد،...، وأنها هى التى ترسم وتضع الخطوط وتحدد التوجهات السياسية والاقتصادية للدول والشعوب والأفراد.

ويرى هؤلاء أن تلك القاعدة ليست جديدة ولا طارئة فى عصرنا هذا وأيامنا هذه، بل هى المعمول بها بين الأفراد والجماعات وكذلك بين الشعوب والدول منذ فجر التاريخ وحتى اليوم.

ويؤكدون أن التحولات اللافتة فى العلاقات بين الدول وكذلك الأفراد، تخضع لنفس المنطق وذات القاعدة، حيث لا عداوات دائمة ولا صداقات مستمرة، ولكن هناك مصالح تحكم وتحدد الاتجاهات والتوجهات.

وفى هذا الإطار يرون أنه لا موجب للاندهاش من تغير السياسات لبعض الدول تجاه بعضها الآخر، أو انتقال البعض من توجه لآخر طبقا لتغير المصالح واختلافها، لأن ذلك هو المتوقع والمنتظر، حيث من الطبيعى أن يكون التوجه متماشيا مع الاتجاه الذى تحدده المصالح ولا شىء غيره.
وفى ظل هذه الرؤية، لا يرى هؤلاء أى موجب للاندهاش من التحول اللافت الذى طرأ على الموقف الأمريكى تجاه قضية السلام فى الشرق الأوسط، وهى القضية الفلسطينية التى هى جوهر ولب الصراع العربى الإسرائيلى.

ويرى هؤلاء أن الانحياز الأمريكى الكامل لإسرائيل كان موجودا وقائما منذ بدء الصراع وحتى الآن، وأن كل الحكومات والإدارات الأمريكية السابقة كانت منحازة لإسرائيل، وأن الحكومة والإدارة الحالية تسير على نفس الخط ونفس المنهج، ولكن الفرق هو أن الإدارة الحالية أكثر مباشرة وإفصاحا وكشفا لهذا الانحياز الذى ترى أنه معبر عن مصالحها.

ويرون أن لغة المصالح هى اللغة الصحيحة التى يجب على العرب- كل العرب- التحدث بها والتعامل بها مع الولايات المتحدة الأمريكية فى هذا الشأن.. فهل نفعل ذلك؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف