المساء
السيد العزاوى
أهل الإيمان
أسيد بن حضير الأوسي أحد رجالات الانصار العقلاء الكمل مسموع الكلمة وكنيته أبا يحيي وقيل أبا عيسي كناه بها رسول الله صلي الله عليه وسلم ووالده فارس الاوسي في حروبهم مع الخزرج وكان له حصن بالمدينة المنورة وكان رئيس الأوس يوم بعاث وقد اسلم أسيد علي يد مصعب بن عمير الذي اوفده رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي المدينة المنورة ليعلم أهلها القرآن ومبادئ الدين الحنيف الخالدة اسيد بن حضير كان محل تقدير أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقد كان يكرمه ولا يقدم عليه أحداً وكان يقول: انه لا خلاف عنده.
أسيد بن حضير كان نقيباً لبني عبد الاشهل واختلف في شهوده غزوة بدر وقد شهد "أُحد" وما جاء بعدها من الغزوات وقد شهد مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتح بيت المقدس وقد روي عنه أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم عدد من الصحابة منهم كعب بن مالك وابوسعيد الخدري وانس بن مالك والسيدة عائشة رضي الله عنها وكان اسيد بن حضير من احسن الناس صوتا في تلاوة آيات القرآن الكريم وصاحب رأي سديد لأنه صاحب عقل راجح وكان أثره عظيماً في البيعة لأبي بكر الصديق وقد أخي الرسول صلي الله عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة وقد روي عنه انس بن مالك ان النبي صلي الله عليه وسلم قال للانصار: انكم سترون بعدي أثره قالوا: فما تأمرنا يارسول الله؟ قال: اصبروا حتي تلقوني علي الحوض. ومن الاثار الطيبة لحسن تلاوته للقرآن بصوت حسن انه كان يقرأ في إحدي الليالي سورة البقرة بينما كانت فرساً له مربوطة وابنه يحيي مضطجع قريبا منه وقد اخذ الفرس يجول.. قال: فصمت وليس لي هم إلا ابني خوفا عليه من الفرس ان تؤذيه في تحركها ثم قرأت فجالت الفرس وفي هذه الاثناء رفعت رأسي فإذا شيء كهيئة المصابيح مقبل من السماء فهالني ذلك الشيء الذي فوجئت به فسكت وفي الصباح توجهت إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فأخبرته فقال: اقرأ أبا يحيي فقلت قد قرأت وتكرر نفس ما حدث فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: تلك الملائكة دنوا لصوتك ولو قرأت حتي تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم.
ولقد كان اسيد بن حضير من الذين جاء ذكرهم في قول رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي رواه أبوهريرة انه قال: نعم الرجل أبوعبيدة بن الجراح نعم الرجل معاذ بن جبل نعم الرجل اسيد بن حضير نعم الرجل معاذ ابن عمرو بن الجموح تلك هي صفات رجل من الانصار هداه الله للإسلام وقد ملأ الايمان وجدانه فأخذ يعبد ربه بإخلاص وعزيمة لا تفتر مع الأيام. وظل علي هذا الجهد حتي وافته المنية في العام العشرين من الهجرة وتقديرا من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لهذا الانصاري صاحب الدور الرائد في حياة الأمة الإسلامية ان عمر حمل السرير الذي كان يضم جثمان اسيد بن حضير حتي وضعه في البقيع وصلي عليه وكان اسيد قد اوصي عمر قبل وفاته حين نظر أمير المؤمنين في الوصية اتضح ان عليه اربعة آلاف دينار فقام ببيع تمر نخله اربع سنين باربعة آلاف دينار وبذلك قضي عنه دينه رحم الله هذا الصحابي الذي أبلي في الإسلام بلاء حسناً حقا لقد كان اسيد بن حضير قدوة ونموذج ليت ابناء هذا العصر يقتدون به ان في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو القي السمع وهو شهيداً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف