جلال عارف
نتنياهو.. والهدايا المسمومة!!
نتنياهو.. والهدايا المسمومة!!
قبل أن يغادر مجرم الحرب نتنياهو إلى واشنطن، كانت تعليماته للقيادة العسكرية واضحة: المزيد من التصعيد فى العمليات التى لم تعد لها أهداف إلا الأطفال والنساء فى مخيمات النازحين، ثم إعداد مخطط يكون جاهزًا عند عودته لاستكمال احتلال كل القطاع إذا لزم الأمر..
في طريقه لعشاء العمل مع ترامب كان نتنياهو يتلقى أنباء عملية «بيت حانون» التى أقر جيش إسرائيل بأن ضحاياه فيها خمسة قتلى وعدد كبير من الجرحى بعضهم إصاباته خطيرة أو قاتلة«!!».. كانت العملية صادمة لأنها لا تبعد عن الحدود مع إسرائيل إلا قليلًا، ولأنها تقع فى منطقة تقول إسرائيل تحت السيطرة الكاملة، ولأن الأمر كان سيكون كارثيًا بصورة أكبر لأن أعدادًا من الجنود الإسرائيليين كانوا سيضافون إلى كشف الأسرى أو الرهائن لدى الفصائل الفلسطينية فى هذه العملية، لولا أن الجيش الإسرائيلى دفع بكل قوته الجوية والبرية لإنقاذهم من هذا المصير!!
الحديث إلى الصحفيين قبل عشاء العمل فى البيت الأبيض لم يكن حديث سلام رغم تفاؤل ترامب بإمكانية التوصل لاتفاق الهدنة خلال أيام - نتنياهو أكد موقفه الرافض لحل الدولتين، زاعمًا أن أى دولة فلسطينية مستقلة ستكون منصة لتدمير إسرائيل، بينما اكتفى ترامب بـ «لا أعرف!!» فى الإجابة عن الموقف الأمريكى من حل الدولتين!!
والأسوأ هو عودة شبح مخطط التهجير القسرى على مائدة العشاء والتفاوض. حيث أكد مجرم الحرب نتنياهو أنه والرئيس ترامب يعملان مع دول أخرى لتسهيل هجرة الفلسطينيين إليها «!!» بينما كانت المصادر الرسمية فى تل أبيب تكشف - فى نفس اليوم - عن مخطط إنشاء مدينة للخيام فى منطقة رفح الفلسطينية تحشد فيها ما يصل إلى مليون من سكان القطاع تمهيداً لـ «حياة جديدة»!! كما تقول تل أبيب، أو استعداداً لمخطط التهجير الذى يصفونه بـ «الطوعى» وكأن العالم لم يشهد حرب الإبادة ولا حصار الجوع، ولا مشروع «ريفييرا الشرق» الذى ولد ميتًا ومع ذلك يرفضون دفن جثته.. لعل وعسى!!
نتنياهو يعرف طريقه جيداً، وهو لم يأت إلى واشنطن بحثًا عن سلام حقيقى وإنما عن مزيد من الدعم الأمريكى لحروب إسرائيل وجرائمها - فى محاولته التقرب أكثر لترامب قدم له «الهدية المسمومة» حين أعلن ترشيحه له لجائزة نوبل للسلام ليسجل سابقة تاريخية أن يأتى مثل هذا الترشيح من «مجرم حرب» مطلوب للعدالة الدولية وفاسد يحاكم على فساده أمام القضاء المحلى «!!» ولم يكتف مجرم الحرب بذلك، بل حرص على التأكيد مرة أخرى أن كل جرائمه ضد الشعب الفلسطينى «بما فيها مخطط التهجير القسرى» تتم تنفيذًا لرؤية ترامب.. وبدعمه ورعايته »!!».. ويفترض أن تكون هذه شهادة تسعد ترامب وتعلى من قدر أمريكا!!