الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية الموساد فى إيران
الموساد فى إيران

الجبهة الداخلية هى العمود الفقرى للأمة، خاصة تلك التى تخوض حربا أو تواجه تهديدات وجودية. فالجبهة الداخلية هى الحاضنة الشعبية والاجتماعية والسياسية التى توفر العمق الاستراتيجى والدعم اللازمين لتحقيق النصر.

وبدون جبهة داخلية متماسكة، ومعنويات عالية للمواطنين، وديمقراطية حقيقية، وموارد وفيرة، واقتصاد فعال، قد تنهار حتى أقوى الجيوش أمام العدو، لأن قوة الجيش ترتبط ارتباطا وثيقا بدعم شعبه واستقرار جبهته الداخلية.

إن التغلغل الإسرائيلى لإيران واستهداف قيادتها وعلمائها يؤكد هشاشة الجبهة الداخلية الإيرانية، كما يتضح من الوجود الواسع لعملاء الموساد فى طهران. فلم تعد الحروب تقتصر على المواجهات العسكرية. بل إنها تتطلب أجهزة استخبارات قوية، ضد عمليات التجسس، والكشف عن الخلايا النائمة.

ويتطلب تعزيز الجبهة الداخلية تعزيز التماسك الاجتماعى وبناء الثقة بين الشعب والقيادة من خلال الشفافية والعدالة ومكافحة الفساد وتعزيز الشعور بالانتماء لدى المواطنين. ونبذ الطائفية، وتأكيد الهوية الوطنية المشتركة، ومواجهة الشائعات والأخبار الكاذبة التى تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد من خلال إعلام وطنى موثوق، يعرض الحقائق، ويبرز قيم صمود القوات المسلحة وتضحيات المواطنين.

إن مرونة وصمود الاقتصاد، وتحقيق الاكتفاء الذاتى، ودعم الصناعات الوطنية أمور أساسية لتقليل الاعتماد على الموارد الخارجية وتجنب الصدمات الخارجية.

يخبرنا التاريخ بأن الجبهة الداخلية هى مفتاح النصر. ففى حرب 1973، كان دعم الجبهة الداخلية المصرية للقوات المسلحة من العوامل الحاسمة فى تحقيق النصر. وكذلك صمدت الجبهتان الداخليتان البريطانية والسوفيتية فى الحرب العالمية الثانية، فى مواجهة ألمانيا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف