عبد الحليم رفاعى حجازى
كاتب اسلامي فاتح أبواب الجنة "2"
- إننا نجد ان الله تبارك وتمجد قد أنزل شهر رمضان المنازل العليا من التكريم والتبشير والتأهيل ليكون "صاحب الآيات البينات والمنجزات المعجزات" والتي نعيشها مع الرحيم الرحمن وبالتالي نقر لهذا الشهر العظيم المبارك انه : شهر الرحمن تبتلا وانابة وشهر القرآن مدارسة وتلاوة وشهر النفس تربية وشفاء وشهر الجسم عافية وسواء.
هذا وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "ان الجنة لتتزين من الحول الي الحول لدخول شهر رمضان" وعن ابي مسعود الغفاري رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم وأهل رمضان قال: لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان.
هذا ويؤكد ايضا ان من الأمثلة لهذه "الآيات البينات" ما يلي:
- ان شهر رمضان هو "الشهر الوحيد" الذي ذكر اسمه صراحة في القرآن الكريم صحيحاً كما قال ربنا الاعلي في سورة التوبة أية 36 "ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم ولاتظلموا فيهن انفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموان ان الله مع المتقين" ومع ذلك فلم تذكر أسماء الاشهر الحرم الاربعة وإنما ذكرت أسماؤها وحالتها بأنها ثلاثة سرد وواحد فرد وهي أشهر ذو القعدة وذو الحجة وحرم ورجب هو الشهر الفرد وكذلك الحال في عبادة الحج. يقول الله تعالي "الحج اشهر معلومات" ومع ذلك لم تذكر اسماء هذه الاشهر ونحن نعلم ان اشهر الحج هي: شوال وذو القعدة وذو الحجة اما دليلنا ان "شهر رمضان" هو الشهر الوحيد الذي ذكر اسمه صراحة في القرآن الكريم فقد قال الله تعالي في سورة البقرة أية 185 شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه.
- لقد اختص الله تبارك وتعالي "شهر رمضان" بكلماته المقروءة.. وقد ورد الحديث الشريف الذي يؤكد "انه الشهر الذي كانت الكتب الالهية تنزل فيه علي الانبياء" وقال الامام احمد ابن حنبل رحمه الله ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "أنزلت صحف ابراهيم في أول ليلة في رمضان. وانزلت التوراة لست مضين من رمضان والانجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان. وانزل الله القرآن لاربع وعشرين خلت من رمضان ويقول ابن كثير في تفسيره: وقد روي من حديث جابر ابن عبدالله: ان الزبور انزل لاثنتي عشرة خلت من رمضان والانجيل لثماني عشرة والباقي كما تقدم.. وإما الصحف والتوراة والزبور والانجيل فنزل كل منها علي النبي الذي انزل عليه جملة واحدة. وأما القرآن فإنما نزل جملة واحدة الي بيت العزة من السماء الدنيا وكان ذلك في شهر رمضان في ليلة القدر منه كما قال تعالي "انا انزلناه في ليلة القدر" وقال "إنا انزلناه في ليلة مباركة" ثم نزل بعد مفرقا بحسب الوقائع علي رسول الله صلي الله عليه وسلم تفسير ابن كثير ص216 الجزء الاول.
"سبحان ربك رب العزة عما يصفون.. وسلام علي المرسلين.. والحمد لله رب العالمين"