احمد الشامى
أقول لكم «هل حان وقت السلام؟»..« ترامب: سأكون حازماً مع نتنياهو»
«هل حان وقت السلام؟»..« ترامب: سأكون حازماً مع نتنياهو»
هل حان وقت سكوت البندقية وبدء مرحلة جديدة من السلام في الشرق الأوسط ؟ كل المؤشرات تؤكد أننا ذاهبون إلى صفقة في غزة بعد موافقة إسرائيل على وقف النار في غزة لمدة 60 يوماً وفق إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال إن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً في غزة، داعياً حركة حماس إلى الموافقة عليه، ليؤكد ما تسرب من معلومات أن خطة يجري التباحث بشأنها حالياً لإنهاء الحرب بقطاع غزة، مقابل «تعويضات سياسية» لإسرائيل، تسهم في تغييرموقف وزراء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو، المتوقع أن يعارضوا أي اتفاق يتضمن وقفاً للحرب، تشمل محادثات بين إسرائيل ودولاً عربية بشأن التطبيع، إلى جانب إعلان تاريخي محتمل من سورية بشأن إنهاء حالة العداء مع إسرائيل، إذعبرترامب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النارفي غزة، قائلاً في تصريحات للصحفيين، «قد يكون هناك وقفاً لإطلاق النار الأسبوع المقبل، نتنياهو قادم إلى هنا وسنتحدث عن أمور كثيرة، وعن النجاح المبهروالمذهل الذي حققناه في إيران»، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على إيران بين يومي 13 و24 يونيو الماضي، والتي وصفه ترامب بحرب الـ 12 يوماً، وتابع ترامب «سأكون حازماً مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة، وأعتقد أننا سنتوصل لاتفاق بشأن إنهاء الحرب الأسبوع المقبل»، وأرى أن ما قاله ترامب بشأن موافقة إسرائيل على هدنة 60 يوماً ليس جديداً فقد سبق لها الموافقة على الهدنة نفسها وفق مقترح ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط قبل شهرين، فيما طالبت حماس بتعديلات عليه فهل وافقت إسرائيل على هذه التعديلات؟، يبدو أن ترامب وإسرائيل والعالم يريدون صفقة هذه المرة بعد أن أنهكت الحرب الجميع، ولذا يضغط الرئيس الأمريكي على كل الأطراف ووصلت إلى حد تهديد حماس للتوصل إلى هدنة من الممكن أن تكون مقدمة لإنهاء الحرب في غزة في ظل صراع إسرائيلي إيراني مطروح على الطاولة لن ينتهي بسهولة، ورغبة إسرائيلية في التطبيع مع دول عربية وإسلامية من منطلق القوة كما يزعم نتنياهو الذي يؤكد أنه سيفرض اتفاقية إبراهام على الجميع، فيما أطلق عليه «تعويضات سياسية» مقابل إنهاء الحرب.
يمكن القول إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يقدّم مقترحاً جديداً بشأن وقف إطلاق النارفي غزة،بل يعيد تدوير أفكارسابقة مدعومة من مصر وقطرعرضها ستيف ويتكوف سابقاً، إذ كتب ترامب في منشور عبر منصته (تروث سوشيال) قائلاً «آمل من أجل مصلحة الشرق الأوسط أن تقبل حماس هذا الاتفاق، لأن الوضع لن يتحسن بل سيزداد سوءاً، وافقت إسرائيل على الشروط اللازمة لإتمام تفاصيل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، وخلال هذه الفترة سنعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب»، مشيراً إلى أن ممثلي إدارته عقدوا اجتماعا مطولاً ومثمراً مع الإسرائيليين بشأن غزة، وأكد أن قطرومصر ستقدمان المقترح النهائي الذي يتضمن معالجة بعض مخاوف حماس، إذ سيتم الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين خلال فترة الهدنة، ويتوقع التوصل إلى وقف إطلاق نار خلال الأسبوع المقبل»، فيما أعلن البيت الأبيض أن ترامب سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل لمناقشة الملفين الإيراني والفلسطيني، وستكون هذه الزيارة الثالثة لنتنياهو إلى البيت الأبيض منذ تنصيب ترامب لولايته الثانية في يناير الماضي، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن إنهاء الصراع بين إسرائيل وحماس أصبح أولوية لترامب بعد الضربات الإسرائيلية على إيران، بعد أن استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة في 18 مارس الماضي، منهية هدنة استمرت لشهرين، ومنذ ذلك الحين، قتل ما لا يقل عن 6089 فلسطينياً وأصيب 21013 آخرين، وفقا لما ذكرته وزارة الصحة في غزة، فيما وارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين منذ اندلاع الصراع بين حماس وإسرائيل في أكتوبر 2023 إلى 56412 وإصابة 133054 آخرين، وكان الرئيس ترامب نشرمنشوراً على منصة (تروث سوشال)، قبل أيام هنأ فيه العالم قائلاً: "مبروك للعالم، لقد حان وقت السلام"وسط تصاعد التوترات الإقليمية في الشرق الأوسط، عقب هجوم إيراني استهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر، وردود فعل دولية متباينة.
