أمريكى يفضح إسرائيل والغرب

هذا مقال مهم، أشبه بصرخة تخاطب ضميرَ الغرب، لكريس هيدجز، الكاتب الأمريكى الشهير، ينبغى أن يُطلَع عليه أكبر عدد من القراء فى العالم، خاصة فى منطقتنا، لأنه يكشف فيه، ببصيرة نافذة وشجاعة، أهداف إسرائيل الحقيقية، ودأبَها على انتهاك اتفاقاتها، وطبيعتَها فى اقتراف أقصى عنف ضد الفلسطينيين، وجشعَها فى الاستيلاء على أراضيهم، وأن كل هذا بدعم كامل من الغرب. يقول إن رسالة إسرائيل لا لَبْسَ فيها بأن تصير غزة غير صالحة للسكن، وتقول لسكانها: (غادروا أو موتوا!). ويؤكد أنه لا توجد دولة غربية تريد أن تُوقِف هذا، بما فى ذلك الولايات المتحدة، التى تُزوِّد إسرائيلَ بالأسلحة اللازمة للإبادة الجماعية. ويتوقع أن تتدهور المسائل أكثر، وأن تُضاهِى أبشعَ جرائم الحرب فى القرن العشرين، بما فى ذلك التجويع الجماعى والمجازر الجماعية، بمثل ما دَمَّر النازيون جيتو وارسو عام 1943.

ويقول هيدجز، نقلا لأجزاء من مقاله عن ترجمة على بعض المواقع قبل أيام، إن إسرائيل دأبت على توقيع اتفاقيات، بجداول زمنية ومراحل، وما إن تحصل على ما تريد، فى حالة غزة يكون إطلاق سراح الرهائن فى المرحلة الأولي، حتى تنتهك المراحل اللاحقة. وقال إن هذا النمط لم يُكسَر قط! فقد رفضت إسرائيل الالتزام بالمرحلة الثانية من الاتفاق، ومنعت المساعدات الإنسانية عن غزة، واستأنفت قصفها بعنف فى 18 مارس بينما كان الفلسطينيون نائمين أو يستعدون لتناول السحور. وأكد أن إسرائيل لن توقف هجماتها الآن، حتى لو تم إطلاق سراح الرهائن المتبقين. وأضاف أن البيت الأبيض بقيادة ترامب يشيد بالمذبحة، إلى جانب قادة الحزب الديمقراطي، ويهاجمون منتقدى الإبادة الجماعية ويصفونهم بأنهم (أعداء للسامية)، ويقولون إنه يجب إسكاتهم وتجريمهم وترحيلهم، بينما يضخون مليارات الدولارات من الأسلحة لإسرائيل!

ويُدِين هيدجز الغرب قائلا: (إن حلم إسرائيل المُختلّ بالإبادة الجماعية على وشك أن يتحقق، وإن هذا سيُحطِّم إلى الأبد أسطورة أننا، أو أى دولة غربية، نحترم سيادة القانون أو أننا حماة حقوق الإنسان والديمقراطية، وما يُسَمَّى (فضائل الحضارةالغربية)! إن وحشيةَ إسرائيل هى وحشيتُنا، وقد لا نفهم هذا، لكن بقية العالم يفهمه!!).