عبد الرحمن فهمى
العيد.. المسلسل أم النزهة!!!
عندما يكون شهر رمضان ناقصا يوما.. يحدث ارتباك ولخبطة وتضارب في المواعيد.. الناس التي تابعت 29 حلقة من المسلسل أهم شيء عندها الحلقة الأخيرة.. لذا ستقع هذه الحلقة في يوم عيد.. وعادة التليفزيون والإذاعة لهما برامج تقليدية في ايام الأعياد المختلفة.. لذا قد يكون من الصعب.. بل هو صعب جدا فعلا ان تذيع الحلقة الأخيرة في نفس موعدها.. لذا يتصل المسئولون في الإذاعة والتليفزيون بالصحف لنشر الموعد الجديد لكل مسلسل من عشرات المسلسلات هنا وهناك.. وليس كل الناس تقرأ الصحف خاصة في الاقاليم.. والتنويه عن هذه المواعيد من خلال الشاشة صعب أيضا.. لأن مواعيد التنويه بين البرامج المختلفة تمر علي المستمع أو المشاهد دون أن يدري.. وإذا صادف أن رأي أو استمع للتنويهات فقد لا يستفيد منها.. لانها تمر بسرعة وقد لا يري المسلسل الذي كان يتابعه!!!
علي العموم رمضان ذو التسعة وعشرين يوما لا يتكرر إلا مرة لا اعلمها فهذا واضح في علم الفلك فقط فلا يحرم الناس من النزهة وفرحة العيد.
هناك فكرة قديمة نفذتها بعض الاذاعات والتليفزيونات زمان.. انشرها اليوم لعل التليفزيون والاذاعة عندنا تلحق وتحققها غدا "الخميس" آخر ايام الشهر الفضيل.. زمان تم دمج الحلقتين الأخيرتين في حلقة واحدة لمدة ساعتين إلا ثلث.. فهل هذا ممكن هذه الأيام؟؟ أشك.. لا لضيق الوقت اليوم وعدم استطاعتهم لهذه العملية اليوم.. ولكن أيضا نظرا لارتباطهم ببرامج لها مواعيد معدة وتم هذا الدمج قد يكون محتاجا لوقت في "المونتاج" غير متاح الآن.. ثم كان هذا عملا سهلا زمان أيام المسلسلين وثالث ديني في منتصف الليل رحم الله المؤلف محمد علي ماهر.. ولكن وسط ما يقرب من خمسين مسلسلا كيف ننشر حلقتين لكل منها.. نحن نحتاج للسهر دون أكل أو نوم حتي صلاة الفجر!!!
***
ما كان يحدث زمان.. قد يصبح مستحيلا اليوم.. وسأضرب لكم مثلا رائعا ايام رئاسة الاعلامي الكبير فهمي عمر للإذاعة.
اتفق فهمي عمر مع مجلس الامناء علي أن لا يبث التليفزيون بعد مدفع الافطار لمدة 45 دقيقة لا مسلسلات ولا برامج تشد المشاهد.. ليترك فترة لاذاعة مسلسلين للبرامج العام وصوت العرب وستتم اذاعتهما علي موجة موحدة.. خاصة وانه اتفق مع نجوم التأليف والاخراج وكاست ممثلين وممثلات كلهم نجوم لكي يكون المسلسلان يشدان الجماهير للمتابعة.. وهذا في صالح الناس.. لأن الترانزتور سيوضع علي المائدة وقت الافطار بين برام المسقعة وصينية الكنافة والشوربة!!! فيأكل الجميع وهم يستمعون خير من متابعة الصورة في التليفزيون خلال الأكل.
اقتنع الجميع بالفكرة وقد كان.. في العام الذي يليه وجد فهمي عمر فترة دقائق قليلة تضيع بين المسلسلين الطويلين فاتفق معي علي تحويل كتابي "رياضيون ولكن ظرفاء" إلي مسلسل كل عام لمدة خمس دقائق بالضبط.. وقد كان!! فهل هذا ممكن الآن.. مستحيل.. الدنيا تتغير.