محمود رشاد
رئيس جمهورية گرة القدم!
من حق سمير زاهر ان ينصب من نفسه رئيساً لجمهورية كرة القدم. طبعاً من غير اللائق ان نقول أنه رئيس جمهورية، لان الرئيس السيسي فقط هو رئيس الجمهورية الحقيقي، الكناية هنا محلها قوة ونفوذ وغني لعبة كرة القدم المسيطرة علي كل ما يتعلق بكلمة رياضة في مصر.
سمير زاهر من حقه ان يزعم هذا الزعم رغم ان السيد جمال علام هو الرئيس الحالي للاتحاد في شارع الجبلاية، ولكن للحق ولوصف الواقع لو أن أي حد سأل أي حد في أي وقت سؤال عن من هو رئيس كرة القدم لسمعنا الأجابة مباشرة.
سمير زاهر
رئاسة جمهورية كرة القدم ليست بالشيء السهل ولا الهين، خاصة إذا ما عرفنا حجم الشعبية الجارفة للعبة وطغيانها علي عقول المصريين، وهذا مرجعه للثقافة العامة والوضع الاقتصادي، وسهولة ممارستها، والسيطرة الكاملة علي أجهزة الاعلام - أقصد التليفزيون- وبالتالي فإن الناس كلها ربما 88 مليونا من أصل 90 مليونا لايعرفون سوي كرة القدم.
ورغم وجود شخصيات قوية "ومعافرة" في ميدان كرة القدم، شخصيات تحلم بالرئاسة وتسعي إليها مثل شوبير وأبوريده واسامة خليل ومحمود الخطيب وغيرهم. إلا ان شخصية سمير زاهر حاجة ثانية خالص.. فالراجل بالاضافة إلي انه كان لاعبا متميزا، فهو ايضاً كان ضابطاً بالجيش ثم رجل اعمال، ثم شخصية ذات ظل خفيف يجيد التعامل مع الجميع ومع كل الطبقات.. والاخيرة هي التي تأسر قلوب المتعاملين معه.
والحقيقة ان كرة القدم في مصر ليست جمهورية، وانما هي امبراطورية، وسمير لو قال غداً سأكون امبراطور كرة القدم.. بالفعل غداً سيكون كذلك.. تحققت علي يديه كثير من انجازات مصر الكروية، خاصة في الساحة الافريقية، منذ أن خرج رغماً عن ارادته، والكرة المصرية باتت "ملطشة".
كل ما ذكرته ليست دعاية لهذا الرجل، فأنا بعيد كل البعد عن هذه الجمهورية أو قل الامبراطورية، وانما فقط جاء الرجل في خاطري. وتوقفت عندما قرأت انه قال: سأكون غداً أنا الرئيس!!
عيب سمير زاهر الوحيد هو ارتباطه بالرئيس الأسبق حسني مبارك وأولاده.. وعيبه ايضاً علاقاته القوية بأركان الرئيس الأسبق زكريا عزمي وسامح فهمي.. وعيبه ايضاً انخراطه علي خفيف بعالم السياسة في مجلس الشعب - صحيح انها عيوب كبيرة.. لكن لإحقاق الحق يمكن التغاضي عنها رغم "غلظتها".. أغلب الظن انه سيكون الرئيس.