الدعوة التي وجهها حزب الوفد إلى المصريين بالتكاتف والترابط ووحدة الصف والوقوف خلف القيادة السياسية والرئيس السيسى، لابد أن يصل صداها إلى كل بيت مصرى فى هذه اللحظة الفارقة التى تواجه فيها مصر إرهابًا شرسًا يحاول العودة بنا إلى عام الظلام الذى حكم فيه الإخوان مصر. فبناء مجتمع مصرى قوى متماسك لن يتم إلا بسواعد كل المصريين والالتفاف حول قائدهم الذى انتخبوه لقيادة السفينة فى ظروف موغلة فى الخطر، وباعتبار الوفد هو بيت الأمة وحارس الوحدة الوطنية كانت دعوة رئيس الوفد الدكتور السيد البدوى إلى المؤتمر الحاشد الذى احتضنه حزب الوفد مساء أمس الأول تحت عنوان: «معًا ضد الإرهاب»، الدعوة وجهت إلي كل مصرى للقيام بواجبه نحو وطنه، والوقوف خلف قواته المسلحة التي تحارب الإرهاب فى سيناء، إن بسالة الجندى المصرى الذى استشهد، وسالت دماؤه على رمل سيناء، والجندى الذى أصيب فى معركة الأيام الماضية، وروى قصة استبساله مع زملائه، وكيف كانوا يبتسمون وهم يواجهون الموت دفاعًا عن تراب الوطن يؤكد أن الإرهاب لن يحقق أهدافه، وأن مصر كما كانت مقبرة للغزاة من قديم الزمان، ستفتح المقبرة لكل إرهابى يحاول رفع سلاحه فى وجه الجندى المصرى. إن حزب الوفد صاحب التجربة فى الحكم وصاحب التجربة فى المعارضة، يعرف متى يحتاج الوطن إلى الرأى والرأى الآخر، ومتى يحتاج إلى كل أبنائه يقفون صفًا واحدًا خلفه، ويعرف متى يعارض ويقول رأيًا مخالفًا يرى أنه المفترض أن يؤخذ به، عندما وجد الوفد الوطن فى محنة تحت حكم الإخوان قاد جبهة الإنقاذ وكان لها دورها البارز فى نجاح ثورة 30 يونيه، وتسببت قيادة الوفد لجبهة الإنقاذ فى جعل الإخوان رئيس الوفد هدفًا لهم ووضعوه فى قائمة الاغتيالات بعد سقوطهم، لأنهم يعلمون حجم الوفد، والدور الذى لعبه من خلال نزوله إلى ميدان التحرير لمؤازرة ثورة 30 يونية، كان قاد شرارة ثورة 25 يناير كأول حزب اعتبرها ثورة ضد الفساد، كما اعتبر ثورة 30 يونية ثورة لإنقاذ مصر من الاختفاء، فى مثل هذه الأيام منذ عامين كنا قد تخلصنا من حكم الإخوان بعد عام مظلم قضاه المصريون تحت حكم جماعة فاشية لم تحفظ للوطن حرمة، وأهانت مؤسسات الدولة، وأصر المصريون على بناء دولة جديدة قائمة علي العدل ونبذ العنف، ووقفت القوات المسلحة إلى جانب الشعب، كما كانت فى كل وقت درعًا وسيفًا يبتر كل يد آثمة تمتد إلي المصريين، ورفض الجيش المصرى أن يعيش المصريون تحت حكم جماعة إرهابية قفزت على الحكم بأسلوب ملتو فى ظروف كانت فيها البلاد فى وضع لا يسمح بالتفكير، وعندما اكتشف الشعب أن هذه الجماعة لا تحمل أى ود له، وأنها جاءت لتنفيذ مخطط عالمى لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد قرر إسقاطها، ولكن فى سنة حكم الإخوان استطاع الخائن مرسى وعصابته من قيادات الجماعة الإرهابية زرع سيناء بالخونة وبالأسلحة الثقيلة، التي تستخدم حاليًا ضد جنودنا البواسل، ولكن هيهات أن يتحقق لهم ما يخططون له. فهلك الإرهابيون الذين ظنوا أنهم سيحتلون شبرا من أرض سيناء، وتصدى لهم الجنود البواسل، ودفنوهم فى رمال سيناء، مازالت الحرب تدور علي أرض سيناء، ومازال الإرهاب يحاول فى معظم محافظات مصر، وإذا كان الجنود البواسل يقفون فى مواجهة هذا الإرهاب، فإن مسئولية الشعب لا تقل أهمية عن دور الجيش، فعليه أن يقف مع القيادة المصرية، ولا يستمع إلى الشائعات التي يهدف الإرهاب من ورائها إلي احباط المعويات ويفتت الوحدة التي نادت بها ثورة 30 يونية، الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب ليست دفاعًا عن أرض مصر وشعبها فقط، ولكن دفاع عن العالم لأن الإرهاب ليس له وطن ولا دين، ومن هنا كان التأييد العالمى لمصر فى حربها ضد الإرهاب، كما كانت دعوة حزب الوفد لكل المصريين بالوقوف صفًا واحدًا ضد الإرهاب الجنان الذى يحاول إعادة حكم الإرهابيين لمصر، وكان الحشد الكبير من السياسيين والمواطنين تلبية لدعوة الوفد، والتحم فيها الهلال مع الصليب ليؤكد الجميع أن مصر يد واحدة ضد الإرهاب، وضد من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا الشعب، إن الوفد بيت الأمة باعتباره أقدم وأكبر الأحزاب المصرية هو بيت كل المصريين الذى أخذ علي عاتقه لم شمل المصريين لمواجهة خطر الإرهاب من أجل بناء مصر الجديدة واستكمال خارطة المستقبل، الوفد يأخذ القضية من منظور وطنى وليس من منظور حزبى ضيق، لا يبحث عن مصالح حزبية فى وقت الحظر، إن هدفه الحالى هو توحيد المصريين لمواجهة خطر الإرهاب حتى تزول هذه الغمة، ويبدأ الجميع مرحلة البناء فى إقامة حياة سياسية مستقرة يتنافس فيها المتنافسون، ويكون هدف الجميع هو وحدة الوطن ورفعته واستقراره.