الجمهورية
محمد نور الدين
ألسنة جائرة
لم تسلم يوماً.. حكومة المهندس محلب.. من الهجوم والاتهام والتقصير.. وبين حين وآخر.. تشتد الحملة. ويتكالب المنتقدون بكل حدة وغلظة.. ينوعون هجماتهم.. ويوجهون سهامهم إلي الكثير من أوجه العمل والنشاط والأداء!!
تحت شعار "ستر الجميل.. وإظهار القبيح".. يواصل أصحاب الأقلام السوداء.. وذوو الرؤي المتشائمة.. الهجوم علي الحكومة.. ينكرون كل إنجاز. يشوهون أي نجاح.. يضخمون السلبيات.. يهولون من الثغرات بلا أي معايير موضوعية.. أو مقاييس منصفة.. مطالبين دوماً بضرورة الرحيل.. وإجراء التغيير!!
للحق.. يعترف المنصفون بأن هناك العديد من القضايا المصيرية.. والأزمات الملحة.. مازالت الحكومة غير قادرة علي تحقيق نسبة النجاح المطلوب فيها.. أو الهدف المنشود منها.. ولعل المهندس إبراهيم محلب كان صادقاً مع نفسه.. حين ألمح إلي عدم الرضا عن أداء بعض الوزراء.. وأن الأمر يحتاج إلي مضاعفة الجهد.. وتنمية الفكر.. وخلق رؤية.. حتي تصل الحكومة إلي إرضاء الأغلبية من البسطاء والكادحين.
بنفس معايير الإنصاف.. ينبغي الإقرار بأن حكومة المهندس محلب.. استطاعت تحقيق الكثير من الإنجازات. والعديد من النجاحات.. في قطاعات عدة وأنشطة مختلفة.. رغم ما تلاقيه من صعوبات وعراقيل.. وفي ظل مواجهة إرهاب أسود.. يحاول إعاقة المسيرة. وتعطيل عملية التقدم.. والنيل من دعائم الاستقرار.. بعمليات التخريب والتدمير!!
مجال الكهرباء.. خير دليل.. فقد أوفت الحكومة بوعدها.. وجددت الشبكات.. وأضافت محطات جديدة.. فانتظمت الخدمة.. واختفي انقطاع التيار.. رغم حرارة الجو. وتعدد أوقات الذروة خلال الشهر الكريم.. ومع هذا لم يتقدم أي من ذوي الألسنة الجائرة.. ليشيد. ويمتن.. مثلما هاج وماج لسوء الخدمة!!
طوال الشهر الفضيل.. توفرت السلع التموينية.. وتحسنت الخدمات الجماهيرية.. وتوارت ظاهرة انقطاع المياه.. وصارت مواد الطاقة والوقود في متناول الجميع بكل يسر.. وانخفضت إلي حد كبير نسبة الازدحام المروري.. وشهدت معظم الميادين والشوارع سيولة وانضباطاً.. كما استعاد الأمن عنفوانه.. لتقل أعمال الفتونة والبلطجة في الشارع المصري!!
أقامت الحكومة.. مشروعات تمس الحياة اليومية للمواطنين. كمياه الشرب والصرف الصحي. ومدت طرقاً وأنشأت كباري وأنفاقاً.. ووضعت برامج زمنية لإنهاء المشروعات المتأخرة.. وتسعي جاهدة لتوفير القروض للشباب لتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
في قضايا الفساد.. قطعت شوطاً لا بأس به لمواجهته.. وتعد وتنظم قوانين ولوائح للقضاء علي تلك الآفة.. وتتصدي بحسم وصرامة للمعتدين علي أملاك الدولة.. وتسترد الحقوق وتحصل المستحقات.. وتسعي جاهدة للارتقاء بجودة الخدمات في شتي المجالات.
حدثت تلك الإيجابيات.. مع أن هناك وزارات "نائمة في العسل".. لا يشعر بها أحد. ولا يعرف لها إنجاز.. أمثال البيئة. والسكان. والبحث العلمي. والعشوائيات.. بالإضافة إلي "الصحة".. التي عجزت عن تطوير أدائها.. وتحسين خدماتها.. أو حتي تلبية الحد الأدني من تطلعات المواطنين.
إن أمام الحكومة.. مشكلات مزمنة. وتحديات شرسة. وقضايا شائكة. تستلزم الكثير من الجهد والعطاء.. لعل أبرزها إنجاز الاستحقاق الثالث وإجراء الانتخابات البرلمانية.. وتستوجب أيضاً.. المساندة والدعم.. والتريث والصبر.. وأن يكف المتشائمون والمتربصون.. والمتخصصون في تثبيط الهمم والعزائم.. عن إظهار أحقادهم.. وبث سمومهم.. وليتأكد المخلصون أن الوطن اختار البوصلة الصحيحة.. نحو إقامة دولة "العيش. والحرية. والعدالة. والكرامة الإنسانية".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف