عادل السنهورى
لماذا تخفي إسرائيل خسائرها..؟
لماذا تخفي إسرائيل خسائرها..؟
إسرائيل لا تنشر كل الحقائق عن ضربات الصواريخ الإيرانية لتل أبيب وحيفا وباقي المدن في فلسطين المحتلة داخل أراضي 48 منذ يوم الجمعة الماضي.
الرقابة العسكرية على الصحف وباقى وسائل الإعلام الصهيونية لا تسمح بنشر الا ما هو متفق عليه (لا تزيد نسبته عن 10 بالمائة) بهدف التكتم والتعتيم على الأضرار والخسائر التي تتكبدها الجبهة الداخلية الإسرائيلية في المناطق التي تستهدفها الصواريخ الإيرانية والتي تفلت من منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
الرأي العام الخارجي وحتى الداخلي لا يعرف حتى الآن حجم الخسائر التي لحقت بميناء ومصافي حيفا ومطار بن جوريون، ومقرات حساسة لأجهزة الأمن والمنشأت الحكومية و مراكز الأبحاث النووية وهي أماكن غاية في الأهمية داخل وخارج تل أبيب ووجهت لها ايران ضربات موجعة ومؤلمة.
الرقابة في إسرائيل هي وحدة معترف بها حسب القانون في الحكومة الإسرائيلية ومكلفة رسميًا بتنفيذ الرقابة الوقائية فيما يتعلق بنشر المعلومات التي قد تؤثر على أمن إسرائيل. رئيس الرقابة هو مسئول عسكري يعينه وزير الدفاع الإسرائيلي، ويمنح رئيس الرقابة سلطة منع نشر المعلومات في وسائل الإعلام، مثل برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي والعمليات العسكرية الإسرائيلية خارج حدودها.
وحسب آخر الإحصاءات في العام الماضي فانه فى المتوسط تخضع 2500 مقالة صحفية في إسرائيل للرقابة من قبل الرقابة العسكرية الإسرائيلية كل عام، حوالى 500 منها كاملة، وحوالى 2000 جزئية ويجب تقديم المقالات المتعلقة بموضوعات مثيرة للجدل إلى الرقيب العسكري الإسرائيلي مسبقًا، وقد يؤدى عدم القيام بذلك إلى فقدان المراسل حقه في العمل كصحفي في إسرائيل، وفى حالة المراسلين الأجانب، سيتم منعه من دخول البلاد. صحفيو الداخل الذين يتجاوزون الرقابة العسكرية أو ينشرون مواد خاضعة للرقابة قد يتعرضون للملاحقة الجنائية والسجن. فالرقيب يتمتع بسلطة إغلاق الصحف. وبسلطة منع نشر بعض الأخبار خاصة فيما يتعلق بالقضايا العسكرية، مثل عدم الإبلاغ عما إذا كان الصاروخ قد أصاب هدفه أو أخطأه، أو تحركات القوات، وغيرها.
بالطبع اذا اعترفت إسرائيل بالخسائر يؤثر ذلك نفسيا على الداخل الإسرائيلي ويدفع إلى الهجرة والعزوف والهروب من الالتحاق بالجيش، خاصة من المستوطنين، وفقدان الثقة فى السردية الإسرائيلية والمقولات الوهمية عن "الجيش الذى لا يقهر والقادر على حماية الكيان".، ويصعب معه تمرير خديعة الجيش المنتصر وقد تؤدى إلى انقلاب الأوضاع على من يدير ويقود هذه الحرب وفشله في تحقيق الأهداف منها و بالتالي محاسبته ومعاقبته.
الأمر المؤسف أن بعض من محللينا "الاستراتيجيين" يتبنون الرواية الإسرائيلية الخبيثة التي تسعى دائما الى تصدير حالة الإحباط للشعوب العربية والإسلامية التي تتابع الدائرة ضد ايران الآن، بالتزامن مع تكريس مشاهد الضربات العسكرية ضد مواقع إيرانية وإبراز حجم الدمار الذى لحق بطهران وباقي المدن الايرانية، كل ذلك بهدف تصدير الشعور بالهزيمة النفسية لمن يتابع وفقدانه الثقة في أية مقاومة عربية أو إسلامية، وفى إمكانية تحقيق النصر أو الأمل فيه.
المعلومات عما يدور داخل إسرائيل تنشرها بالتفاصيل والمعلومات وسائل اعلام غربية وأميركية وهناك أمثلة كثيرة لخسائر فادحة في الحرب الدائرة حاليا تتكتم عليها اسرائيل– سأذكرها لاحقا- ومنها على سبيل المثال ما كشف عنه معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. ففي الوقت الذي تشنّ فيه إسرائيل حرباً على إيران بحجة منعها من امتلاك أسلحة نووية وصواريخ بالستية، تواصل – كما كشف معهد ستوكهولم- تطوير برنامجها النووي للأغراض العسكرية، وقامت في العام الماضي باختبار نظام دفع صاروخي، من المرجّح أنه من عائلة صواريخ «أريحا» الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية. كما أنها تعمل على تطوير موقع مفاعل إنتاج البلوتونيوم في ديمونا.
إسرائيل تكذب لكي تتجمل وتدير حرب نفسية قاسية ضد الشعوب العربية والإسلامية.