مسلم والبخارى وأحمد وأبو داود وغيرهم نقلوا لنا بعض الأخبار المنسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، تؤكد انحيازه إلى العرب، ورفضه سبيهم واستمرارهم فى الأسر والسبى، من هذه الأخبار ذكر احمد (فى مسند عبدالله بن عمر): عبد الله بن عمر قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب جارية من سبى هوازن فوهبها لي، فبعثت بها إلى أخوالى من بنى جمح ليصلحوا لى منها، حتى أطوف بالبيت، ثم آتيهم وأنا أريد أن أصيبها إذا رجعت إليها، قال: فخرجت من المسجد حين فرغت، فإذا الناس يشتدون فقلت: ما شأنكم؟ قالوا: «رد علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءنا ونساءنا» قال: قلت: تلك صاحبتكم فى بنى جمح فاذهبوا فخذوها، فذهبوا فأخذوها»، أخرجه البخارى فى باب من ملك من العرب ريقا.
ورى البخارى واقعة ثانية(الباب السابق): عن أبى هريرة رضى الله عنه، قال: ما زلت أحب بنى تميم منذ ثلاث، سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم، سمعته يقول: «هم أشد أمتي، على الدجال»، قال: وجاءت صدقاتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذه صدقات قومنا»، وكانت سبية منهم عند عائشة، فقال: «أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل».. أخرجه مسلم: باب فضائل غفار
وجاءت فى مسلم: عن أبى هريرة، قال: ثلاث خصال سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى بنى تميم ما أزال أحبهم، بعد وساق الحديث بهذا المعنى، غير أنه قال: «هم أشد الناس قتالا فى الملاحم» ولم يذكر الدجال»، وفى رواية أخر له: قال أبو هريرة: لا أزال أحب بنى تميم من ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «هم أشد أمتى على الدجال» قال: وجاءت صدقاتهم فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «هذه صدقات قومنا» قال: وكانت سبية منهم عند عائشة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل»
وحكت السيدة عائشة واقعة ثالثة نقلها لنا أحمد(مسند عائشة): عن عروة بن الزبير، عن عائشة أم المؤمنين قالت: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بنى المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث فى السهم لثابت بن قيس بن الشماس - أو لابن عم له - وكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه فى كتابتها، قالت: فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتى فكرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت، فدخلت عليه، فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار سيد قومه، وقد أصابنى من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت فى السهم لثابت بن قيس بن الشماس - أو لابن عم له - فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي. قال: «فهل لك فى خير من ذلك؟». قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: «أقضى كتابتك وأتزوجك» قالت: نعم يا رسول الله. قال: «قد فعلت». قالت: وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج جويرية بنت الحارث، فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما بأيديهم، قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بنى المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها»، وجاء فى سنن أبى داود: باب فى بيع المكاتب».