الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم ضغوط ترامب في «اللقاء الثاني»: «هل تطفئ نيران غزة؟»
ضغوط ترامب في «اللقاء الثاني»: «هل تطفئ نيران غزة؟»
بعد مرور24 ساعة فقط على اللقاء الأول بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جاء اللقاء الثاني بينهما في البيت الأبيض والذي شارك فيه نائب الرئيس جي دي فانس فقط، لمنافشة الأوضاع الكارثية في غزة، ليضع الكثيرمن التساؤلات على مائدة المفاوضات بينهما، إذ يسعى ترامب إلى هدنة في غزة تطفئ نيران الحرب الدائرة منذ ما يقرب من عامين نتيجة انتقادات دولية وإقليمية غيرمسبوقة أدت إلى تدهورمستوى معيشة حياة سكان غزة وجعلت من القطاع مصيدة لموت الباحثين عن الطعام والشراب الذين يتعرضون لإطلاق الرصاص كل يوم من جانب عناصر مؤسسة غزة الإنسانية التي تقودها إسرائيل والولايات المتحدة، كان اللقاء الثاني حميمياً وفق وصف وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية رصدت تفاصيله ونشرت صوراً لترامب ونتنياهو وفانس وهم يجلسون في مكتب الرئيس الأمريكي وليس في غرفة الاجتماعات الشهيرة في البيت الأبيض، إذ جلس الرئيس الأمريكي على مكتبه وأمامه نتنياهووفانس في لقاء استمرنحوالساعة ونصف الساعة، خصوصاً أن هذا الاجتماع الثاني بينهما في غضون 24 ساعة ولكنه الرابع منذ عودة ترامب إلى منصبه رئيساً للولايات المتحدة في 20 ينايرالماضي، وانتهي اللقاء دون إصداربيان مشترك مثلما انتهى اللقاء الأول، لكن اجمعت وسائل إعلام على أن ترامب عقد اللقاء الثاني مع نتنياهو لممارسة «أقصى قدر من الضغط» على رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن غزة ووقف الحرب المشتعلة التي تعدت كل الحدود وباتت تهدد بحرب إقليمية في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد صراعات لا تتوقف منذ عشرات السنين بسبب تدخلات الدول الكبرى ومحاولاتها السيطرة على مقدرات كافة الدول خصوصاً من النفط والثروات المعدنية والدفع باستثمارات تعود عليها بالمنفعة المالية الضخمة أوالحصول على أموال دون مقابل مثلما يفعل ترامب مع دول الخليج في سوابق تحدث لأول مرة في العالم وهي الحصول على المال مقابل لاشئ.
السؤال المهم الذي يطرح نفسه الاَن، لماذا عُقد الاجتماع بعد منتصف الليل بتوقيت أمريكا وبحضورالزعماء الثلاثة فقط دون وجود صحفيين؟، أرى أن االلقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والذي التئم للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة، في الوقت الذي واصل فيه الوسطاء المضي قدمًا في المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب الدائرة في غزةشهد ضغوطاً غير مسبوقة من جانب الرئيس الأمريكي على نتنياهو لوقف الحرب ليس بدافع إنساني، بل لتهيئة الظروف للتطبيع بين إسرائيل وباقي الدول العربية والإسلامية التي لم تنضم لإتفاقية إبراهام، التي يعتبرها ترامب بداية الطريق لإقامة الشرق الأوسط الجديد الذي تقوده إسرائيل على أن تكون بداية التطبيع مع سورية ولبنان ودول عربية وإسلامية أخرى، ولذاركز اجتماع المكتب البيضاوي وهو الرابع لنتنياهو مع ترامب خلال ستة أشهرعلى غزة، وحسب من تسرب من معلومات عن اللقاء فأن ترامب قال قبل بدء المحادثات:«علينا حل هذه الأزمة، غزة مأساة، نتنياهو يريد حلها، وأنا أريد حلها، وأعتقد أن الطرف الآخر يريد حلها أيضاً»، وأفادت مصادر بأن ترامب مارس ضغوطاً شديدة على نتنياهو فيما يتعلق بالجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، فيما أكد مسؤول فلسطيني، أن المفاوضات بين إسرائيل وحماس في قطر بشأن اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن توقفت بعد ثلاثة أيام من المحادثات غير المباشرة، مشيراً إلى أن النقاط الخلافية الرئيسية تتمحور حول كيفية توزيع المساعدات خلال وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية، إذ يرفض الوفد الإسرائيلي السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود عبر وكالات الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، وتصر على الاستمرار بالآلية المهينة الحالية لتوزيع المساعدات، عبرمؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تستخدم شركات أمن خاصة وغياب الأمم المتحدة، كما يرفض الوفد الإسرائيلي سحب القوات من المناطق التي تحتلها في غزة منذ 18 مارس الماضي، وهو التاريخ الذي استأنفت فيه إسرائيل هجومها، منهية آخروقف لإطلاق النار.
يبدو أن مفاوضات الدوحة حققت إختراقاً لنقاط الخلاف الإسرائيلية مع حماس لكن لا يزال هناك خلافٌ رئيس واحد بينهما، بعد أن اتفق الجانبان على وقف إطلاق نارمدته 60 يوماً يشمل إطلاق سراح 10 رهائن أحياء على مرحلتين، وإعادة 18 جثة لرهائن قتلى، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية إلى غزة وسيكون ترامب ضامناً لمفاوضات المتابعة، ولذا وصل وفد قطري إلى واشنطن لعقد اجتماعات مع كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية فيما لا يزال مفاوضو حماس وإسرائيل في الدوحة، وصرّح ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط، بأن عدد القضايا العالقة انخفض من أربع إلى قضية واحدة، وأعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق بحلول الأيام المقبلة، إذ تتعلق نقطة الخلاف الرئيسة بخطة إسرائيل للاحتفاظ بالسيطرة على شريط ضيق من الأرض في جنوب غزة يُعرف باسم ممرموراج، وهو طريق عسكري يمتد جنوب خان يونس مباشرة وبالقرب من الحدود المصرية، والتي وصفها نتنياهو باسم "فيلادلفيا 2"، في إشارة إلى ممر فيلادلفيا الأصلي، وهو منطقة عازلة كانت إسرائيل تحتفظ بها على طول الحدود بين مصر وغزة لمنع تهريب الأسلحة، إذ تسعى إسرائيل للحفاظ على وجود عسكري في ممر موراج حتى بعد وقف إطلاق النار بزعم منع حماس من إعادة بناء ترسانتها عبر الأنفاق أو التهريب عبر الحدود ومع ذلك، أثار الاقتراح جدلاً داخلياً داخل المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية، حيث حذر بعض المسؤولين من أن الاحتفاظ بالممر قد يؤخر صفقة الرهائن وقد لا يكون ضرورياً من الناحية الاستراتيجية لأن سيعرض القوات الإسرائيلية لهجمات من جانب عناصر حماس، لكن مسؤولين إسرائيليين تحدثوا عن نيتهم إنشاء مدينة إنسانية على أنقاض رفح لإيواء المدنيين النازحين مع فصلهم عن مسلحي حماس، معتبرين أن السيطرة على ممر موراج أمر بالغ الأهمية للحفاظ على أمن تلك المنطقة، فيما كتب نتنياهو منشوراً على منصة إكس تحدث فيه عن اجتماعه الأول مع ترامب قائلاً : ناقشت مع ترامب تبعات النصرالكبير الذي حققناه على إيران والإمكانات التي يتيحها، وذلك في أعقاب الحرب الجوية التي دارت الشهرالماضي وانضمت فيها الولايات المتحدة إلى إسرائيل في شن هجمات على المواقع النووية.
لم يخلواللقاء الأول بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من الدهشة إذ أعلن نتنياهو أنه رشّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، وقدم نتنياهو لترامب، خلال عشاء خاص جمعهما في البيت الأبيض، نسخة عن رسالة الترشيح الرسمية التي بعث بها إلى لجنة نوبل، قائلاً: "الرئيس ترامب يصنع السلام في هذه الأثناء، في بلد تلو آخر، وفي منطقة تلو أخرى، وعلّق عليها ترامب قائلًا: «لفتة مؤثرة»، والسؤال الأهم كيف يمكن لشخص مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية كمجرم حرب أن يرشح أحداً لنيل جائزة نوبل للسلام، وهما اللذان يخططان في نفس الجلسة عن نيتها التطهير العرقي لسكان غزة وتهجيرهم قسراً؟، إذ جاء هذا الترشيح في وقت يتوسط فيه ترامب لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، ويسعى أيضاً لإعادة إطلاق مفاوضات دولية متعثرة، من ضمنها الملف النووي الإيراني وأزمات أخرى في المنطقة، خصوصاً بعد أن سكب قرارمصادقة الرئيس الإيراني، مسعود بيزشكيان،على قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الزيت على النار، إذ اعتبرته أمريكا بمثابة إعلان حرب عليها، وهددت بالعودة إلى القتال مجدداً، فيما أبلغ مسعود بيزشكيان منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ووزارة الخارجية، والمجلس الأعلى للأمن القومي، بقانون إلزام الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتنفيذه، وذلك عقب أن أقره مجلس الشورى ( البرلمان) الإيراني بالموافقة عليه، وعقبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، على القرار قائلة إن تعليق إيران للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية «غيرمقبول»، في وقتٍ تُتاح لها فيه فرصةٌ سانحةٌ لتغييرمسارها واختيارطريق السلام والازدهار، يجب على إيران التعاون بشكل كامل ودون مزيد من التأخير، لكن إيران التي إتخذت هذا القرار رداً على تقريرللمديرالعام للوكالة، رافائيل جروسي، انتقد من خلاله أنشطة إيران النووية، وهو الذي مهد الطريق للهجمات الإسرائيلية والأميركية على منشآت إيران النووية.
زادت الأمور تعقيداً بسبب إعلان أمريكا تدميرالمنشاَت النووية الإيرانية ورغبة الوكالة في إرسال وفد إلى طهران لمعرفة نتائج الضربات الأمريكية والإسرائيلية بعد أن تم تسريب تقرير للمخابرات الأمريكية أكد أن الضربات لم تكن فاعلة، إذ اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن إصرارالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على زيارة المنشآت النووية الإيرانية عقب الهجمات الأمريكية لا معنى له، بل وقد يكون ذا نوايا خبيثة، وسط ترقب غربي لمعرفة نتائج الهجمات الأميركية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، وتالياً فالقرارنتيجة مباشرة للدورالمؤسف الذي لعبه رافائيل جروسي، الذي سهل من خلال هذا التصرف الخبيث تبني قرارمسيّس ضد إيران من قبل مجلس محافظي الوكالة، إضافة إلى الغارات غير القانونية التي شنّتها إسرائيل والولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية، فيما فشل جروسي في الإدانة الصريحة لمثل هذه الانتهاكات الفاضحة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولنظامها الأساسي.
رغم أن الرئيس ترامب أعلن بعد الضربة الأمريكية أن البرنامج النووي الإيراني عاد عقوداً إلى الوراء، إلا أنه أكد أن الولايات المتحدة ستضرب إيران مجدداً إذا أعادت بناء برنامجها لتخصيب اليورانيوم، فيما تطالب إسرائيل الولايات المتحدة بالسماح لها بضرب طهران في حال تأكدت من عدم القضاء نهائياً على البرنامج النووي الإيراني، بعد أن تحول الهجوم الإسرائيلي على إيران، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوزما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات، وبعد تنفيذ هجوم وصفه ترامب بالناجح للغاية استهدف 3 مواقع نووية في إيران، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، أعلن أن وقف إطلاق نار كاملاً وشاملاً بين إسرائيل وإيران دخل حيزالتنفيذ حتى الاَن بهدف إنهاء الصراع بين الجانبين، ما قد ينهي حرب استمرت 12 يوماً وأدت إلى فرارالملايين من طهران وتل أبيب وأثارت مخاوف من المزيد من التصعيد في المنطقة التي مزقتها الحروب طوال العامين الماضيين، فيما تسعى الولايات المتحدة حالياً إلى إقرارهدنة بين إسرائيل وحماس في غزة لمدة 60 يوماً.
أن تقريرتقييم أولي أعدته وكالة المخابرات الأمريكية كشف أن الضربات التي نفذتها واشنطن على منشآت نووية في إيران لم تسفرعن تدمير كامل للبرنامج النووي، بل أدت إلى تأخيره لبضعة أشهرفقط، وفقا لما نقلته مصادرمطلعة لوسائل إعلام أمريكية ما أثار ردود فعل غاضبة للرئيس دونالد ترامب، الذي سارع إلى نفيها، مؤكداً أن الهجمات دمرت المنشآت المستهدفة بشكل كامل، وأن الضربات التي استهدفت منشآت نووية في إيران أدت إلى تأخيربرنامج طهران النووي لأشهرمحدودة فقط، فيما شككت مصادر رسمية أمريكية في التقريرالذي أعد تحت إشراف البنتاغون معتبرة أنه لا يعكس رواية الإدارة الأمريكية التي تصر على أن الضربات قضت على أساس البرنامج النووي الإيراني، وهو ما يتناقض مع تصريحات الرئيس دونالد ترامب وعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، من بينهم وزيرالدفاع بيت هيغسيث، الذين أكدوا أن الهجمات التي شنت والتي تضمنت مزيجاً من القنابل الخارقة للتحصينات والأسلحة التقليدية، دمرت بشكل كامل أساس البرنامج النووي الإيراني، وكشفت إدارة ترامب لمجلس الأمن الدولي أن الضربات "قلصت" البرنامج النووي الإيراني، وهو ما يختلف عن تأكيد ترامب السابق بأن هذه المنشآت "دمرت"، ما يطرح سؤالاً حول ما إذا كانت الضربات قلصت أم دمرت البرنامج النووي الإيراني؟.
وأقول لكم، إن تسجيلات صوتية مسربة أخيراً منسوبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، كشفت عن أنه هدد نظيره الروسي فلاديميربوتين بقصف موسكو، فيما هدد نظيره الصيني شي جين بينغ بضرب بكين، وذلك قبل انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة، وقال ترامب في أحد اللقاءات الخاصة التي عقدها مع عدد من كبار المتبرعين لحملته الانتخابية عام 2024: «قلت لبوتن: إذا دخلت أوكرانيا سأقصف موسكو بشدة، ليس لديّ خيار آخر»، لكن الرئيس الروسي لم يصدقه بشكل كامل لكن بنسبة 10 بالمائة، وأضاف ترامب أنه وجه تهديداً مشابهاً للرئيس الصيني، في حال أقدمت الصين على شن هجوم ضد تايوان، قائلاً: «أخبرته أن الولايات المتحدة ستقصف بكين رداً على ذلك، اعتقد أنني مجنون لكننا لم نواجه أي مشاكل، وتبين أن ترامب كان تحدث بصراحة شديدة أمام ممولين بارزين في نيويورك وفلوريدا، مقدماً نفسه كمرشح قادرعلى ردع الخصوم الدوليين بطريقة حازمة، على عكس ما وصفه بـ"ضعف" سلفه جو بايدن، كما تضمنت التسجيلات أيضاً تصريحات مثيرة بشأن التظاهرات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأميركية، حيث قال ترامب إن "أي طالب يشارك في احتجاجات سأطرده من البلاد، هؤلاء ارتكبوا خطأ كبيراً، وأرى أن هذه التسجيلات المسربة تؤكد أننا أمام رئيس وصف نفسه بالمجنون فكيف يتحقق السلام في العادل في ظل وجوده رئيساً لأكبر دولة في العالم؟.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yahoo.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف