المساء
خيرية البشلاوى
أفلام الإرهاب.. الأعلي مبيعاً!
العلاقة بين المنظمات والجماعات الإرهابية ووسائل الإتصال الجماهيرية "الميديا" كما تم رصدها. علاقة قوية ومتينة جداً. وهي علاقة "مصالح" متبادلة فالإرهاب لا معني له ولا وجود بدون تغطية إعلامية. و"الميديا" بدورها تنجذب أكثر إلي الأحداث الأكثر تطرفا وعنفواناً وغرابة ليس فقط بدوافع الضرورات المهنية وإنما لأن الطبيعة الدرامية الاستعراضية المثيرة للحوادث الإرهابية ونماذج الإرهابيين الوحشيين تجذب قطاعات عريضة من الجمهور.
والإرهابيون يستغلون ذلك فيسعون إلي تأجير وامتلاك الأبواق الإعلامية ووسائل التواصل علي الإنترنت لبث رسائلهم ونشر الأهداف الخاصة بهم وعمل دعاية لقضيتهم.
وتحت شعارات حرية التعبير ودواعي الديمقراطية تغيب الرقابة وتفتح نوافذ الإعلام والإعلاميين أمام نشاطات هذه الصناعة صناعة الإرهاب والأحداث الدموية المتوحشة التي تبث الرعب وتوظف سياسياً.
هناك أفلام اليوتيوب وعليها تسجيلات هذه الجرائم. وقنوات التليفزيون. لتحقيق عنصر الإثارة والترويج الجماهيري لا تدقق فيما تبثه من معلومات وصور وأخبار ومن ثم تخدم الإرهاب وتسهم في الدعاية له.
ومن المفارقة غير المدهشة أن أكثر الأفلام الأمريكية تحقيقاً للإيرادات هي تلك التي تنطوي علي نوعية "أفلام الإرهاب" وهناك قائمة طويلة لا تتسع لها هذه المساحة من كم الأفلام الأمريكية التي تناولت الإرهاب في طبعاته العديدة وهوليوود بأفلامها شكلت مفهوما عن الإرهاب والإرهابيين محزناً ومشوهاً في كثير من الأحيان ولا ينقصه الغرض السياسي. وكلها أفلام مشحونة بعنصر الحركة والإثارة والعنف الدموي والبطولات الفردية التي يجسدها البطل الأمريكي. أفلام ضاربة الجذور في ثقافة الكاوبوي الشعبية ذات الجماهيرية الكبيرة.
ومنذ سنوات طويلة وأمريكا مشغولة بمظاهر الإرهاب الخيالي و"الواقعي" وأفلام "الحرب الباردة" كان الإرهاب من أدوات ذلك الصراع بين الشيوعية ممثلة في الاتحاد السوفيتي وبين الولايات المتحدة الأمريكية.
في عام 1985 انتجت هوليوود فيلماً بعنوان "غزو الولايات المتحدة" بطولة الممثل الأمريكي تشاك نوريس الذي جسد المفهوم الراسخ للبطل الفرد الذي يمكنه وحده أن يهزم جيشاً بأكمله من المقاتلين الشيوعيين باعتبار أن الشيوعي "إرهابي" وأنه بديل للشيطان ويجسد عنصر الشر في الصراع الأبدي بين الخير والشر.
وبعد 11 سبتمبر. حين واجهت أمريكا حدثاً ارهابياً واقعياً تغيرت أدوات اللعبة وإن ظل المفهوم السائد الذي كرسته أفلام الإرهاب التي أنتجتها هوليوود واحداً.
إن الإرهاب يعني الاستخدام الممنهج لوسائل الترهيب والتخويف باستخدام العنف الدموي المفرط لبث الفزع في الناس والحكومات والدول من أجل تحقيق أغراض سياسية ودينية وأيدولوجية ومن دون أدني اعتبار لسلامة الأمنين من المدنيين ولا للمبادئ الدينية.
لقد ضرب الإرهاب الجزائر والعراق وليبيا والكويت وتونس والسعودية وانجلترا وفرنسا ونحن نعيش حالياً فصلاً من فصوله العنيفة. التي نتابع مشاهدها من خلال تغطيات إعلامية متباينة. وأفلام سينمائية يتم انتاجها حالياً أو لاحقا إلي جانب ما تم إنتاجه فعلاً.
وكالعادة سنظل مفعولاً به علي الشاشة رغم الحقيقة الواقعية الدامغة الواضحة بجلاء والتي تقول إننا بفضل القوات المسلحة ورجال الشرطة نقوم بدور "الفاعل" المنتصر بإذن الله علي أرض الواقع.
فمتي نلتفت لأهمية "الميديا" وسلاح "§الفيلم"
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف