احمد الشامى
أقول لكم «هل استيقظت ضمائرهم فجأة؟»..« وعد ستارمر ينتصر على وعد بلفور»
«هل استيقظت ضمائرهم فجأة؟»..« وعد ستارمر ينتصر على وعد بلفور»
ماذا يحدث في العالم؟ لماذا تتغيرالمواقف فجأة؟ هل استيقظت ضمائرقيادات العالم الذين لم يكفوا عن دعم إسرائيل طوال عشرات السنين لاحتلال فلسطين؟ هل إكتشفوا الاَن فقط أنهم كانوا ولايزالوا يسهمون في إراقة دماء الأطفال والنساء ويدمرون الحجرويقتلون البشرمن إجل دعم دولة لا تعترف بحقوق الإنسان؟ ما حدث خلال الساعات الأخيرة يؤكد أن القضية الفلسطينية والمنطقة العربية تمران بمنعطف طرق خطيرسيحدد مستقبلهما بعد أن باتت كل الأوراق مكشوفة أمام العالم الذي يشاهد بأم عينه عبر وسائل الإعلام الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل لشعب فلسطين الأعزل برعاية أمريكية، إذ أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كيرستارمر، عن وعدين للاعتراف بدولة فلسطينية خلال شهرسبتمبرالمقبل، ويأتي هذين الوعدين في مواجهة وعد بلفورالذي صدرعام 1917 بإقامة دولة فلسطينية، خصوصاً أن ستارمر أكد إن بلاده تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبرالمقبل إذا لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع في غزة،عازمون على حماية حل الدولتين، ولذا سنعترف بدولة فلسطين إذا لم تلتزم الحكومة الإسرائيلية بسلام مستدام طويل الأمد، ولم يتوقف بيان ستارمرعند هذا الحد، بل طالب إسرائيل بالسماح للأمم المتحدة باستئناف تقديم الدعم الإنساني لسكان غزة دون تأخير، والموافقة على وقف إطلاق النار، والتأكيد على أنه لن تكون هناك عمليات ضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية، معتبراً أن الدولة الفلسطينية «حق غيرقابل للتصرف وليست هبة من أحد»، وهو ما أكد عليه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، خلال مؤتمر«حل الدولتين» في نيويورك والذي أكد أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية في سبتمبرإذا لم تنه إسرائيل حملتها العسكرية في غزة وتلتزم بالسلام، وجاء هذا الوعد من رئيس الوزراء البريطاني بالتزامن مع وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه سيعلن اعتراف بلاده رسمياً بدولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبرالمقبل، ما اَثار غضب إسرائيل ومسؤولوها، والذي بلغ درجة توجيه الشتائم إلى الرئيس الفرنسي من قبل يائيرنتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأرى أن بيان ستارمر وعد جديد للفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة ذات سيادة وهو ما يعني انتهاء وعد بلفور، خصوصاً أن وعد ستارمر ولامي يعتبر تغيراً جذرياً في السياسة البريطانية خصوصاً أنه جاء مدعوماً من فرنسا وكندا و14 دولة أخرى أعلنت أنها ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل.
