ربيع شعبان زيه زي آلاف، بل ربما ملايين من أبناء الفيوم.. نشأ وكبر وسط الفقر.. قريته النزلة بمركز يوسف الصديق لا تفرق كثيراً عن بقية قري الفيوم التي عشش فيها الفقر والجهل والمرض، الثلاثي الذي يفتح أبواب جهنم، هذه البيئة نشأ فيها أيضا حسن سمير، كبر وتفتحت مداركه في نفس المناخ، حيث لا توجد فرصة عمل شريفة، لا في الحكومة ولا في القطاع الخاص.. والسياحة «علي قدها» وموسمية، والرقعة الزراعية تتآكل، وكل المشاريع التي أعلنت عنها حكومات مبارك، ومرسي كانت وهما، وحكومة محلب تحارب في كل الجبهات، وتطفيء النيران التي أمسكت بالجميع.
بسبب هذه البيئة قرر ربيع أن يطفش إلي القاهرة بحثا عن فرصة عمل تأتي له ولأسرته بلقمة عيش شريفة، فشل في العثور حتي علي وظيفة بواب، ولكنه يأبي الحرام قرر أن يتحول إلي بائع متجول، صوت المعدة الجعانة أعلي من صوت سارينة شرطة المرافق، واستقر في ميدان الإسعاف يبيع الساعات الصيني للمارة، وظيفة بدل السرقة أو مد الإيد.
حسن كبر ولقي الدنيا ظالمة، وعندما ذهب إلي المسجد وجد من احتضنه وقال له: خسرت الدنيا.. لا تخسر الآخرة.. هؤلاء ظلمة ومن يسكت علي ظلمهم، هو أيضا ظالم.. ولابد من جهاد هؤلاء الظلمة.. وفي جلسة شيطانية اتفق حسن مع ضالين مثله من بني سويف وعقب صلاة الفجر جماعة قاموا بتفخيخ سيارة بالمتفجرات ووضوعها أمام القنصلية الإيطالية.
خرج ربيع يجهز بضاعته، العيد علي الأبواب، وعايز يرجع لأسرته بعيدية كويسة وكانت العيدية انفجار السيارة بجواره لتودي بحياته.
القاتل والمقتول أولاد محافظة واحدة، وربما نفس الشارع، وقد يكونون أصدقاء أو جيرانا.. في شرع من هذا؟ ملعون أبوالإرهاب.