الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
وكيل برلماني لكل وزارة
الآن وقد اقترب موعد انتخابات البرلمان الجديد ذي الستون عضواً!!!!! لأول مرة في تاريخ مصر وتاريخ العالم كله.. تصوروا أمريكا 435 عضواً. الهند 543 عضواً. روسيا 450 عضواً.... ونحن التسعون مليوناً فقط 600 عضواً!!!!.... كارثة بكل أبعادها....... فقد رفعوا "المكافأة" التي ليس مرتباً رفعوها من ألف جنيه إلي خمسة آلاف جنيه غير الرحلات والبدلات ومكافأة الحضور.
ثم تقولون لي هناك عجز في الميزانية 215 ملياراً.. شيء طبيعي!!!
جف قلمي كتابة في هذا الموضوع رغم مراجعة خريطة الدوائر أكثر من مرة!!!! ما علينا!!! أكتب اليوم لموضوع مهم قد لا تعرفه الحكومة ال 33 وزيراً!! بل بالقطع لا تعرفه فكلهم في دائرة الخمسين عاماً من حسن حظهم لم يحضروا أسوأ ستين عاماً في تاريخ مصر.... ومن سوء حظهم أنهم لم يتمتعوا ب "مصر الحقيقية" قبل يوليو .1952
***
زمان..... في كل الوزارات كان يوجد ما يُسمي "وكيل برلماني".... عمله علاقة الوزارة بالبرلمان... يحضر كل الاجتماعات نيابة عن الوزير ويرد علي الأسئلة والاستجوابات ويتابع ما يحدث في البرلمان خاصة ما يتعلق بوزارته.... حتي يتفرغ الوزير لسياسة البلد العليا وما هو مطلوب من وزارته لتنفيذ هذه السياسة ثم ليتفرغ للتفكير في النهوض بالمهمة الموكول بها.... فلا يشغل نفسه بسؤال لعضو ما فيضطر أن يعود لمكتبه ويسأل عن بعض الأمور التي تحتاج لمناقشة وأخذ ورد مع النائب.
لكن هذا لا يمنع من أن يطلب النائب أن يحضر الوزير بنفسه لمناقشته..... وفي هذه الحالة لا يحضر الوزير إلا إذا طلبه رئيس المجلس شخصياً الذي يكون قد قرأ الاستجواب واقتنع بضرورة حضور الوزير.
أرجوكم.... أرجوكم.... أرجوكم..... لا نريد تعيينات جديدة.... حتي لو كانوا 33 فقط.... حجم المرتبات والمعاشات عندنا رهيب لا يوجد في أي دولة في العالم.... الآن في كل وزارة وكلاء بعدد الليمون!!!!! كل وزير يختار أحدهم من الآن ليكون الوكيل البرلماني..... وعلي فكرة يجب إخطار سكرتارية البرلمان باسم الوكيل البرلماني لكي يكون من حقه الإطلاع علي ما يريد.... كان زمان الوزير يختار أحد المحامين الكبار ليكون وكيله في البرلمان لأن المحامي خير من يتكلم ويخطب!!!!
***
كان الوكيل البرلماني مع الوكيل الدائم لكل وزارة هما ذراعا أي وزير لكي يتفرغ الوزير تماماً لمشروعاته الجديدة ويرسم سياسة الوزارة فلا يشغل نفسه بالبرلمان.... والوكيل الدائم يتولي أيضاً كل لشئون الإدارة والمالية في الوزارة ومازالت حكاية عثمان باشا محرم في أسوان وهو يقيم هناك لبناء خزان أسوان وجاءه الوكيل بحركة ترقيات وتنقلات فضربه بالشلوت!!! أنت الذي توقع الحركة لأنك أعلم مني بكل شيء... أحلي أيام أيام زمان يارب تعود.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف