د. نبيل السجينى
نحو الحرية البعد الدينى فى سياسات ترامب
البعد الدينى فى سياسات ترامب
ما هى الدوافع الحقيقية وراء دعم ترامب الكبير لإسرائيل؟، وهو دعمٌ أكثر وضوحًا مقارنة بأسلافه، وقراراته لمصلحتها تُمثل تحولًا تاريخيًا عن السياسة الأمريكية التقليدية التى تجنبت اتخاذ موقف علنى بشأنها؟ أبرزها اعترافه بالقدس عاصمةً لإسرائيل عام 2017، ونقل السفارة الأمريكية إليها، واعترافه عام 2019 بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية، وهو ما يُخالف قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولى.
تشير التحليلات إلى أن دوافع ترامب دينية فى ظاهرها، لكنها سياسية فى جوهرها، إذ يسعى إلى استمالة القاعدة الإنجيلية المحافظة المؤيدة لإسرائيل، ذات النفوذ القوى فى الرأى العام الأمريكى.
يبنى الإنجيليون دعمهم لإسرائيل على تفسيرات ونبوءات ومعتقدات توراتية مثل «أرض الميعاد» و«الشعب المختار» و«المجىء الثانى» للمسيح. وهذه التفسيرات واضحة فى سفر التكوين 12:3 «وأبارك مباركيك، وألعن لاعنك. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض». ويفسر الإنجيليون هذا على أنه وعد إلهى بمباركة من يدعمون ويؤيدون إسرائيل. وفى سفر حزقيال 36: 24 «وآخذكم من بين الأمم وأجمعكم من جميع الأراضى، وآتى بكم إلى أرضكم». يفسر الإنجيليون هذا على أنه نبوءة بعودة اليهود إلى أرضهم!!. وفى سفر زكريا 12: 3 «ويكون فى ذلك اليوم أنى أجعل أورشليم حجرًا ثقيلًا لجميع الشعوب. ويجتمع عليها كل أمم الأرض». يفسر الإنجيليون هذا على أنه نبوءة بدور القدس فى نهاية الزمان. لكن هذه التفسيرات ليست مقبولة عالميا، كذلك هناك العديد من المسيحيين الذين لا يؤمنون بالدعم غير المشروط لدولة إسرائيل.