الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية - الخاسر الأكبر فى الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية
الخاسر الأكبر فى الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية

بإعلان ترامب الهدنة بين إيران وإسرائيل، يتحدث كل طرف عن انتصاراته ويوسم خصمه بالهزيمة فمن الرابحون والخاسرون من هذه الحرب بلغت خسائر إيران البشرية 600 قتيل، وعسكريا فقدت عددًا من قادة الصف الأول. كما دُمرت بنيتها التحتية.

وأُدينت لانتهاكها السيادة القطرية بقصف قاعدة العيديد الجوية الأمريكية. ومن مكاسبها استمرار برنامجها النووى بعد نقل اليورانيوم المخصب قبل الهجوم الأمريكى على مفاعلاتها. وستستغل الهدنة لتعيد ترتيب أوراقها النووية؟.

وقد نجحت فى الرد على الضربات الإسرائيلية، وإن اعتبرها البعض «رمزية»، محققةً بذلك هدفها فى إظهار قدرتها على الرد. كما أجبرت واشنطن على فرض هدنة، مما منحها نوعًا من «النصر السياسى». ولا تكشف إسرائيل عن الأعداد الحقيقية للقتلى، ولا عن دمار مدنها، ولا عن انعدام شعور مواطنيها بالأمن لأول مرة، ولا عن الساعات الطويلة التى قضوها فى الملاجئ. وفرّار عدد كبير منهم إلى الخارج بعد تهديد أراضيها، ناهيك عن خسائرها الاقتصادية الفادحة.

ويُعتبر نيتانياهو «الخاسر الأكبر» من وقف إطلاق النار، إذ فشل فى تدمير البرنامج النووى الإيرانى. وتزعم إسرائيل تحقيق «جميع أهدافها» وتدمير البرنامج النووى الإيرانى. وردع إيران، وإجبار واشنطن على التدخل بقوة لضمان أمنها.

أما واشنطن فهى الرابح الأكبر، إذ نجحت فى تجنب حرب أوسع نطاقًا. وقصفت المنشآت النووية الإيرانية دون خوض حرب شاملة، وظهر ترامب كصانع سلام. الهدنة فى صالح دول الخليج، لاستقرار المنطقة، وهى حماية لمصالح الدول الأوروبية. لكنها لا تعنى نهاية الصراع، بل قد تكون مجرد استراحة مؤقتة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف