الأهلى
شوقى حامد
الحقائق تتكلم .. الغاية المنشودة
تتحلى جماهير الأهلى بالوعى وتتسم بالرشد وبينها وبين فريقها حالة من المشاركة الوجدانية يندر وجودها بين أية جماهير مماثلة .. عاشت تلك الجماهير لحظات عصيبة وهى تتابع الدقائق الأخيرة من الشوط الأول ومعظم فترات الشوط الثانى فى مباراة الأهلى مع المصرى ..ورغم تفوق أصحاب الزى الأحمر بهدفين نظيفين فى نصف الساعة الأولى من البداية .. غير أن عرض الفريق فى بقية اللقاء لم يرض الجماهير الفاهمة .. استحوذ المصرى على الكرة وتسيد منطقة وسط الملعب وشن العديد والعديد من الهجمات المنظمة التى لم تجد النهاية القوية المناسبة لضعف المهاجمين فى المنافس واستبسال المدافعين بالأهلى وتمكن الحارس العملاق العائد من فترة غياب للاصابة شريف اكرامى من انقاذ شباكه من بعض الفرص الخطرة تصدى لها بثبات وخبرة وحال دون تعديل النتيجة .. واذا جاز لنا نقل مشاعر الجماهير للجهاز الفنى فلابد أن يعلم الكابتن فتحى مبروك أن معظم لاعبى وسط الملعب لم يكونوا فى مستواهم الذى بدوا عليه فى المباراتين السابقتين أمام الترجى التونسى ووادى دجلة خاصة النجم عبد الله السيد الذى أصبح يشكل لغزا محيرا .. فبعد أن تألق بوضوح ونفض عن نفسه غبار التواكل والتباطؤ عاد أمام المصرى لسابق عهده الى الشتات والتهتهة والشرود .. ورمضان صبحى عاد للفلسفة والذاتية وتريزيجيه لم يتخلص من الأداء العشوائى الذى لا يثمر عن انتاج يستحق الاشارة .. ولم يكن فى مستواه الطبيعى الا حسام عاشور الذى يميل للأداء الدفاعى .. ولقد تسبب غياب حسام غالى فى ارتباك أداء الفريق لأنه يمثل له فى الفترة الأخيرة رمانة الميزان وصانع الألعاب بشرط أن يتوازن نفسيا ويتخلص من انفعاله الزائد عن الحد .. ولم يستطع مؤمن زكريا حتى الآن من استعادة مستواه الفنى والبدنى للدرجة التى تدفع على الاطمئنان .. أما عمرو جمال فيتقدم نحو مستواه السابق بخطى ثابتة .. دفاع الأهلى أيضا لم يسلم من النقائص صحيح خضع لضغط شديد من لاعبى المصرى ولم يجد المساندة والدعم من زملائه فى خط الوسط .. لكن أيضا هناك فى قلب الدفاعات الحمراء ثغرات خطيرة ولولا أن لاعبى المصرى كانوا يغمضون أعينهم عندما تصلهم الكرة فى منطقة الست ياردات ويسددون بأكتافهم بدلا من رءوسهم لما كانت الشباك قد احتفظت بعذريتها حتى النهاية ..
ولعل الجماهير ترنو لعودة لاعبيها لمستوياتها الطبيعية خاصة الموهوبين منهم أمثال السعيد وسليمان وزكريا وصبحى .. فمهمتهم فى الفترة القادمة صعبة والغاية عزيزة .. لم تعد درع الدورى هى الهدف أو الغاية بعد أن أوشكت على الانفلات ولكن مطلوب الفوز مع العرض القوى فى كل المباريات التالية .. الجماهير تهتم كثيرا بهذا الفوز ليس من أجل الحصول على نقاطه وانما من أجل اشاعة الطمأنينة فى النفوس على المستقبل والتأكيد على أن الكبوات التى صادفت الفريق لن تتكرر فى الموسم القادم .. الفوز فى جميع المباريات المتبقية مطلوب ومرغوب وحتمى .. وعليكم أن تتفهموا الغاية وتسعون لتحقيق المراد من رب العباد .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف