وسط النجاحات المتعددة لرجال القوات المسلحة في سيناء وتحقيق الضربة تلو الأخري ضد العناصر التكفيرية يجب ألا ننسي الجهود الضخمة والمتتالية لرجال الشرطة المصرية الذين يلعبون الدور نفسه بالتوازي مع إخوانهم رجال القوات المسلحة.
المتابع لنشاط اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية منذ تولي المسئولية يجد أنه يسير وفق منهج واضح ساهم بشكل كبير في منع وقوع جرائم إرهابية وخفض معدل التظاهرات الإخوانية الأسبوعية علي الرغم من وجود احتمال نجاح الإرهابيين في تنفيذ عملية أو اثنتين مثل استشهاد المستشار الجليل النائب العام منذ أيام. ولكن هذا لا يقلل أبدا من جهود الوزير ورجاله خلال الفترة الماضية.
فمنذ تولي الوزير المنصب بدا واضحا أنه ركز علي ضبط القيادات الوسطي من جماعة الإخوان التي كانت تمول وتدعم تظاهرات أنصار هذه الجماعة في المحافظات المختلفة.
كما اعتمد نشاط الوزارة في عهده علي مضاعفة جهود رجال المباحث والأمن الوطني في كشف تجمعات وتحركات الإرهابيين وليس أدل علي ذلك من ضبط خلايا إرهابية كل يوم تقريبًا. بل وصل الأمر إلي ضبط ثلاث خلايا إرهابية في يوم واحد بعدة محافظات. وكان أشدها تصفية أعضاء الجماعة الإرهابية التسعة بمدينة السادس من أكتوبر الذين كانوا مجتمعين للتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة والذين بادروا باطلاق النار علي قوات الشرطة عندما توجهت للقبض عليهم فبادلتهم القوات ضرب النار حتي سقطوا قتلي وذلك حسب ما ذكره بيان وزارة الداخلية وقتها.
وبالتوازي مع هذه الجهود الشرطية في مواجهة الإرهاب فإن النشاط التقليدي لرجال الشرطة لم يتوقف فيما يتعلق بتحقيق الأمن والانضباط ومواجهة الجريمة وضبط الجناة وتنفيذ أحكام السجن والغرامة وضبط مخالفات مرورية وصلت إلي 53 ألف مخالفة خلال 24 ساعة فقط وضبط أسلحة غير مرخصة. وقيادة تحت تأثير المخدر وتجار ومتعاطي مخدرات.
وإذا كان رجال الجيش يسقط منهم شهداء يوميًا تقريبًا في الحرب علي الإرهاب فإن رجال الشرطة يسقط منهم أيضا شهداء في المعركة نفسها سواء في مواجهات مع الإرهابيين أو عند تفكيك العبوات الناسفة. ولن ننسي أبدًا مشهد الضابط الشهيد ضياء فتحي الذي تحول إلي أشلاء في لحظة وهو يحاول تفكيك عبوة ناسفة وضعها الإرهابيون بجوار محطة بنزين التعاون بالطالبية في الهرم. ولا مشهد استشهاد العميد المرجاوي والعقيد طاحون. ولا ضباط مذبحة كرداسة فقد قدم جهاز الشرطة ما يزيد علي 650 شهيدًا منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير بين ضابط وأمين شرطة ومجند.
فإذا كنا نقول لرجال القوات المسلحة شكرا فإننا بالمثل نقول لرجال الشرطة شكرًا علي جهودكم في إعادة الأمن والأمان للشارع المصري وهذا هو عهدنا بكم.