الجمهورية
ماهر عباس
المادة "33" وفضائيات "التشويش"
الجدل الواسع الذي دار في الشارع المصري حول قانون مكافحة الإرهاب أكد أن الإجماع كان واضحاً علي إصدار القانون ومطلب للجميع.. لكن المادة المثيرة في القانون هي "33" لما شابها من تفسير وخاصة في مسألة حبس الصحفي مما يجعلها تتعارض مع إعادة "71" من الدستور التي تنص علي حرية الصحافة وفي الوقت نفسه لا أظن أن هناك صحفيا شريف ضد فرض رقابة محدودة في فترات الحرب.
النقاش الواسع حول المادة أحرز كثيراً من النقاط التي يجب البناء عليها وهي أنه انتهي عصر "ترزية" القوانين أو تمريرها.. وكشف أن بين الأسرة الصحفية ضعاف "نفوس" يظنون أن الزمن سيعود للوراء وأكد أن ما كافحت الأسرة الصحفية من أجله علي مدي تاريخها لمدة 75 عاماً ستنتصر بجموع أبنائها ومجلس نقابتها مهما حاول البعض التشويه والتشويش الفضائي.
ما آثارني "خناقة" مجلس الوزراء بحضور رئيس الوزراء المهندس محلب بين الزميلين يحيي قلاش ومصطفي بكري ولم يكن هناك داع أبداً للخلاف بين نقيب يشهد له الجميع بالنقاء والأداء النقابي وزميل نحترم مواقفه.. ولا يمكن أن يزايد أحد علي أن مجلس النقابة كان واضحاً منذ اللحظة الأولي بقيادة قلاش في مواجهة المادة "33" التي بها عوار دستوري واضح لا أعرف من ثبتها بهذه الصيغة لكي يضع النقابة والأسرة الصحفية في مواجهة "ملغومة" مع الحكومة!!
وقد استشاط كثير من أبناء الأسرة الصحفية من برامج الفضائيات "التافه" بعضها عندما ناقشت المادة بصراخ وتمثيل وكأن الصحفيين ضد القانون وهم أول من تصدي للإرهاب وشهداء الصحافة خير دليل فقد سقطت الفضائيات وبعض الصحف في متابعة أحداث سيناء سقوطاً مدوياً كما سقطت من قبل في انتخابات الرئاسة ولا يزال سقوطها مدوياً في الدفاع عن الفاسدين والفساد وتقديمهم قضائياً كأنهم "أنبياء" لا يعرفون الباطل.. وأصبح جلياً للجميع أن فضائيات تدار ب "ريموت" أصحابها للدفاع عن ناهبي ثورة مصر وتحسين صورتهم.. والشعب الذي أصبح يتابع الإعلانات أكثر من برامج "توك شو" وعلي مسئوليته أصبح يعطيها ظهره تماماً وكشف زيف كثير من مقدمي برامج لا علاقة لهم بالواقع الذي يعيشه المواطن.. لم استغرب وسط المشهد أن إحدي الفضائيات المدافعة عن ناهبي ثروة مصر وعبر مقدم البرنامج تناول الموضوع باستفزاز للمشاهدين وفتح الخط لأشخاص معروف مواقفهم مسبقاً لدرجة أن إحدي المداخلات لصحفية تخصصت في متابعة أخبار وزارة الدفاع اتهمت جموع المعارضين للمادة "33" بأنهم لا يصومون رمضان يا الله إلي هذه الدرجة وصل النفاق والكذب.. هذا كلام فارغ علي فضائية تشويه الحقيقة وتشويش آراء المواطن.. الصيام أو الإفطار مسألة تخص الإنسان وعلاقته مع ربه وليس مع هذه الصحفية وغيرها.
وأطالب الزميل النقيب يحيي قلاش بتحويلها لمجلس تأديب النقابة لتطاولها في الحديث عن الأسرة الصحفية باتهامات كاذبة.
أظن أن دفاع البعض عن المادة "33" واجهه إجماع الأغلبية علي ضرورة تعديلها لصالح حرية المعلومات وحرية الصحافة واستقلالها ومواجهتها للإرهاب.. وأثلج صدري الاجتماع الموسع الذي عقده المهندس إبراهيم محلب مع مجلس النقابة بحضور رؤساء تحرير الصحف وبرغم "الخناقة" التي شابت الاجتماع إلا أنه كان مثمراً وأوضح أن النقابة ومجلسها وجموع الأسرة الصحفية يد واحدة مع الجيش والشرطة والشعب وحرية الصحافة وضد الإرهاب.. وسقط المنافقون و"ترزية" القوانين ومناديب الداخلية السابقين الذين حاولوا تشويه الأسرة الصحفية التي تكشف فساد رجال نهب ثروة مصر عبر قنوات التشويش الفضائي.. ونخرج من درس المادة "33" أننا في مرحلة مهمة لبناء الجمهورية الثالثة ننتظر بعد أيام أهم حدث تنموي وهو قناة السويس الجديدة وعلينا أن نصطف جميعاً في اتجاه بناء الوطن ومكافحة الإرهاب.. رحم الله نقيب النقباء كامل زهيري الذي علمنا أول درس في التفاوض وكيف نحمي نقابتنا ومهنتنا.. وأظن أن النقابة بمفكريها ومجلسها قادرون علي الحفاظ علي مكتسباتنا.. وسلم النقابة الذي مهد للثورتين 25 يناير و30 يونيو سيظل رمزاً لكفاح الصحفيين.. أما كذابو الزفة في فضائيات نص الليل الشعب قادر علي كشفهم كما كشف الفساد الذي كان يعشش وراء أصحاب هذه الفضائيات وأن أبواق ناهبي ثروة مصر لن تطفي شمس الحرية.
الجديد في مصر.. وأكرر أنه لا يمكن لمن زيفوا الحياة في إعلامنا مع مبارك وركبوا الموجة مع المجلس العسكري وصعدوا السفينة مع الإخوان وقفزوا منها عندما أحسوا أنها تغرق أن يكونوا هم الذين يجلسون في صفوف أعلامنا الأولي أو يحاولون فرض "شرنقة" حول إعلامنا الوطني الناضج والشرفاء فيه قادرون علي عودة إعلامنا القومي المسموع والمقروء والمرئي والإلكتروني إلي الصدارة لبناء مصر وحماية أمنها الوطني.
نبضات سريعة
جائزة عثمان الخولي
دخلت جائزة عثمان الخولي لتحفيظ القرآن الكريم بأبوتشت عامها السابع ويقام يوم الاثنين بعد غد حفل توزيعها في قرية سمهود مسقط رأسه بعد أن تطورت الجائزة لتشمل قري المركز بقرار من أبنائه وزيادة قيمة الجوائز التي توزع هذا العام برعاية مجلس مدينة أبوتشت فيما رشح الفائزين الجمعية الشرعية بالمركز والقرية.
محمد عبدالرحيم الخولي الأمين العام للجائزة قال إننا نطورها عاماً بعد عام كنموذج اجتماعي تنموي وثقافي في محافظتنا "قنا".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف