الجمهورية
محمد فتح الله
سعود الفيصل
لن تنسي مصر الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي.. اقدم وزراء الخارجية علي مستوي العالم فاستحق لقب عميد الدبلوماسية.. ولن ينسي كل مواطن مصري مواقفه المشرفه تجاه بلده الثاني مصر... كان له موقف واضح في التصدي لمؤامرات الغرب علي مصر بعد ثورة 30 يونيو. فكان نقطة تحول في تغيير نظرة الغرب لمصر. حيث أكد خلال ثورة يونيو أن الاعتداء علي مصر بمثابة اعتداء علي السعودية"... كان الأمير سعود الفيصل من أبرز وأول المدافعين عن الإرادة المصرية في ثورة 30 يونيو وهو ما ظهر خلال مؤتمر صحفي له خلال زيارته لفرنسا حيث قال: "من أعلن وقف مساعداته لمصر أو يلوح بوقفها. فإن الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر". مشيرا إلي أن هذه المواقف التي تتخذها الدول الغربية ضد مصر إذا استمرت لن ننساها ولن ينساها العالم العربي والاسلامي.فعلي مدار 40 عاما من تقلده منصب وزير الخارجية السعودي. اتخذ الأمير الراحل سعود الفيصل مواقف عدة تجاه مصر وما مرت به من ازمات مختلفة عكست مكانة مصر لدي المملكة العربية السعودية بشكل عام والفيصل بشكل خاص.
كان للفيصل دور مهم في قرار دول مجلس التعاون الخليجي بسحب سفرائها من الدوحة بسبب التجاوزات القطرية تجاه مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو.
وجاء تعقيب الأمير سعود الفيصل بأن الأزمة مع قطر لن تحل ما لم تعدل عن سياستها في خطوة غير مسبوقة بين دول مجلس التعاون الخليجي.
فقبل عمله وزيرا للخارجية وخلال حرب أكتوبر كان وزيرا للنفط. حيث اتخذت دول الأوبك "الدول العربية المصدرة للبترول بالإضافة إلي مصر وسوريا" قرارا باستخدام النفط سلاحا لدفع الدول الغربية لاجبار إسرائيل علي الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة في مصر وسوريا بما أثر علي تحول تأييد معظم الدول الأوروبية من الولايات المتحدة وإسرائيل إلي الدول العربية.
ولن ننسي دور سعود الفيصل لاثناء الدول العربية عن موقفها تجاه مصر وعودة عضويتها بالجامعة العربية مرة أخري عقب اتفاقية كامب ديفيد.
وتعدد المواقف في حياة "الفيصل" الدالة علي حزمه في التعامل مع الملفات الهامة والحساسة.. ومنها قيامه في مايو من عام 1985 بزيارة طهران في زيارة رسمية هدفت التركيز علي مسألة الحجاج الإيرانيين. وكذلك مطالبته كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية. بالتركيز علي قضايا أساسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ومن بين المواقف التي تتسم بالصرامة كان استياؤه من عمليات التدقيق المالي التي تعرضت لها السفارة السعودية في واشنطن. واعتبر أن سلوكيات المدققين "غير ملائمة وعدائية". معلنا أن السفارة السعودية تتمتع بالحماية الدبلوماسية.وتميز وزير الخارجية السابق بالوقوف الحاسم ضد الاتحاد السوفيتي السابق. وميوله العربية القومية. وكان يوصف بأنه كان يعارض أكثر من غيره أي مقترحات إسرائيلية. كما نجح في قيادة الجهود السعودية لإعادة تحسين صورتها الدولية بعد هجمات 11 سبتمبر في كل من نيويورك وواشنطن.
ولعل من أحدث مواقف "الفيصل" رده علي رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلي القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ. مبدياً تحفظه علي الرسالة. مشيراً إلي أن روسيا جزء من مآسي الشعب السوري عبر دعمها للرئيس بشار الأسد.كما لاينسي الجميع كلمته لدي انطلاق "عاصفة الحزم" حين قال: "نحن لسنا دعاة حرب. ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها".
والامير الراحل يتقن 6 لغات إلي جانب اللغة العربية. الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والاسبانية والعبرية.
وفاة الفيصل تمثل خسارة كبيرة للعالم العربي.. "بل علي مستوي العالم.. فوزير الخارجية الأمريكي جون كيري وصفه بأنه "أكثر وزراء الخارجية حنكة".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف