د. نبيل السجينى
نحو الحرية نهر السند بين عطش الأرض وجحيم الحرب
نهر السند بين عطش الأرض وجحيم الحرب
يُعدّ الصراع المستمر منذ سبعة عقود بين نيودلهى وإسلام آباد أحد أطول الصراعات وأكثرها تعقيدًا فى العالم، إذ تمتد جذوره إلى ما قبل تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947.
ويظل التوتر سمةً أساسيةً فى العلاقات بين البلدين. فهل سيعيد التاريخ نفسه ويعود شبح الحرب بين الجارتين النوويتين، ولكن هذه المرة بنكهة ذرية؟ تعود شرارة الصراع الأولى إلى إقليم كشمير المتنازع عليها. خاض البلدان أربع حروب بسببها، كان آخرها عام 1999.
اتسع نطاق الصراع ليشمل قضايا أخرى، مثل النزاعات على نهر السند ودعم كل طرف للجماعات المسلحة التى تقاتل الطرف الآخر.
كما تلعب الهوية الدينية دورًا مهما فى الصراع، إذ تعتبر باكستان نفسها دولة مسلمة فى شبه القارة الهندية، بينما الهند دولة علمانية ذات أغلبية هندوسية وأقلية مسلمة. يدفع الصراع المتصاعد بين الهند وباكستان إلى حافة الهاوية، وينذر بإمكانية استخدام الأسلحة النووية، مما ستكون له عواقب كارثية على المنطقة والعالم. وهذا هو السيناريو الأكثر رعبًا، إذ قد يُودى تبادلٌ نوويٌّ محدودٌ بحياة الملايين، ويُدمر المدن، ويُسبب عواقب بيئية وخيمة تؤثر على المناخ والزراعة فى جميع أنحاء العالم، فضلًا عن موجات نزوح وتدهور الأوضاع الإنسانية. تختلف العقيدة النووية لكل دولة. فبينما تلتزم الهند بسياسة «عدم المبادرة بالهجوم، مع احتفاظها بحق الرد النووى فى حال تعرضها لهجوم نووى، تنظر باكستان إلى ترسانتها النووية كوسيلة لردع التفوق العسكرى الهندى.