الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم قمة عربية لمواجهة «خطة ترامب».. ودحض «اللاءات الإسرائيلية»
قمة عربية لمواجهة «خطة ترامب».. ودحض «اللاءات الإسرائيلية»

على خطى قمة اللاءات الثلاث التي عقدت في العاصمة السودانية الخرطوم في 29 أغسطس عام 1967 عقب النكسة والتي عرفت بقمة اللاءات الثلاث وأصرت الدول العربية عبرها على على التمسك بالثوابت السياسية من خلال لاءات ثلاث هي «لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع إسرائيل» قبل أن يعود الحق لأصحابه، تدخل إسرائيل مفاوضات المرحلة الثانية من هدنة غزة وهي ترفع ثلاث لاءات جديدة، وكأن التاريخ يعيد نفسه، إذ ترفض إدارة حماس لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب فضلاً عن نزع سلاح الحركة وعدم مشاركة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية في إدارة غزة، فيما تستضيف مصرالقمة العربية الطارئة لبحث تطورات القضية الفلسطينية في الرابع من مارس المقبل لمواجهة خطة ترامب التي تدعو إلى تهجيرالفلسطينيين من القطاع، فضلاً عن الرد على اللاءات الإسرائيلية وبحث التطورات المستجدة والخطيرة للقضية وتعبئة موقف عربي ودولي لدعم حل الدولتين ورفض مسألة التهجير للفلسطينيين من القطاع بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض أخيراً، عن عزم بلاده الاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين من القطاع إلى دول أخرى، قبل أن يعلن أنه ليس مستعجلاً بشأن تنفيذ الخطة على وقع ردود أفعال عربية ودولية غاضبة لخطته، وجاء اختاررئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صديقه المقرب وكاتم أسراره وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، لقيادة فريق المفاوضات الإسرائيلي حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النارمع حماس، بدلاً من رئيس الموساد ديفيد برنياع ليتأكد للجميع أن هذه المفاوضات تتم برؤية نتنياهو، الساعية إلى إطلاق سراح الرهائن والحفاظ على الائتلاف الحاكم ومواصلة التواصل مع الإدارة الأمريكية وضمان توافق مصالح البلدين مع مبعوث الرئيس ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، خصوصاً أن المرحلة الثانية تتضمن اتفاقات سياسية ودبلوماسية وأمنية تتعلق بمستقبل غزة، والتي تسعى إسرائيل للانتهاء منها تحسباً للدخول في صراع مع إيران بمساعدة أمريكا لمنعها من إمتلاك سلاح نووي.
تسابق مصر الزمن للانتهاء من خطة إعادة إعمارغزة من دون تهجيرالفلسطينيين لعرضها على القمة العربية وأمريكا لمواجهة خطة ترامب التي تدعو إلى تهجيرسكان القطاع ودحض اللاءات الإسرائيلية الثلاث، وتتضمن إنشاء «مناطق آمنة» داخل غزة التي حولتها الحرب الإسرائيلية إلى ركام، ليعيش فيها الفلسطينيون مؤقتاً، بينما تتعاون شركات مصرية ودولية لإزالة الأنقاض وإعادة تشييد البني التحتية للقطاع، كما تنص الخطة على إنشاء إدارة فلسطينية مستقلة غيرتابعة لحماس أو السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع والإشراف على إعادة الإعمار، وتتضمن تشكيل قوة شرطة فلسطينية مكونة من رجال شرطة سابقين تابعين للسلطة الفلسطينية الذين ظلوا في غزة بعد سيطرة حماس على القطاع في عام 2006، مع دعمها بقوات مدربة من مصروالاتحاد الأوروبي، فيما سيتم إعادة إعمار القطاع على ثلاث مراحل تستغرق خمس سنوات، من دون إخراج الفلسطينيين من غزة، ونقل الفلسطينيين إلى ثلاث «ثلاث مناطق» داخل القطاع تبدأ بخطة إنعاش مبكرأولية مدتها ستة أشهر، وسيجري تجهيز هذه المناطق بمنازل متنقلة بالتزامن مع تدفق المساعدات الإنسانية، وتشارك أكثرمن خمسين شركة مصرية وعربية ودولية في إزالة الأنقاض وإعادة تشييد البني التحتية للقطاع، فيما ستوفرخطة إعادة الإعمارعشرات الآلاف من فرص العمل لسكان غزة، وتناقش مصر حالياً سبل تنفيذ الخطة مع دول عربية في مقدمتها السعودية والإمارات وقطروالأردن إضافة إلى دول أوروبية وقد يتم عقد مؤتمر دولي من أجل هذا الغرض، فيما أعلنت حماس أنها مستعدة للتخلي عن السلطة في غزة، ووافقت على حكومة وحدة فلسطينية من دون مشاركة الحركة أو لجنة من تكنوقراط لإدارة القطاع لكن السلطة الفلسطينية التي تحكم الضفة الغربية، ترفض أي خطط لإدارة غزة تستبعدها من المشاركة في إدارة القطاع.
جدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، رفضه لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن نقل سكان غزة مؤكداً رفضه التام لـ «خطة ترامب» التي تدعو إلى تهجير سكان القطاع مجدداً التأكيد على لاءاته الثلاث ومشدداً على أن موقفه من النزاع العربي الإسرائيلي لم يتغير منذ 25 عاماً، قائلاً «كلا للتهجير، كلا للتوطين، كلا للوطن البديل»، في إشارة إلى رفضه مقترح نقل سكان غزة إلى الأردن، وهو الموقف نفسه الذي شددت عليه مصر برفضها تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، ودعمتهما الدول العربية وفي مقدمتها السعودية والإمارات وقطر، كما أكدت الدول العربية أن مقترح الرئيس ترامب أن تسيطرالولايات المتحدة على القطاع، وتنشئ ريفييرا الشرق الأوسط بعد نقل الفلسطينيين إلى أماكن أخرى مرفوض لأنه يعد تهجيراً قسيراً وتطهيراً عرقياً، ما يعد مخالفة للقوانين الدولية، وتزامن ذلك مع بدء مباحثات روسية أمريكية بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، والتحضير لاجتماع قمة مرتقب بين الرئيسين الروسى فلاديمير بوتين والأمريكى دونالد ترامب، في العاصمة السعودية الإمارات، فيما رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مطالبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاستحواذ على ثروات معدنية بقيمة تبلغ 500 مليار دولار مقابل الدعم العسكري لكييف، مؤكداً أن المساعدات العسكرية التي استقبلتها أوكرانيا لا ترتقي قيمتها إلى المبلغ الذي يطالب به ترامب، وأن واشنطن لم تقدم أي ضمانات أمنية لكييف مقابل هذا الاتفاق، فيما وصف ترامب الرئيس الأوكراني زيلينسكي بأنه غير كفء وشعبيته متدنية وإجراء الانتخابات في أوكرانيا آت مني ومن عدة بلدان، وديكتاتورغيرمنتخب.
يتصاعد يوماً بعد يوم رفض خطة تهجيرالفلسطينيين من قطاع غزة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الحلفاء والخصوم على حد سواء، بعد أن تأكد الجميع أن خطة لا أخلاقية وستؤدي في حال تنفيذها إلى تصاعد الإرهاب في العالم كله، إذ وقّع ما يقرب من ثلثي أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين على رسالة موجهة إلى الرئيس ترامب، حملت توقيع 145 نائباً ديمقراطياً من أصل 215، بقيادة النائبين شون كاستن وبراد شيرمان، يطالبونه فيها بالتراجع عن تصريحاته التي وصفوها بـ «الخطيرة»K وأعرب المشرعون الموقعون على الرسالة عن قلقهم من أن رئيساً أميركياً يمكن أن يدعو إلى التهجير القسري والتشريد الدائم لمليوني شخص وأن مثل هذه الخطوة لا يمكن الدفاع عنها أخلاقياً، وستضر بمكانة الولايات المتحدة عالمياً، وتُعرّض الجنود الأميركيين للخطر، وتؤدي إلى تصاعد الإرهاب، كما حذروا من أن تعليقات ترمب قد تُعرّض فرص التعاون بين الولايات المتحدة وشركائها العرب للخطر، وذلك فيما يتعلق بإعادة إعمارغزة وإيجاد حل سلمي للصراع مع إسرائيل، فيما أوقف الكونجرس صفقة بيع أسلحة بقيمة ملياردولارلإسرائيل والتي تم وافق عليها الرئيس ترامب خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، كما تضمنت الرسالة رفض الديمقراطيين اقتراح الرئيس الامريكي دونالد ترامب بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة وبناء ريفييرا الشرق الأوسط.
الغريب أن الإدارة الأمريكية تعتبرأن الدعم العسكري لإسرائيل استثماراً في الأمن القومي الأمريكي، ويبدو أنها نسيت أوتناست أن نحو50 ألف جندي أمريكي يتمركزون في العشرات من القواعد العسكرية في العديد من الدول العربية، كما تحصل واشنطن على تسهيلات واسعة تتضمن القيام بمناورات عسكرية مشتركة، وحق استخدام المجال الجوي والموانئ والمطارات والمعسكرات، والحصول على خدمات الوقود والصيانة وتخزين الأسلحة في غالبية دول المنطقة، الأمرالذي منحها حرية ومرونة بالغة في الحركة براً وجواً وبحراً بزعم حماية مصالحها في المنطقة، والقضاء على الإرهاب وإجراء التدريبات والمناورات العسكرية وتقديم المشورة، إضافة إلى الاستثمارات العربية في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يصل حجم الاستثمارات السعودية وحدها في الولايات المتحدة نحو تريليون دولار، إضافة إلى استثمارات من دول خليجية أخرى، فضلاً عن شراء الدول العربية أسلحة بمبالغ مالية كبيرة جداً، ولذا فأن مصالح واشنطن مع الدول العربية وليست مع إسرائيل التي قد تورطها في حرب عالمية في حال إصرارها على تهجيرالفلسطينيين إلى دول عربية أو أجنبية واستيلاء إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية ومدينة القدس التاريخية والرمزية لكل المسلمين بسبب احتضانها المسجد الأقصى.
تزامن تكرارالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحديث عن مقترحه لتهجيرالفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول عربية من بينها مصر والأردن، وإصرارهما على الرفض بالتلويح بقطع المساعدات عن البلدين، قائلاً «ربما أوقف المساعدات عن الأردن ومصرإذا لم يستقبلا اللاجئين»، في ظل رفض عربي واسع لخطة ترامب، الذي قال إنه يسعى لشراء غزة وامتلاكها من أجل إعادة بنائها، وأن الفلسطينيين الذين سيخرجون من القطاع لن يكون لهم حق العودة إليه، وتعتبرالمعونة الأمريكية لمصرمبلغاً ثابتاً سنوياً تتلقاه من الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1978، إذ أعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر، تقديم معونة اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصروإسرائيل، تحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولارلإسرائيل، و2.1 مليار دولار لمصر، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية، ولا يتجاوزمبلغ المعونة إلى مصر 2% من إجمالي الدخل القومي، إذ سرعان ما تراجع ترامب عن هذا التهديد خصوصاً أن واشنطن تستفيد مقابلها من مصر.
وأقول لكم، إن التلويح بوقف المعونة الأمريكية عن مصرستدفع واشنطن ثمنه غالياً لأنها تحصل على الكثير من المميزات من مصر وهو ما سيجعلها تفكركثيراً في حال إتخاذ هذه القرارخصوصاً أن المبلغ الذي تحصل عليه القاهرة لا يمثل تهديداً لاقتصادها، ولا يعد التلويح بقطع المعونة الأمريكية الأول من نوعه ولن يكون الأخير فدائماً ما تستخدمها الولايات المتحدة كورقة ضغط على مصر لتحقيق مصالحها السياسية، وتزامن ذلك مع نجاح جهود الوسطاء في إعادة إسرائيل وحماس إلى مائدة مفاوضات المرحلة الثانية وتنفيذ باقي بنود المرحلة الأولى ما سيسهم في الوصول إلى صيغة لإنهاء الحرب في غزة انتظاراً لحلول سياسية نهائية للقضية الفلسطينية يضمن تنفيذ القرارات الدولية وإقامة دولتين على حدود الرابع من يونيو 1967، بعد أن أكدت الإدراة الأمريكية أنها منفتحة على مقترحات من الدول العربية بشأن غزة، إذ تقود مصر والسعودية والإمارات جهوداًعربية عاجلة لإيجاد خطة بشأن مستقبل غزة في مواجهة طرح ترامب، ومن المقرر مناقشة الأفكار المبدئية خلال قمة في الرياض الشهر الجاري تشارك فيها غالبية الدول العربية، وقد تتضمن صندوق إعادة إعمار بقيادة دول الخليج واتفاقاً لتنحية حماس جانباً من إدارة قطاع غزة وهو المطلب الرئيس لأمريكا وإسرائيل.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yah00. com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف