احمد الشامى
أقول لكم «خطة جديدة لإنهاء حرب غزة».. «هدنة 7 سنوات .. وحماس تضع السلاح»
«خطة جديدة لإنهاء حرب غزة».. «هدنة 7 سنوات .. وحماس تضع السلاح»
لا تتوقف جهود مصرالرامية إلى إيجاد حلول لإنهاء الحرب على غزة، رغم تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووضع العراقيل أمام الوصول إلى صيغة تفضي إلى نهاية المعركة التي حولت غزة إلى ركام ومقتل عشرات الاًلاف من أطفال ونساء وشيوخ فلسطين الأبرياء، وتضع القاهرة حالياً بمساعدة الوسطاء خطة جديدة ترتكزعلى تنفيذ مخرجات القمة العربية التي عقدت بالقاهرة في 4 مارس الماضي لإعادة إعمارغزة دون تهجير الفلسطينيين ويعتمد المقترح المصرى على تجاوب حماس المرن مع مقترح مبعوث الرئيس الأمريكى، آدم مولر، والذى يتضمن هدنة من خمس إلى سبع سنوات ضمن صفقة شاملة، فى محاولة لإحياء عملية المفاوضات المتوقفة وإنهاء حالة الركود التى تشهدها، ووقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلى من القطاع وإنهاء الحرب، على أن تعلن الحركة «وضع السلاح» وليس تسليمه، بما يعنى عدم استخدام الأسلحة الموجودة لديها أوإظهارها فى الشوارع خلال فترة الهدنة، مع احتفاظها بمخزونها، كما يتضمن المقترح تخلي حماس عن إدارة القطاع أمنياً وسياسياً وتسليمه إلى لجنة إسناء مدني مجتمعية تم التوافق عليها لإدارة شؤون القطاع، على أن تتولى مصر تدريب عناصرأمن تابعة للسلطة الفلسطينية لإدارة الملف الأمنى فى القطاع، إلى جانب إعادة الإعمار، إذ يتم التعهد بإعادة الإعمارفوراً حال نجاح الاتفاق، مع التوجه لعقد مؤتمر دولى للمانحين لتقديم الدعم اللازم دون تهجير الفلسطينيين من القطاع.
هل تضع الحرب أوزارها في غزة التي تعيش على خط النارمنذ أشهربسبب العراقيل التي تضعها إسرائيل في طريق التوصل إلى وقف شامل لإطلاق الرصاص الذي يقتل أبناء فلسطين من الأطفال والنساء والشيوخ دون أن يحرك العالم ساكناً؟، فقد أكدت الحركة أنها مستعدة للتفاوض الفوري بشأن اتفاق لتبادل جميع الرهائن لديها مع عدد متفق عليه من الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل، في إطارصفقة تضمن الانسحاب الإسرائيلي، وتنهي الحرب في القطاع نهائياً، عن طريق إطلاق مفاوضات «الرزمة الشاملة»، التي تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائليين مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مقابل وقف الحرب تماماً على والانسحاب الكامل من قطاع غزة، فيما يصر رئيس الوزاء الإسرائيلي على إبرام هدنة مؤقتة تتيح له مواصلة الحرب بعد تسلم عدد من الأسرى، لتنفيذ أجندته السياسية بالاستيلاء على القطاع وصولاً إلى مخطط التهجير.
يبدو أن اقتراب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمنطقة الشرق الأوسط والمحدد لها الشهرالمقبل، ألقت بظلالها على المفاوضات إذ يسعى الوسطاء برعاية أمريكية للوصول إلى صيغة تفاهم واستئناف هدنة مؤقتة تفضي إلى وقف كامل لإطلاق النار، أو مفاوضات الصفقة أوالرزمة الشاملة التي تنهي الحرب أيضاً وهو المقترح الذي يواجه رفضاً إسرائيلياً وتصعيد من حكومة بنيامين نتنياهو، لإجبار الحركة على القبول بوقف مؤقت للحرب ليواصل السيطرة على القطاع وطمس هويته، فيما يخطط الوسطاء الضغط على الطرفين لقبول تهدئة مؤقتة تقود لاتفاق شامل بضمان الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى وهوما توافق عليه حماس حتى الاًن في انتظار رد إسرائيل على المقترح المصري المطروح على مائدة المفاوضات حالياً، إذ تسعى القاهرة للوصول إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن يضمن حقن دماء الفلسطينيين الأبرياء.
وترى الحركة أنه في حال عقد هدنة مؤقتة سيستخدمها نتنياهوغطاءً لمواصلة حرب التجويع والإبادة، غير عابيْ بالأسرى ولا يهمه عودتهم أحياء أو أموات، ولذا ترفض حماس هذه السياسة التي تخدم أجندة نتنياهو فيما رحّب المبعوث الأميركي، آدم بوهلر، بإنهاء ملف الأسرى والحرب معاً، والتوصل إلى اتفاق شامل، والذي أكد خلال تصريحات أدلى بها أخيراً أن حماس مُرحب بها إذا كانت ستقدم شيئاً يتطابق مع محدداتنا، وهناك دائماً إمكانية للوصول إلى اتفاقية شاملة بشأن الرهائن، وأرى أن حديث بوهلر يؤكد مرونة حماس ورغبتها في إنهاء الحرب وحقن دماء الفلسطينيين، ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع والضفة الغربية لإنقاذ الشعب الفلسطيني من حرب الإبادة التي لا تتوقف، وكشف استطلاع نشرته صحيفة عبرية، أن 62 % من الإسرائيليين عبروا عن دعمهم لصفقة يتم بموجبها إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة، مقابل وقف القتال والانسحاب من غزة، بينما عارضها 21 %، و17 % لم يحددوا موقفهم، فيما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، باستمرار الحرب قائلاً «حان الوقت لفتح أبواب الجحيم على حماس لتكثيف القتال حتى احتلال القطاع بالكامل».
في الوقت الذي أخفق ترامب في تحقيق وعود حملته الانتخابية بسرعة إحلال السلام في غزة وأوكرانيا، وجد نفسه أمام تحدٍ مهم وهو كبح البرنامج النووي الإيراني المتطور، ولذا إنطلقت المفاوضات الأمريكية الإيرانية في محاولة لحل أزمة الاتفاق النووي الإيراني، ووقف البرنامج أو تجميده لفترة من الوقت فيما ترى إسرائيل التي تسعى لتفكيك البرنامج النووي أن هذه المفاوضات مضيعة للوقت، بعد أن أخفق ترامب في تحقيق وعوده بإقرارالسلام في غزة وأوكرانيا، وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، التزامه بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، بعد أن رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقترحات إسرائيلية بشن ضربات مشتركة للمنشآت النووية الإيرانية، وأن الجيش يعمل حالياً على تحقيق النصر في جميع ساحات المعركة، فيما يسعى الرئيس الأمريكي إلى تحسين علاقة بلاده التجارية بجميع دول العالم بعد أن أفسدتها الرسوم التجارية التي فرضها على واردات بلاده من جميع دول العالم، إذ أكد إن الولايات المتحدة ستبرم اتفاقاً تجارياً عادلاً مع الصين، ويعتزم أن يكون "لطيفاً للغاية" مع بكين في أي محادثات تجارية، مؤكداً خفض الرسوم الجمركية في حال التوصل إلى اتفاق بين البلدين، بعد أن حققت المحادثات بين أميركا والصين بشأن اتفاق تجاري محتمل تقدماً، وجاء فرض الرئيس الأميركي رسوماً جمركية على الصين وصلت إلى 145 %، على الكثير من المنتجات الصينية، ورد بكين بفرض ضرائب بنسبة وصلت إلى 125 %، ليفسد العلاقات التجارية بين البلدين، والسؤال الاَن هل تستعد الدول العربية للحروب السياسية والاقتصادية التي تدورفي العالم وتهدد الشرق الأوسط في أي لحظة، أم ستواصل طلب الحماية من أمريكا التي تسعى لفتح أبواب الجحيم على الجميع؟
وأقول لكم، إن المناورات الجوية المشتركة التي أطلقها الجيشان المصري والصيني والتي تُعد الأولى من نوعها، باسم "نسور الحضارة 2025″، بمشاركة آليات ومعدات ومقاتلات متعددة المهمات، أربكت إسرائيل رغم إنها غير موجهه ضد دولة بعينها، خصوصاً أنها تُجرى في قاعدة عسكرية مصرية وتستمرحتى أوائل مايو المقبل، وتعتبرأول تدريب جوي مشترك من نوعه بين البلدين، تعكس توجهاً لإعادة التوازن العسكري في منطقة الشرق الأوسط كما تتيح لمصراختبار المقاتلات الصينية في بيئة قتالية واقعية، وكان من الطبيعي أن تتابع إسرائيل عن كثب المناوراتِ الصينيةَ المصرية نتيجة توترالعلاقة مع القاهرة، بسبب الحربُ على غزة ورغبة إسرائيل وأمريكا في تهجير الفلسطينيين إلى مصروهوما رفضته جميع الدول العربية، كما أن المناورات المصرية مع الصين التي تدخل في حرب تجارية الاّن أكدت للجميع أن مصر قوية وفادرة على تغيير مصادر السلاح للدفاع عن نفسها وأمتها العربية ورسالة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن مصر أو الاقتراب من أرضها.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yah00.com