الأخبار
كرم جبر
إنها مصر الصحفيون وحزب «الجنينة»!
الصحفيون وحزب «الجنينة»!

الجيل الحالى من الصحفيين لم تتح لهم فرصة الاحتكاك بالاساتذة الكبار لينالوا المهنة من أصولها، ورغم ذلك أرى فى بعض الشباب طموحاً لاستعادة الأصول، واسترداد الزمن الجميل، بتقاليد متطورة تحافظ على الثوابت، وتمنع كل من يعرقل صعودهم للمستقبل.

نقابة الصحفيين -ايضا - كانت منتدى رفيع المستوى للعظماء من أبناء المهنة، وكان الرئيس السادات يطلق عليهم «حزب الجنينة» إشارة الى «الحديقة» التى كانت تجمعهم قبل إقامة المبنى الجديد، وبالفعل كانت «جنينة» للمناقشات والحوارات.

فى الستينيات والسبعينيات، كانت ترويسة «الأخبار» عليها أسماء ستة رؤساء تحرير هم: موسى صبرى وأحمد الصاوى ومحمد زكى عبدالقادر وحسين فهمى ومحمد التابعى وعلى أمين ومصطفى أمين، وقبلهم أحمد بهاء الدين وكامل الشناوى.

وفى الأهرام: محمد حسنين هيكل وعلى حمدى الجمال ورائد عطار ومكرم محمد أحمد وصلاح منتصر وسلامة أحمد سلامة ومحمد حقى.

وفى الجمهورية: طه حسين وجلال الدين الحمامصى وإسماعيل الحبروك وناصر الدين النشاشيبى وحلمى سلام ومحسن محمد وعبدالمنعم الصاوى وكمال الحناوى.

وفى روز اليوسف: إحسان عبدالقدوس وعبدالرحمن الشرقاوى وفتحى غانم وصلاح حافظ.. وفى دار الهلال: أمينة السعيد وصبرى أبوالمجد ومرسى الشافعى والدكتور حسين مؤنس.. وفى دار التعاون محمد صبيح.

وبجانبهم أسماء إدارية عملاقة: قاسم فرحات والسيد أبوالنجا وطلعت الزهيرى وعبدالحميد حمروش وفؤاد إبراهيم وعبدالله عبدالبارى وقامات قانونية مثل الدكاترة جمال العطيفى وصليب بطرس.

▅ ▅ ▅

تجسدت المشكلة على مر العصور فى توظيف الدين الحنيف لمطامع وأغراض غير مقاصده ومراميه، فمن يريد النصب على الناس لا يتورع عن الاجتراء على الإسلام بما ليس فيه، ومن يبحث عن الشهرة الكاذبة، يفعل مثل كثير من الدعاة، الذين لا يمتلكون مؤهلات الإفتاء، وأهمها الدراسة فى الأزهر.

الابتلاء الأكبر هو الصراع السياسى على السلطة، وتوظيف الدين ليكون وسيلة للوصول إلى الحكم، ولم يدخل هذا الداء بلدا إلا أفناه، وفجّر بين أبنائه بحوراً من الدماء، فكل المتقاتلين يزعمون أنهم يتبعون الشريعة، مع أن جوهر الأديان هو الهداية ونشر المحبة والسلام، وليس القتل وإراقة الدماء.

لم تتحقق عظمة الإسلام بالسيف والقسوة، وإنما بالعقل والرحمة، وتثبيت الأخلاق الكريمة، ونشر التعاليم الصحيحة، وهذا عكس ما يحدث الآن، نتراجع للخلف بدلاً من السير للأمام، ونهيئ أنفسنا للمستقبل، بالعودة إلى التشدد.
▅ ▅ ▅

من أقوال الإمام الشافعى:

«إذا تـخـلى الناس عـنك فـى كرب فاعلم أن الله يريد أن يتولى أمرك».

«احفظ لسانك أيها الإنسان، لا يلـدغنـك إنـه ثعبــان، كم فى المقابر من قتيل لسانه، كانت تهاب لقاءه الشجعان».

«أكثر الناس كرباً فى العالم هم أولئك الذين يحملون الحسد والكراهية فى قلوبهم»
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف