كنت أتصور ان الأغنية هي الطريق السريع للانتشار كما انها لا تستغرق وقتا في كتابتها ووجدت ان عندي حصيلة لا بأس بها من الأفكار التي يمكن أن تتحول إلي أغنيات فيها شيء جديد ومختلف عن الموجود.
ووجدت ان هاني شاكر وكان صاعدا في وقتها وجدته انه الأقرب إلي جيلي وأفكاري.. وبدأت رحلة البحث عنه.. كان وقتها يدرس بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان التي انتمي إليها أيضا.
وبحكم عضويتي في اتحاد الطلاب.. كنت انتقل بين الكليات المختلفة.. واضافة إلي ذلك فالعبد لله كان ملقبا بشاعر الجامعة "ماتقولش المتنبي" علي ما أذكر اتصلت بهاني وأخذت موعدا لمقابلته في بيته بوسط البلد أمام سينما أوديون كان شقيقه الأصغر يدرس الهندسة وكنت وقتها قد أصدرت ديوانا بالعامية من خلال نادي أدباء جامعة حلوان الذي أسسته ومن باب الديمقراطية كنت رئيسه هكذا قررت وهذا ما كان.
تركت له الديوان ومضيت إلي حال سبيلي.. فإذا بها بعدها بأشهر يتصل بالمرحوم والدي علي تليفون عمله وهو المتاح.. وكان يستأذن أن يغني مقدمة الديوان التي تقول: طول ما الأدان بيملي المكان.. وطول ما الخلايق بتملي الجوامع.. بيوتك يا بلدي هتفضل عمار ولا الحزن عمره هيجي الديار.
كان متأثرا في ذلك بأغنية عبدالحليم احلف بسماها وبترابها وأعطاها إلي الموسيقار هاني مهني وفوجئت بحفل عام يذاع علي الهواء وباسمي يتردد.. من مذيعة الحفل علي الملأ ويبدو أن هاني شاكر نسي هذا الشعار بعد ذلك وعلي فكرة لم أتقاض منه مليما.
ثم بعدها بفترة قابلته في مسرح البالون ودخلت اسلم عليه وفوجئت به يطلب مني أغنية عن الأم وأدهشني الطلب وقلت له: أنا أعيش أغلب الوقت بعيدا عن أمي.. صحيح انني أكبر أولادها وأول بختها.. لكن الوضع مختلف بالنسبة لهاني الذي كان مرتبطا بأمه.. وبالمناسبة هي شقيقة جمالات وآمال زايد وهي سيدة فاضلة لعبت دورا في تقديم هاني إلي الوسط الفني.
وأصر هاني ان أكتب الأغنية.. وأخذت المسألة باستخفاف وأخذها باهتمام بالغ.. وكتبت أغنيتين بدلا من واحدة ولأنه احتار بينهما مزجهما سويا في أغنية واحدة.. ولحنها حلمي بكر وكانت تقول: تدوم حياتك تعيش لي.. دايما تصلي وتدعيلي.