السؤال الاَن بعد أن أصبحنا أمام وعدين جديدين من الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني بإقامة دولة مستقلة للفلسطينيين على أرضهم، هل ينتصر وعد« ستارمر» الذي يعتبرقفزة تاريخية نحو السلام الدائم في الشرق الأوسط وينصف الفلسطينيين بعد ما يزيد على مائه عام وينهي تبعات وعد بلفورذلك البيانٌ العلنيّ المشبوة الخبيث الذي أصدرته الحكومة البريطانيّة خلال الحرب العالمية الأولى لإعلان دعم تأسيس «وطن قوميّ للشعب اليهوديّ» في فلسطين، التي كانت ذات أقليّة يهوديّة نحو 3% من إجماليّ السكان، ونصها مترجماً إلى العربية، «تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ للشعب اليهوديّ في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غيراليهودية المقيمة في فلسطين»، وصدرهذا الوعد في الثاني من نوفمبرعام 1917 أي قبل 108 سنوات مُوَجَّهاً من وزيرخارجيّة المملكة المتحدة آرثربلفورإلى اللورد ليونيل دي روتشيلد،أحد أبرز أوجه المجتمع اليهودي البريطاني، وذلك لنقلها إلى الاتحاد الصهيوني لبريطانيا العُظمى وإيرلندا ونُشر نص الوعد (أو الإعلان) في الصحافة في 9 نوفمبرعام 1917، الغريب أنه لم يكن لمصطلح «وطن قومي» الذي وَرد في نص الإعلان باللغة الإنجليزيّة national home) ) أي سابقة في القانون الدولي، وقد أُورد المصطلح غامضاً عمداً دون الإشارة إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين، كما لم يتم تحديد حدود فلسطين المعنيّة، وقد أكَّدت الحكومة البريطانيّة أن عبارة «في فلسطين» تشير إلى أن الوطني القومي اليهودي المُشار إليه لم يُقصد أن يُغطي كلَّ فلسطين بل جزء منها، ودعا البيان إلى حماية الحقوق المدنيّة والدينيّة للعرب الفلسطينيِّين، والذين كانوا يشكلون الأغلبية العُظمى من السكان المحليِّين لفلسطين آنذاك، كما اعترفت الحكومة البريطانيّة عام 1939 أنه كان من المفترض أخذ آراء السكان المحليين الفلسطينيين بعين الاعتبار، واعترفت عام 2017 بأنه كان ينبغي أن يدعو الإعلان لحماية الحقوق السياسيّة للعرب الفلسطينيِّين في ردها على الحملة الدولية التي أطلقها مركزالعودة الفلسطيني في لندن لمطالبة الحكومة البريطانية بالاعتذارعن وعد بلفور، فها هو التاريخ يحاكم بريطانيا العظمى وقراراتها غير المدروسة التي أدت لتحويل المنطقة إلى ميادين حروب وقتال منذ عام 1948عندما أعلن الصهاينة عن إقامة وطن لهم في فلسطين وطردوا الفلسطينيين السكان الأصليين من بيوتهم واستولوا عليها، وإذا كانت الحكومة البريطانية إتخذت هذا الإجراء عام 1917 بعد بوادرهزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى معتبرة أن فلسطين جزءاً من الإمبراطورية العثمانية فهذا غيرصحيح لأن هؤلاء العثمانيين محتلون وليسوا من أهل فلسطين وسكانها وعادوا إلى بلادهم بعد نهاية الحرب وهزيمتهم، وتالياً ليس من حق انجلترا أن تمنح دولة كاملة لليهود وهي تنظر إليهم بـ «عين العطف» كما زعمت في الوعد الخبيث الذي أعلنته ويبدو أنها نظرت إليهم بعين الشر والشياطين، هل شاهدت الاَن من كانت تعطف عليهم وهم يتحولون إلى جبابرة ومصاصي دماء يقتلون الأطفال بلا رحمة ولاهوادة عطشاً وجوعاً هلى استيقظت ضمائرهم أخيراً بعد ما يقرب من عامين وإسرائيل تبتلع فلسطين بالكامل.
