انشغل الرأي العام طوال الأسبوع الماضي بموضوعين غاية في التفاهة.. صنع منهما الإعلام قضيتي رأي عام.
كانت مصر في حالة حرب وهناك أخطار تتعرض لها أرضنا ورجالنا في جيشنا، بينما برنامج التوك شو الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي يستضيف لاعب نادي وادي دجلة الحالي والزمالك السابق أحمد الميرغني.
برنامج لديه معدل مشاهدة وعلي قناة يمتلكها رجل أعمال شهير معروفة اتجاهاته وميوله منذ أكثر من 15 سنة، يستضيف لاعباً في نادي وادي دجلة.. هل لأنه حقق لمصر كأس العالم مثلاً؟ لا والله.. هل لأنه حصل علي عقد احتراف في ناد أوروبي ينافس النجم الكبير والشهير محمد صلاح؟! لا والله.. هل أصبح الميرغني الذي استغني عنه الزمالك في مرمي مفاوضات الأهلي ليدفع فيه ملايين باعتباره صاحب مهارات وخبرات وقادراً علي تحقيق إنجازات غير مسبوقة للقلعة الحمراء؟ لا والله.. إذن ماذا فعل؟! الميرغني لكي يكون محور هذا الاهتمام الإعلامي من الإبراشي ومن قناة الـBB» الإنجليزية التي استضافته أيضاً، ومن مواقع وصحف كثيرة منها خالد الغندور وغيره.. فقط لأنه تطاول علي رئيس الجمهورية وانهال عليه بالاتهامات!
بالطبع هذا اللاعب الشاب لديه من الخبرات العسكرية والقدرات الاقتصادية التي تسمح له بأن يقيِّم رئيس الجمهورية، اللاعب الشاب الذي لم ينجح في أن يستمر في الزمالك ولم يؤثر في مسيرة نادي وادي دجلة كما يعلم الجميع أصبح فجأة خبيراً اقتصادياً وعسكرياً وأحد أعمدة السياسة الدولية بحيث يستطيع أن يتهم رئيس الجمهورية بالفشل بدعوي الحرية!
> > >
كم جريمة ارتكبها مختلون وهواة الظهور من الفشلة والمجرمين، فمنذ تعرضت مصر لفيضان الإجرام وتصدر المشهد الجهلة والخونة أصبح كل من ليس له قيمة يستخدم الشتيمة ليصنع لنفسه قيمة.
وقد تدرب عدد من الإعلاميين علي اصطياد هؤلاء المجرمين ليقدموهم كرموز للمجتمع ويصنعوا منهم كيانات ويرددون كلماتهم التافهة والتي تستند في الأساس علي قلة الأدب والتطاول من أناس لا يملكون أي منطق سوي تطبيق المبدأ الصهيوني بتحقير من يواجهه لكي لا يلتفت الذين يتابعون المتطاول إلي المنطق في كلامه وإنما إلي الألفاظ والأوصاف المنحطة التي يطلقها!
> > >
تذكروا حضراتكم أسماء وإسراء ووائل وعلاء وغيرهم من هؤلاء الذين خرجوا علي الشاشات بأفظع البذاءات والحمدلله أن المجتمع لفظهم ليجد الإعلام وأرباب الفضائيات في لاعب صغير النموذج السيئ الجديد الذي يمكن أن يقدموه ويدعموه.
بدأت كلمات اللاعب الميرغني الجوفاء تتردد ونسي الذين قدموا هذا الهراء الحرب التي تخوضها مصر في سيناء وحالة الاستنفار ضد الإرهاب وراحوا يتحدثون عن العالم العلامة والقائد العسكري الكبير أحمد الميرغني الذي استطاع أن يحكم علي أداء رئيس الجمهورية القائد الأعلي للقوات المسلحة.. فعلاً نحن في زمن الرويبضة الذين وصفهم الرسول صلي الله عليه وسلم.
> > >
إنني هنا لا أتناول هذه التفاهات من جانب اللاعب الذي أراد أن يجد له مكاناً في الأضواء ولكن أبحث في أداء وأهداف من استخدموا هذا الكلام الفارغ وهذا التطاول السخيف يعني الأستاذ الإبراشي وغيره من الإعلاميين لم يجدوا في كل ما تعيشه مصر من أحداث ما يستحق فاستضافوا هذا اللاعب باعتبار أن وقته أن يدلي برأيه في زمن الحرب.
ألم نقل لكم أننا في زمن الرويبضة.. هل تعرف الرويبضة يا إعلامنا المحترم.. انظروا في المرآة وراجعوا أشرطة برامجكم من 2004.
> > >
أما القضية الثانية فهي اختراع أن الإسماعيلي سيسلم المباراة للزمالك.
إلي أي دليل استند من أطلقوا هذه الشائعة.. تخيل سيادتك أن الدليل الدامغ والمستند الذي لا يقبل الخلاف أن طارق يحيي حضر مع زملائه من نجوم الزمالك القدامي تصوير أغنية لناديه.. والغريب أن هذه الأغنية من تلحين وغناء ابنه أحمد.
إذن كان المفروض أن يتبرأ طارق يحيي من ابنه وأن يتجاهل هذا الحدث الذي ربما يكون بداية مشواره الفني، وأن يتخلي عنه لكي يؤكد أنه لن يفرط في نتيجة مباراته مع الزمالك ناديه السابق.
ولو كان كل مدرب من أبناء الزمالك يدرب أي ناد في الدوري سيفرط في اسمه وسمعته وأمانة المسئولية الموكلة إليه لكان حسن شحاتة وحلمي طولان وحسام حسن أيضاً محل اتهام وكان نفس الأمر قد أشيع حول المدربين الذين ينتمون إلي الأهلي.. الناس نسيت أننا في زمن الاحتراف وأن هناك قيمة اسمها الأمانة.
الواقع علي أرض الملعب يشير إلي أن عصام الحضري حارس مرمي الأهلي السابق لم يكن في يومه وأنه شريك أساسي في المسئولية عن الأهداف التي دخلت مرمي الإسماعيلي.. فهل الحضري أيضاً قرر أن يهدي الفوز للزمالك؟!
والله حرام احنا في رمضان.