كل المؤشرات تؤكد أن الحرب الإسرائيلية في غزة أوشكت على الانتهاء عقب توقف الحرب الإسرائيلية على إيران، إذ يعتبر هذا التوقف مؤقتاً وللحرب بين الطرفين جولات جديدة إذ كشفت وسائل إعلام أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهواتفق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إنهاء الحرب في غزة ليتفرغا لإيران، وتتضمن شروط نتنياهو لوقف الحرب نهائياً إطلاق سراح جميع الرهائن الخمسين في قطاع غزة، ونفي قادة حركة حماس إلى خارج القطاع على أن تسكت البندقية في غزة خلال شهرين كمقدمة لإنهاء الأعمال العدائية نهائياً عقب الهدنة، وتكليف دول عربية بإدارة قطاع غزة خلال فترة إنتقالية، لتحل محل حركة حماس التي تطالب إسرائيل بنفى ما تبقى من قادتها إلى دول أخرى، فضلاً عن السماح لدول أخرى في العالم باستقبال سكان قطاع غزة الذين يرغبون في الهجرة منه، على أن يتم توسيع اتفاقيات السلام «تحالف أبراهام» لتشمل دولاً عربية وإسلامية إضافية، بالتزامن مع إعلان إسرائيل استعدادها لحل مستقبلي للصراع مع الفلسطينيين، وأن تعترف الولايات المتحدة بتطبيق قدر معين من السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية، إضافة إلى إصلاحات في السلطة الفلسطينية كشرط لإقامة دولة فلسطينية، التزاماً بحل الدولتين الذي تطالب به العديد من الدول العربية وفي مقدمتها مصر، وتعتبرهدنة الـ60 يوماً التي أعلن عنها ترامب غير مسبوقة من حيث الوقت ما يعكس رغبة دولية في توفيرمساحة زمنية كافية للتوصل إلى اتفاق دائم، لكنها أيضاً تضع تحديات كبيرة أمام جميع الأطراف، خاصة في ظل ما تراكم من انعدام الثقة نتيجة عدم جدية إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للجنائية الدولية في إنهاء الحرب إنهاء تاماً لخدمة مصالحه الشخصية والسياسية والتهرب من محاكمته في قضايا فساد.
بدأت وسائل إعلام إسرائيلية تزعم الانتصارعلى إيران وتروج لبدء مرحلة جديدة من التعاون بين دول المنطقة العربية أو ما يطلق عليه الشرق الأوسط الجديد، إذ تداول نشطاء عبرمواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية صوراً للوحات إعلانية ضخمة منتشرة في شوارع تل أبيب تحمل صورالرئيس الأمريكي، وعلى يساره رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو،إضافة إلى عشرة من القادة والزعماء العرب، وسط تفاعل واسع،أطلق على اللوحة الإعلانية أنها تمثل مبادرة لـ «تحالف الأمن الإقليمي» بما يضمن السياسية الأمنية الإسرائيلية وكتب على اللوحة باللغة العربية: «وقت للحرب .. وقت للتسوية» والآن هو وقت توقيع الاتفاقية الإبراهيمية، وهو ما يؤكد ما قاله ترامب قبل أسابيع، إن هناك المزيد من الدول تريد الانضمام إلى الاتفاقية وهي سلسلة اتفاقيات تفاوضت عليها إدارته بين إسرائيل والإمارات والبحرين خلال فترة رئاسته الأولى لتطبيع العلاقات، ما يؤكد أن ترامب نصب نفسه ملكاً للشرق الأوسط وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ولياً للعهد لقيادة المنطقة، وسط سخرية شعوب الشرق الأوسط التي ترفض هذه التصرفات الأحادية والاتفاقات التي تتم دون رغبة الشعوب.
تعتبرالولايات المتحدة وإسرائيل مصادقة الرئيس الإيراني، مسعود بيزشكيان، على قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بمثابة إعلان حرب عليهما، إذ أبلغ بيزشكيان منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ووزارة الخارجية، والمجلس الأعلى للأمن القومي، بقانون إلزام الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتنفيذه، وذلك عقب أن أقره مجلس الشورى ( البرلمان) الإيراني، بعد تقريرللمديرالعام للوكالة، رافائيل جروسي، والذي انتقد فيه أنشطة إيران النووية، فيما اعتبرت طهران أن ذلك التقريرمهد الطريق للهجمات الإسرائيلية والأميركية على منشآت إيران النووية، واعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن إصرار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على زيارة المنشآت النووية الإيرانية عقب الهجمات الإيرانية لا معنى له، بل وقد يكون ذا نوايا خبيثة، وسط ترقب غربي لمعرفة نتائج الهجمات الأميركية على 3 مواقع نووية إيرانية، وقال عراقجي على منصة «إكس»، إن البرلمان الإيراني وافق على وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن يتم ضمان سلامة وأمن أنشطتنا النووية، نتيجة مباشرة للدور المؤسف الذي لعبه رافائيل جروسي، ومن خلال هذا التصرف الخبيث، سهّل بشكل مباشر تبني قرارمسيّس ضد إيران من قبل مجلس محافظي الوكالة، إضافة إلى الغارات غير القانونية التي شنّتها إسرائيل والولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية، مؤكداً أن جروسي فشل في الإدانة الصريحة لمثل هذه الانتهاكات الفاضحة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولنظامها الأساسي.
يحرص المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف على إجراء محادثات مع دول عربية بشأن الانضمام لـ«اتفاقات أبراهام»، من أجل التطبيع مع إسرائيل إذ أعلن أنه يتوقع أن يشمل التطبيع دولاً ربّما لم يكن يخطر ببال أحد أنها قد تفكرفي التطبيع مع إسرائيل ذات يوم، فيما تداول ناشطون عرب، عبر منصات التواصل الاجتماعي، صوراً للوحة إعلانية منتشرة في تل أبيب، تحمل عبارة نصها: «حِلف أبراهام.. حان الوقت لشرق أوسط جديد»، ومن تحت هذه العبارة صورة لعشرة قادة دول عربية يتوسَطهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ تضم عشرة من القادة العرب ما يؤكد أن الولايات المتحدة وإسرائيل اللتان تروجان لتحقيق النصرفي غزة وإيران، رغم تسريب معلومات من المخابرات الأمريكية تفيد بفشل الضربة الأمريكية لمفاعلات إيران الثلاثة، تسعيان لإنشاء شرق أوسط جديد مستغلتين انتشارالعديد من القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، إذ يصل عدد القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط نحو 55 قاعدة منها في الخليج وحده 19 قاعدة، وهي القواعد المُعلن عنها رسميًا فقط، وتتوزع هذه القواعد على جميع دول الخليج الست إضافة إلى ست قواعد في العراق، أما في سوريا فهناك أكثر من 20 قاعدة، بينما توجد في الأردن قاعدة أمريكية واحدة، وتالياً أصبحت الولايات المتحدة تعتبر نفسها مالكة للشرق الأوسط خصوصاً الدول العربية وهي مع إسرائيل الحاكمتين له.
وأقول لكم، إن الأمرلم يتوقف عند هذا الحد بل أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناقشت إمكانية مساعدة إيران في الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار من دول الخليج لبناء برنامج نووي مدني لإنتاج الطاقة، بدلاً عن مجمع فوردو، وتخفيف العقوبات، والإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية المجمدة، كل ذلك في إطار محاولة مكثفة لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات، وأضافت المصادرأن جهات فاعلة رئيسية من الولايات المتحدة والشرق الأوسط تحدثت مع الإيرانيين خلف الكواليس حتى في خضم الضربات العسكرية على إيران وإسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين للموافقة على حصولها على 30 ملياردولارمقابل عدم تخصيب اليورانيوم الإيراني إطلاقًا، وهو ما ترفضه إيران باستمرار حاجتها إليه حتى الاًن، ولم تتوقف طلبات ترامب من دول الخليج عند هذ الحد بل قال في تصريحات أخيراً "أخذنا من الخليج وصرفنا في إيران، وعلى العرب إعادة إعمار إسرائيل"، ما يعني مطالبته لدول الخليج بإعادة إعمار إسرائيل وهو ما طالب به مسؤولون إسرائيليون أيضاً مدعين بأن الحرب على إيران كانت لصالح الخليج وعلى قادتها سداد الفواتير ما يؤكد أن الشرق الأوسط الجديد تُرسم معالمه في واشنطن لصالح إسرائيل.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yah00.com