حسن الرشيدى
خواطر طائرة - لا حرية .. مع الإرهاب
هل يمكن ان تشعر بحريتك إذا كان الإرهاب يحاصرك في كل مكان؟
لا يمكن أن تكون حراً .. في عملك أو تحركاتك .. أو حتي في منزلك.. إذا كنت مهددا في أي وقت بخطر الإرهاب.
ان الذين يتحدثون عن الحرية وحقوق الإنسان فقط من مقاعدهم الوثيرة لا يشعرون بآلام الأم التي اغتالت يد الإرهاب ابنها.
الحرية ليست كلمة أو شعارا.. وانما ممارسة.. واحساس بأنك تفعل ما شئت بارادتك في حدود القانون وبما لا يمس حرية الآخرين.. والاحساس بالحرية لا يمكن ان ينتابك في ظل خطر يطاردك اسمه الارهاب.
مصر تخوض حربا ضد الإرهاب .. وهذه الحرب ليست سهلة .. وتحتاج لتضافر جهود الجميع.. ولكن يبدو ان بعض من يتصورون انهم ينتمون إلي النخبة لا يعون ولا يدركون خطر الارهاب.. لانهم أدمنوا الجلوس في مكاتب مكيفة بعيدا عن ميدان المعركة.
بصراحة الجندي الذي يقف في ميدان المعركة لمواجهة الإرهابيين في سيناء.. أفضل ألف مرة من الناشط السياسي أو الشخص الذي يعتبر نفسه مفكراً ويتحدث عن الحرية وحقوق الإنسان بينما السيجار الكوبي يتراقص علي شفتيه.
والضابط أو المقاتل الذي يتلقي رصاص الإرهابيين دفاعا عن الوطن وأمن الشعب.. أفضل من مليون قيادي حزبي يكتفي بالنقد وإلقاء التصريحات والشعارات الجوفاء.
لا .. حلاوة للحرية ولا طعم لها.. إذا كنت محاصراً بأعمال ارهابية تهددك.. وتثير فزع ومخاوف أسرتك.
أشعر بالوجع والمرارة.. عندما أجد الدولة "تطبطب" بل "تدلع" أشخاصاً يبيعون الوطن.. ويبثون سمومهم يوميا.. لبث الوقيعة بدعوي استقطابهم أو احتوائهم.. والحقيقة ان هذا النوع من البشر لا يمكن احتواؤه أو استقطابه أو تغيير مفاهيمه.. لأنه أدمن الخيانة.. والفلوس.
اننا نخوض حربا ضد الإرهاب.. وهذه الحرب سيطول أمدها إذا لم تتضافر كافة الجهود لاجتثاث جذور الارهاب.
الارهاب الذي تواجهه البلد.. ارهاب مسلح ومزود بوسائل تكنولوجية حديثة ومدعوم بأجهزة مخابرات عالمية.. وهذا النوع من الارهاب يجب مواجهته بالقوة المسلحة الحديثة.. وليس بالكلام أو الشعارات وبسلاح المعلومات الذي يتطلب مساعدة كل مواطن للارشاد عن الارهابيين وتحركاتهم.
والإعلام ركن أساسي.. في مواجهة الإرهاب.. ورغم ان لدينا عددا كبيرا من الإعلاميين الوطنيين إلا ان هناك للأسف بعض وسائل الإعلام التي تضم أصواتا تبيع الوطن وتمثل الطابور الخامس الذي ينخر في جسد الدولة.. ويبث أكاذيب وشائعات ويروج لأفكار تخدم الإرهابيين وتنظماتهم.. وتضر بأمن الوطن.
حرية الصحافة والإعلام لا ريب تصب في خدمة الوطن.. ولكن البعض يسيئ فهم تلك الحرية وينحرف بها.. ولا يدرك ان الحرية تقابلها مسئولية.. حتي لا تتحول إلي فوضي تؤذي الوطن كله.. وتضر بأمنه وسلامته.
وقانون مكافحة الإرهاب .. مهم .. وضروري لمواجهة جرائم الإرهاب.. وقد تأخرت الدولة في اصداره.. ولكن مشروع القانون الذي يضم مواد هامة وحتمية لمواجهة جرائم الارهاب الا انه يحتاج لتعديل طفيف في المادة 33 حتي لا يكون هناك قيد علي حرية الصحفي في تغطيته للأحداث والنشر.. وتعرضه للحبس اذا نشر بيانات مخالفة للبيانات الصادرة عن الجهات المعنية.. لأن الصحفي قد يخطئ بحسن نية.. اما اذا ثبت تعمده نشر بيانات خاطئة وبسوء نية فان الأمر يستوجب العقوبة.. لأنه لا يوجد صحفي وطني شريف يقبل الاساءة لقواتنا والترويج لإرهابيين.
هذه المرحلة الخطيرة التي نواجه فيها حربا ضروسا ضد الارهاب لا تتطلب ابدا افتعال معارك لا جدوي لها.. بل تضر بالمجتمع وتؤدي للتفرقة والتشرذم.
يجب ان تجلس الأطراف وتستمع الحكومة لوجهة النظر الأخري.. والأمر يسير للتوصل إلي توافق يصب في خدمة الوطن ويتيح للصحفي حرية استقاء المعلومات من مصادر متعددة.. بما لا يضر بأمن الوطن.. لأنه لا يجوز ابدا ان تكون علي أرض مصر مواقع اعلامية تتعمد الاساءة لقواتنا المسلحة عن عمد.. وتخدم أهداف الإرهابيين.
رئيس الحكومة .. و"خناقات" التليفزيون !
خبر غريب .. المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء سيعقد جلسة للصلح بين عصام الأمير رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون وصفاء حجازي رئيس قطاع الأخبار.. بعد ان تلقي رئيس الوزراء مذكرة من الأمير يطالب فيها باعفاء صفاء حجازي من منصبها واستبدالها بآخر لعدم قدرتها علي ادارة القطاع وافتعال المشاكل مع زملائها وقد رشح الأمير أربعة لاختيار أحدهم لتولي رئاسة قطاع الأخبار.. هم مسعد أبوليلة وهالة أبوعلم وخالد مهنا ومصطفي شحاتة.
انني اتساءل هل المهندس محلب رئيس الحكومة التي لديها مشاكل ضخمة تهم الناس.. لديه الوقت لعقد جلسة صلح بين اثنين من الموظفين في مبني ماسبيرو الذي لم يحقق نجاحا في ظل قياداته الحالية؟!
أعتقد انه من اليسير اتخاذ قرار بتعيين رئيس جديد لقطاع الأخبار.. وفي الحقيقة الأسماء المطروحة أفضل وتستحق.. فلماذا الانتظار الذي يسمح ببث الشائعات؟!
عيون محافظ القاهرة .. والقمامة !
** الدكتور جلال مصطفي السعيد محافظ القاهرة .. لا ريب يبذل جهودا مضنية لحل المشاكل التي تعاني منها العاصمة.. ولكن عندما يقول ان القاهرة من أنظف المحافظات .. هنا نتوقف ونتساءل.. الا تنظر الي تلال القمامة في العديد من شوارع القاهرة.. أم انك تري بعيون أخري غير عيون البشر؟!
طال انتظار مراقبة أسوار المطار !
** الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني عقد اجتماعا مع رؤساء المطارات ورؤساء أجهزة الأمن بها.. لبحث تركيب كاميرات مراقبة علي أسوار مطار القاهرة وبعض المطارات الأخري.. في اطار تحسين وتطوير المنظومة الأمنية وتأمين الركاب والطائرات والمنشآت.
في الحقيقة .. عملية تركيب كاميرات علي أسوار المطارات تأخرت كثيرا.. رغم ان الحديث عنها أصبح قديما.. وطال الانتظار.. رغم ان التأمين باستخدام الكاميرات أرخص من تكاليف آلاف البشر الذين يحرسون أسوار ومنشآت المطارات.. وفي نفس الوقت أفضل.
** رسالة إلي رئيس مطار القاهرة:
إلي اللواء أحمد جنينة رئيس شركة ميناء القاهرة الجوي.. كل ما يجري داخل مطار القاهرة من خدمات وأعمال صيانة ونظافة تحت مسئوليتك حتي لو كانت هناك شركات أخري "مسند" إليها هذه الأعمال.. فلا تتنصل من المسئولية لأنك رئيس المطار.. والمسافر أو الراكب يتعامل مع المطار.. ولا علاقة له بالشركات المتعاقدة معكم!!
كلام اعجبني:
ليس حرا .. من يهان أمامه انسان .. ولايشعر بإهانة .. "فيلسوف مانديلا".