** في رمضان.. اسمحوا لنا ان نبتعد مؤقتا عن الرياضة وان ننهل من روحانيات هذا الشهر الكريم.
¼ من بين ما أعجبني من قصص الترغيب ذلك الحوار الذي سأل فيه احد العلماء تلميذا له قائلا: منذ متي صحبتني؟
* قال التلميذ: منذ 33 سنة.
¼ فقال العالم: فماذا تعلمت مني في هذه الفترة ؟!
* قال التلميذ: ثماني مسائل.
¼ قال العالم "متعجبا": إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل فقط ؟!
* قال التلميذ: يا شيخنا لم أتعلم غيرها ولا أحب أن أكذب.
¼ قال الأستاذ: هات ما عندك لأسمع.
* قال التلميذ: الأولي.. أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فإذا ذهب إلي القبر فارقه محبوبه فجعلت الحسنات محبوبتي حتي إذا دخلت القبر دخلت معي.
¼ الثانية.. أني نظرت إلي قول الله تعالي: " وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي فإن الجنة هي المأوي ". فأجهدت نفسي في دفع الهوي حتي استقرت علي طاعة الله.
¼ الثالثة.. أني نظرت إلي هذا الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتي لا يضيع. فنظرت إلي قول الله تعالي: " ماعندكم ينفد وما عند الله باق ". فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده.
¼ الرابعة.. أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل يتباهي بماله أو حسبه أو نسبه ثم نظرت إلي قول الله تعالي: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم ". فعملت في التقوي حتي أكون عند الله كريما.
¼ الخامسة.. أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا وأصل هذا كله الحسد. ثم نظرت إلي قول الله عز وجل: " نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ". فتركت الحسد واجتنبت الناس وعلمت أن القسمة من عند الله فتركت الحسد عني.
¼ السادسة.. أني نظرت إلي الخلق يعادي بعضهم بعضا ويبغي بعضهم علي بعض ويقاتل بعضهم بعضا. ونظرت إلي قول الله عز وجل: "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ". فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده.
¼ السابعة.. أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق حتي أنه قد يدخل فيما لا يحل له ونظرت إلي قول الله عز وجل: " وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها ". فعلمت أني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله علي وتركت ما لي عند الناس.
¼ الثامنة.. أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل علي مخلوق مثله.. هذا علي ماله وهذا علي ضيعته وهذا علي صحته وهذا علي مركزه. ونظرت إلي قول الله تعالي: " ومن يتوكل علي الله فهو حسبه". فتركت التوكل علي الخلق واجتهدت في التوكل علي الله ".
هذه المسائل الثمانية التي أوجزها التلميذ وأبهرت شيخه انما تؤكد أن النجاة تكمن في ان العلم لابد أن يتبعه العمل واخلاص النية مع الله.
****
سىئل الإمام الجنيد رضي الله عنه: متي تنال النفوس مناها؟.
قال: إذا صار داؤها دواها.
قيل له: ومتي يصير داؤها دواها؟.
قال: إذا خالفت هواها.