أحمد رفعت
لمواجهة «الأمية».. الحاجة لانتفاضة مجتمعية!
لمواجهة «الأمية».. الحاجة لانتفاضة مجتمعية!
إيماناً بدورها المجتمعى والتزامها العميق بأن المهام الكبرى فى أى مجتمع تحتاج إلى تكاتف وطنى واسع وكبير.. وإحساساً بالمسئولية الوطنية المجتمعية.. والأخلاقية، قررت إدارة جريدة «الوطن»، ورئيس تحريرها المحترم الزميل العزيز مصطفى عمار ومجلس تحريرها، التصدى لواحدة من مشكلات مصر المزمنة التى تشمل مع جملة مشكلات أخرى (الزيادة السكانية والثأر والخرافة والشعوذة وغيرها) عقبات فى سبيل النهضة والتقدم.. وهنا لا يصح الاكتفاء بالمشاهدة والفرجة.. تحتاج «الوطن» ويحتاج الوطن نفسه إلى يد الجميع التى يجب أن تمتد للمساهمة فى حل المشكلات المذكورة، وفى إطار حديثنا اليوم فعلى الجميع -ونحسب أن الدعوة مفتوحة للجميع- التقدم خطوة إلى الأمام والمشاركة فى المبادرة.
المشاركة بالطبع للأفراد.. للمؤسسات.. للجمعيات الأهلية.. للمدارس الخاصة.. للمراكز البحثية.. للمعاهد العلمية.. وكل على قدر عطائه.. من يقدم مدرسته وفصولها فى الصيف لأى دورات للتعامل مع الظاهرة.. ومن يقدم ورقة بحثية تحمل إضافات حقيقية فى التصدى للمشكلة.. ومنهم من يتبرع بالمال أو الجهد.. فى حالة «تنادى مجتمعى» هائلة نحتاجها لإنهاء هذا المشكل الذى طال الحديث عنه ونحن فى الألفية الثالثة.. ووجود ٢٥٪ نسبة أمية حتى العقد الأخير ثم نزولها اليوم إلى حدود الـ16%، وكلتاهما كبيرة بعد أكثر من سبعين عاماً على تبدل الأوضاع السياسية والاجتماعية وتأسيس النظام الجمهورى عام 1952 وتبنى سياسات اجتماعية تتيح التعليم وتوفره للجميع، صحيح الزيادة السكانية تلعب دوراً سلبياً. وهنا ندخل إلى الجدلية الجهنمية التى تقول إن كليهما يغزى الآخر فمن أين نبدأ؟! الزيادة السكانية مع ظروف اجتماعية صعبة ومرتبكة أحياناً (انفصال الزوجين) تؤدى إلى التسرب من التعليم وبالتالى ضخ أعداد من الأميين إلى المجتمع.. بينما يرى البعض أن الأمية تتسبب فى زواج بأركان رخوة بما يسمح بتعدد الزوجات والإنجاب بغير تخطيط بل والتسرب من التعليم أيضاً! أى إن الأمية تؤدى إلى كل المشكلات الأخرى ومنها الأمية نفسها!!
وفى ظل تغير تعريف الأمية أصلاً من مجتمعات عديدة حتى باتت قبل سنوات طويلة هى التخلف عن التعامل مع الأجهزة الإلكترونية والكمبيوتر، واليوم سيتغير التعريف قطعاً فى ظل الذكاء الاصطناعى وما يجرى حوله من تطور.. ولذلك يكون من الصعب القبول بنسبة أمية حتى لو «واحد فى المية»!
ولذلك.. كل الدعم للمبادرة المهمة.. وكل التضامن معها والالتفاف حولها وحول أصحابها.. ولتناقش كل الموضوعات.. الوسائل الحالية هل فعالة أم لا؟.. شروط الحصول على الشهادات الجامعية بمحو أمية عدد من المصريين.. استغلال المدارس فى الصيف.. الإمكانيات المتاحة للهيئة القومية لمحو الأمية وتعليم الكبار.. البرامج التليفزيونية المتخصصة وغيرها وغيرها من أدوات.. هل هى كافية؟! مناسبة؟! أم نحتاج إلى غيرها؟! أم الإضافة عليها.. تطويرها؟! باختصار نريد حواراً مجتمعياً سريعاً يحسم كل هذه الأسئلة.. وفى زمن قياسى. لأننا نحتاج إلى إنهاء ما تبقى من نسب أمية فى زمن قياسى أيضاً.. يختصر الزمن والوقت.. كلاهما مخصوم من عمر الوطن.. وعمر شعبنا!