محمود رشاد
أصـل الحكاية - تصفية الحسابات
أكبر ابتلاء سقط علي رأس مصر في السنوات الخمسين الأخيرة هو تصفية الحسابات بين البشر، اسلوب الجهلة الذي عاد بنا قرونا للوراء ووصل بنا إلي ما نحن عليه ،بينما أنطلقت أمم أخري لم تكن موجودة علي الخريطة الإنسانية، ما أن يأتي مسئول جديد حتي يطيح بكل الرؤوس السابقة، يلغي كل ما تم بناؤه، ويهدم كل الأفكار حتي لو كانت استعرقت سنوات وسنوات..
ذهب المستشار خالد زين بما فعلت يداه، وجاء المهندس هشام حطب بفكر جديد وروح شابه لرأس الهيئة الرياضية الأولي في أي بلد -اللجنة الاوليمبية-، لا أري معني ومفهوم لان تهدم لجنة بسبب أن رئيسها كان صديقاً للمستشار زين.. اللواء سامح مباشر كان رئيساً للجنة مسماها التخطيط، مسئولة عن الاعداد المصري لدورة أوليمبية باتت علي الأبواب، لايفرقنا عن بدايتها سوي 360 يوماً فما قيمة أو فاعلية أن نطيح ونأتي بغيره.
أولاً المفروض أن اللواء سامح ينفذ سياسة عامة، وضعتها مجموعة من رجال فاهمين لطبيعة عمل المكان،
ثانياً اللواء سامح شخصية رياضية قديمة وخبيرة ومسئولية عن اتحاد له قيمته وثقلة سبق أن حقق لمصر ميداليات أوليمبية مهمة، اتحاد يملك كفاءات إدارية ولاعبين يمكنهم أن يحققوا لمصر شيئا مهما في الدورة المقبلة، ثالثاً اسلوب الإطاحة به لايتناسب وقيمة وقامة مصر التي من المفترض أن تكون متحضرة في التعامل مع ابنائها.
لا اعتقد ان هناك خلافاً شخصياً بين اللواء سامح من ناحية والمهندس هشام وبقية أعضاء اللجنة الآخرين.. كل خوفي ان يكون الخلاف الأصلي بين اللواء سامح واشخاص آخرين من خارج مجلس اللجنة المصري، أقصد بالتحديد بين اللواء سامح وشخصيات مصرية نافذة -الآن- في اتحادات دولية عالمية، نعرف ان واقعة الانتخابات القديمة علي الرئاسة بين اللواء منير ثابت والدكتور حسن مصطفي يمكن أن تكون السبب.. إن صح ذلك فلنقل علي الدنيا السلام، لان أسلوب الانتقام ودفع الفواتير القديمة يخرب البيوت »العمرانه»، ويتسبب في اشتعال نار الحروب، ومصر الآن بها ما بها وفي حاجة إلي كل يد تبني لاتهدم.
المفروض ان كل مصري يعمل في إطار منظومة متكاملة، لها خطط مرسومة طويلة الأمد، لايستبعد منها أي جهد أو عطاء ما لم يكن متورطاً في شيء يجرمه القانون.. أسلوب الرغبة في الانتقام وتصفية الحسابات عيب، ولايتناسب مع فكر أناس كبار في بلد متحضر ينتظر الفرصة للإنطلاق واللحاق بمقعده اللائق في قطار التحضر والمدنية.