الأخبار
كرم جبر
إنها مصر صواريخ وجواسيس ومُسيّرات !
صواريخ وجواسيس ومُسيّرات !

الأسلحة القاتلة فى الحرب الإسرائيلية الإيرانية هى المسيرات والصواريخ والجواسيس، ولم تعد الحروب كما كنا نعرفها، ولم تعد ميادين القتال مسرحًا للدبابات والمدرعات والطائرات الأسرع من الصوت.. أدوات الحرب تغيّرت.

●● المسيرات حلت محل الطائرات العملاقة الأسرع من الصوت، ويحركها مبرمجون وليس طيارين يتكلف تدريبهم أموالًا طائلة، والقادم مذهل عندما يتم تطويرها باستخدام الذكاء الاصطناعى بشكل أكبر.

المسيرات قليلة التكلفة وتستطيع الدول الغنية والفقيرة امتلاكها وربما الأفراد، لا تتطلب شجاعة بشرية بل مهارة تكنولوجية، والمستقبل لطلبة كليات الهندسة الإليكترونية، والأكاديميات العسكرية التى تؤهل طلابها على الثورة التكنولوجية المذهلة.

●● الصواريخ أيضًا لم تعد كما كانت وهى الآن أكثر تطورًا، وأطول مدى وأكثر دقة وتطير لمسافات تصل لآلاف الكيلومترات، محمّلة برءوس متفجرة ذكية، بعضها يفوق سرعة الصوت، وبعضها فرط صوتى، يخترق طبقات الجو ويصيب أهدافه بدقة جراحية، فيدخل من نافذة ويقتل المطلوب فقط دون المساس بمن بجواره.

الصواريخ حلت محل المدفعية والمدرعات وقاذفات القنابل، وتزداد خطورتها مع تطور تقنيات التخفى والتوجيه الذكى، حتى بات من الصعب اكتشافها أو التصدى لها فى الوقت المناسب، ولم تحقق الأنظمة الدفاعية النتائج المرجوة.

●● الجواسيس معروفون من بدء الخليقة، وقرأنا عنهم كثيرًا، أما الجواسيس الإيرانيون فليس لهم مثيل فى التاريخ أو الجغرافيا، ونسمع عن قصص تجسس ولا فى الخيال، وأصبحت إيران مسرحًا لعروض مسرحية جاسوسية إبداعية.

وبات على كل دولة أن تفتح عينيها جيدًا على أبنائها قبل أعدائها، بعد أن تهاوت القيم الوطنية التى تغرس فى النفوس غريزة الموت دفاعًا عن الوطن.

لم يعد الجاسوس كما كان فى السابق يبحث عن المعلومات فالتقنيات الحديثة تتكفل بذلك، وتنوعت مهامه ما بين بث الشائعات لهدم الروح الوطنية وإشاعة روح الهزيمة، أو أن يضع أجهزة تتبع فى الأماكن المستهدفة، لترشد الصواريخ والمسيرات إلى المكان المطلوب والشخص المستهدف.

ولسه..

لم نصل بعد إلى نهاية القصة والقادم أخطر، الذكاء الاصطناعى يقتحم بسرعة مذهلة ساحات الحروب، ويصمم خوارزميات للهجوم والدفاع، وربما يقود معارك كاملة من دون تدخّل بشرى.

قد لا يكون الجنود والضباط هم مكونات جيوش المستقبل بل روبوتات قتالية، وطائرات ذاتية القيادة، وكلاب إليكترونية مدرّبة على الاقتحام والهجوم، وربما نشهد ظهور كتائب كاملة من الجنود الرقميين، يتحركون بإشارة من الذكاء الاصطناعى، ويقاتلون بلا تعب أو خوف.
نحن نعيش بروفة عملية لما ستكون عليه حروب الغد، وما يحدث بين إيران وإسرائيل ليس إلا إرهاصات لعصر جديد، لا يعتمد على القوة البشرية بقدر ما يُسخر التكنولوجيا والمعلومات، والسباق لم يعد نحو التسليح التقليدى، بل نحو برمجة المستقبل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف