«يجيءُ الفرحُ ويمضي
وينسى
أن يملأ البيتَ بالفرح؛
الفرحُ دائمًا
ينسَى
أنه فرحٌ!”
سيمرُّ العمرُ
خاطفًا
مثل برْقِ شُعاعٍ
دون أن ترى فساتيني التي
أختصِمُ من أجلَها
قوتَ يومي
حتى تلامسَ أنسجتُها
صدرَك
حين تراقصُني.
سيمرُّ العمرُ
مثل ومضةِ شُهُبٍ
دونَ أن أضعَ راحتي اليسرى
فوق كتفِكْ
وتخطِفُ يسراكَ يُمناي
فيما يُمناكَ
بقسوةٍ
تلتفُّ حولَ خِصري
الذي من أجله
أهجرُ عشائي
كي أنحتَه دقيقًا
ناحِلاً
حتى يختفي بين ذراعِكْ
حين تُخاصرُني.
سيمرُّ العمرُ
وغدًا
عجولاً
مثل «أخيلَ» السريعِ الخطوِ
دون أن تعرفَ
اسمَ عطري
الذي أُعتّقُه منذ سنينَ
في قواريرَ كريستالَ معتمةْ
كانت تراهنُ
أن تأتي
في ربيعِ حياتي
أو
في خريفِها.
سيمرُّ العمرُ
بغير مبالاةٍ
مثل طاغيةٍ يذبحُ رعاياه
كلَّ مساءٍ
قبل أن تحملَني
في ثوبي الأبيضْ
إلى فراشِ عُرسي.
سيمرُّ العمرُ
مثل وغدٍ ساخرٍ
قبل أن تُشرقَ الزهورُ
فوق شفتيّ
حين تُقبّلني.
سيمرُّ عمرٌ
مثل رُمحٍ مارقٍ
دون أن يدخلَ سيفٌ في غِمدٍ
وقبل أن يمرقَ سهمٌ
من قوسْ.
سيمرُّ العمرُ
مثل أصمٍّ
لا يعبأُ بنواقيسَ صاخبةٍ
تقرعُ في قلبي
ولا تكفُّ عن التوْقِ إليكَ
دون أن تعرفَ
لماذا تغارُ البناتُ
من نعومةِ بشرتي
حين تمرُّ أصابعُك
فوق ظهري.
سيمرُّ العمرُ
مثل لِصٍّ
يعرفُ كيف يسِرقُ الغافلين بِخِفّة
دون أن يترفّقَ ذراعي ذراعَكَ
وسطَ تصفيقِ الأصدقاءْ
فيما نرتقي
أنتَ وأنا
حلبةَ رقصٍ
من أجل تانجو
سيرقصه اثنانِ
سوانا.