لم تكن انجلترا وفرنسا الدولتان الوحيدتان اللتين استيقظت ضمائرهم فجأة بل استيقظ ضميرالعديد من قادة دول العالم بعد أن تأكدوا أن شعبوهم لن تسكت على مجزرة غزة والتاريخ لن يرحمهم وسيضمهم إلى فصوله المخضبة بدماء الأبرياء، وهوما حدث في مؤتمرحل الدولتين، الذي إنعقد في نيويورك، إذ اتفق المشاركون على ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، إذ أنه لا يمكن للحرب والاحتلال والنزوح تحقيق السلام، مضيفاً أن حل الدولتين هو السبيل لتلبية تطلعات الإسرائيليين والفلسطينيين، ومشيراً إلى ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام والتزم المشاركون في المؤتمرباتخاذ خطوات محددة زمنياً لتنفيذ حل الدولتين، خصوصاً أن الإطار الزمني لتحقيق دولة فلسطينية هو 15 شهراً ورفض التهجيرالقسري للفلسطينيين ويجب إنهاء حرب غزة الآن وتأييد الخطة العربية لإعادة إعمارغزة ودعم إنشاء صندوق مخصص لإعادة إعمار غزة، وتزامن المؤتمرمع مواصلة تنظيم الإخوان الإرهابي الهجوم على مصر، إذ دعا رئيس اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني، الشيخ نضال أبوشيخة، إلى التظاهرأمام السفارة المصرية في تـل أبيب، ونسى أبو شيخة الذي ينتمي للتنظيم الإخواني الإرهابي أنه موجود داخل الأراضي المحتلة ويمكنه التظاهرأمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يصدر قرارات الإبادة للجيش، أو أمام مجلس الوزراء الإسرائيلي والكنيست ومنازل قادة إسرائيل لحثهم على وقف الإبادة والمطالبة بدخول المساعدات، وتزامنت المظاهرات التي دعا إليها أبوشيخة مع تصريحات خليل الحية، رئيس حركة حماس في غزة بشأن ما وصفه بمجاعة غزة، متسائلاً عن موقف مصرمن إغلاق معبررفح في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
خاطب الحية في بث مباشرالمصريين متسائلاً: أيموت أهل غزة جوعاً وهم على مقربة من حدودكم؟، مؤكداً أن غزة لن تقبل استمرارإغلاق معبررفح أمام احتياجاتها الأساسية، ونسى هذا الثعبان الأقرع الذي يعيش في فنادق قطربعيداً عن ويلات الحرب في غزة غيرعابئ بالذين يموتون عطشاً وجوعاً يخشى مواجهة إسرائيل وتناسى الجهود المضنية التي تبذلها الدولة المصرية مع الوسطاء منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، والتي تسعى من خلال المفاوضات والمباحثات للتوصل لقرار إنهاء الحرب وإدخال المساعدات وتبادل الأسرى، وجاء الرد من فتاة فلسطينية عبر فيديو وجهته للحية قائلة:"أيها الحية انتصر تختصر.. فإن اختصار الوقت اليوم في غزة يعد انتصاراً، فغزة أصبحت اليوم أرض مدمرة لا تصلح للعيش، أيها الحية عد إلى وطنك في غزة وفاوض وأنت بين أهلك وناسك وحينها اتخذ قرارك الصائب، غزة لن تسامح أي أحد أودى بشعبها إلى الهلاك"، وفي سياق متصل قال أحد المواطنين الفلسطينيين عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) موجهاً حديثه إلى الحية قائلاً: « فعلاً، إن لم تستحِ فافعل وقل ما شئت، كلمة خليل الحية تتمتع بوقاحة وبجاحة لا نظير لها، بعد 22 شهراً من الحرب وجولات المفاوضات، أنا إنسان موجود في غزة تحت القصف والموت والجوع والتهجير، ماذا استفدت من خطابك؟».
يبدوأن التعليمات الصهيونية الأمريكية لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية مازالت مستمرة، وتسعى جماعة الخونة إلى تنفيذ التعليمات لتثبت ولائها لأٍسيادها الأمريكان عبر محاولات إثارة الفوضى الخلاقة داخل مصر وخارجها، إذ شهدت سفارات وبعثات دبلوماسية مصرية في دول عدة حول العالم، على مدار الأيام الماضية، محاولات لـ « حصارها»، بدعوى مطالبة القاهرة بفتح «معبر رفح» على الحدود مع قطاع غزة، وإيصال المساعدات للأهالي الذين يعانون من الجوع والعطش، وذلك رغم تأكيدات مصرية رسمية متكررة لعدم إغلاق المعبرمن الجانب المصري، وأن منع دخول المساعدات يعود للقوات الإسرائيلية المسيطِرة على الجانب الفلسطيني من المعبر، وتأتي محاولة حصاربعض السفارات المصرية في الخارج، ضمن حملات تحريضية، يدبرها تنظيم الإخوان الإرهابي بهدف تشويه الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية وإثارة الفوضى الخلاقة، إذ بدأت الحملة، الأسبوع الماضي، في عدد من المدن الأوروبية والعربية كما تزامن ذلك مع تزويرفيديو تداولته بعض المنصات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، وتزعم تصويره داخل قسم شرطة المعصرة بالقاهرة، وأكدت وزارة الداخلية في بيان أن هذا المقطع مفبرك ولا يمت إلى الواقع بصلة ويتضمن مشاهد مفبركة ووثائق مزورة بالكامل، وقد تم تحديد العناصرالمتورطة في إعداد ونشر هذا المحتوى المضلل، حيث تم ضبطهم بالفعل، ويجري إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، وأن هذه الواقعة تأتي في إطار محاولات الجماعة الإرهابية المستمرة لتزييف الحقائق ونشرالشائعات، بهدف إثارة البلبلة وزعزعة حالة الأمن والاستقرارالتي تشهدها البلاد، ضمن ما وصفه بالحروب الإعلامية الخبيثة التي باتت مكشوفة للرأي العام المصري الواعي.
إن مفاوضات هدنة غزة لم تنعقد حتى الاَن بعد تعليقها من جانب أمريكا وإسرائيل، إذ إن رئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض رون ديرمرموجود حالياً في الولايات المتحدة، وسيجري مفاوضات واتصالات واجتماعات مع مسؤولين أميركيين من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، وكذلك المبعوث الأميركي إلى المنطقة ستيف ويتكوف، فيما حاول نتنياهو تحميل حركة حماس مسؤولية تعثر المفاوضات لكن تحدته عائلات الأسرى بدعوته إلى إعلان استعداده بحث إبرام اتفاق شامل، وعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) خطة لضم أجزاء من غزة في محاولة لإبقاء وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالحكومة بعد تلويحه بالاستقالة إثرإعلان تل أبيب السماح بإدخال مساعدات للقطاع، فيما ستمنح حماس مهلة لعدة أيام للموافقة على وقف النار في غزة، أو تنفيذ الخطة التي تقضي بضم أجزاء من القطاع على مراحل حتى تستسلم الحركة وفق إعلانها، وحظيت الخطة بموافقة من الإدارة الأميركية، ويبدو أنها محاولة من نتنياهو لإبقاء سموتريتش في الحكومة، وكشفت وسائل إعلام عن المناطق التي تنتوي إسرائيل ضمها وهي المنطقة العازلة شمال غزة بعمق نحو كيلومترواحد على امتداد الحدود والمحاورداخل القطاع وهي نتساريم وموراغ وفيلادلفي (صلاح الدين)، تليها مناطق شمال غزة القريبة من سديروت وأشكلون، وسيستمرهذا المسار تدريجياً حتى ضم القطاع بالكامل، فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه يسعى إلى تسوية النزاع في قطاع غزة، وأن هناك تنسيقاً مستمراً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذا الشأن وأن محاولات جارية لتسوية الأمور، وأرى أن إعلان مصر وقطروالمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن عودة المفاوضات إلى مسارها الطبيعي سيشجع الأطرف على إبرام هدنة في أقرب وقت.
كانت ردود الأفعال الإقليمية والدولية قد تزايدت على إعلان المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تعليق مفاوضات غزة وسحب واشنطن مفاوضيها من محادثات وقف النارمن العاصمة القطرية، ووصل بعضها إلى حد الصدمة للعالم التواق إلى السلام والذي كان ينتظر الإعلان عن هدنة 60 يوماً، الغريب أن ويتكوف اتهم حماس بعدم التصرف «بحسن نية »، زاعماً أنها لا ترغب في وقف إطلاق النار، وقال في بيان نشرعبر مواقع التواصل الاجتماعي « قرّرنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الردّ الأخير من حماس والذي يظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار»، وأرى أن ما قاله المبعوث الأمريكي جاء بالاتفاق مع إسرائيل التي تضغط بقوة على حماس لتسليم الرهائن بالتزامن مع استمرارإحتلالها للقطاع خصوصاً المناطق التي استولت عليها بعد انهيار الهدنة الأولى، كما ترفض دخول المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة ووصولها بسلام إلى سكان القطاع، ولذا يمكن القول إن هذه المفاوضات لم تكن سوى تضيعاً للوقت لتنفيذ المخطط الأمريكي الإسرائيلي بالاستيلاء على القطاع والضفة وكامل الأراضي الفلسطينية وضمها لدولة الاحتلال.
كانت بداية ردود الأفعال من البيت الأبيض، إذ علق الرئيس الأمريكي مهدداً: إن حركة حماس لم تكن ترغب في التوصل إلى اتفاق، لقد انسحبوا من المفاوضات،أعتقد أنهم يريدون الموت، لا تنسوا، لقد أخرجنا عدداً كبيراً من الأسرى، وهم يعرفون ماذا سيحدث بعد تحرير آخر أسير وبسبب ذلك، لم يعودوا يريدون إبرام صفقة، ويقيني أن الرئيس الأمريكي يمارس المزيد من حماس لقبول الأمرالواقع فيما يرفض الضغط على إسرائيل لتقديم خرائط تؤكد حسن نيتها والانسحاب من المناطق التي إحتلتها بعد انهيارالهدنة الأولى في مارس الماضي، فضلاً عن رفضها مغادرة المحاورالتي احتلتها منذ السابع من أكتوبر عام 2023 خصوصاً فيلاديفيا على الحدود المصرية، فيما أكدت مصروقطر أنهما سيمضيان قُدُما في التوسط من أجل التوصل لوقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، وأصدرت الدولتان بياناً قالتا إن تعليق المفاوضات الذي حدث أخيراً طبيعي في سياق هذه المفاوضات المعقدة، داعياً إلى عدم الانسياق وراء تسريبات تتداولها بعض وسائل الإعلام في محاولات للتقليل من هذه الجهود والتأثير على مسار العمل التفاوضي، وأكدتاعلى التزامهما باستكمال الجهود وصولاً إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في القطاع بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
الغريب أن ويتكوف تحدث عن أن واشنطن ستدرس خيارات أخرى لإعادة الرهائن إلى ديارهم ومحاولة إيجاد بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة رغم تقديم حماس ردها على مقترح هدنة لمدة 60 يوماً في القطاع، مع تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين، والذي ضمنته تعديلات على مضمون الاقتراح، فيما قال البيت الأبيض إن ويتكوف سافر إلى أوروبا لمناقشة الوضع في غزة من دون الكشف عن التفاصيل، رغم بدء المفاوضات قبل حوالى ثلاثة أسابيع في الدوحة بمشاركة مصر وقطر ورعاية أمريكية، وجاء قرارويتكوف بضغط إسرائيلي لينسف فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى ويمنح الكيان الفرصة لمواصلة تمزيق غزة وإقامة محاورمتعددة ونقاط تمركز عسكرية تحول حركة سكان القطاع، والسؤال الاَن ما هي الخيارات البديلة للمفاوضات التي تحدث عنها ويتكوف لتحرير الرهائن بعد أن فشلت إسرائيل بكل هذا السلاح تحريرهم منذ السابع من أكتوبر، وأرىأن إسرائيل في طريقها لتنفيذ مخطط التهجير برعاية الولايات المتحدة
وأقول لكم، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجه ماكرون رسالة رسمية إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قائلاً إن بلاده ستصبح بذلك أول قوة غربية كبرى تعترف رسمياً بالدولة الفلسطينية، وكتب الرئيس الفرنسي عبر منصتي "إكس" و"إنستغرام"قائلاً إن "وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين، سأُعلن ذلك رسمياً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، إن الأولوية العاجلة الآن هي وقف الحرب في غزة وتقديم المساعدات الإنسانية لسكان القطاع المدنيين، السلام ممكن، ولتحقيقه لا بد من وقف إطلاق نار فوري، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وتقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق لأهالي غزة ومن الضروري أيضاً ضمان نزع سلاح حماس، وتأمين وإعادة إعمار القطاع.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@ yahoo.com