كل عام وأنت بخير، ومصر العزيزة في أمان واستقرار وتقدم.
مرت أصعب الأيام والقادم أفضل بإذن الله وبإرادة الشعب.
عد بذهنك الي ماكنا فيه في مثل هذه الايام قبل عامين. كيف كان الهم ثقيلا والوطن يساق الي الفتنة، والارهاب الذي اسقطنا حكمه يرفض الاستسلام لإرادة الشعب.
كيف كان صوت الارهاب القبيح يأتينا من منصات الفتنة في «رابعة» وغيرها يهدد بالانتقام، ويستقوي بالخارج، ويحشد السلاح، ويعطل الحياة، ويعد قوائم الاغتيال، ولا يشعر بعار الخيانة ولا بذل استجداء السلطة من اعداء الوطن.
اين نحن الآن من هذا كله، وأين اعداء الشعب والدين والوطن؟!
نحن سرنا في الطريق الذي لا طريق سواه لشعب يريد الحرية والكرامة والاستقلال، وهم ساروا في طريق الخيانة والإرهاب.
نحن دافعنا ـ ومازلنا ـ عن مصر التي لا وطن لنا سواها، وهم ينتحرون باسم العمالة وإراقة الدم الحرام، وتوهم أنهم قادرون ـ مهما تلقوا من دعم ـ علي قهر ارادة امة وتضحيات جيش لن يسمح يوما بأن ترتفع في سماء مصر إلا رايتها أو تنتصر ارادة علي ارضها الا ارادة شعبها.
كنا نعرف ان الحرب صعبة وأن العدو خسيس، وان من يدعمونه بلا ضمير، ولكننا كنا نعرف ان قضيتنا لا تحتمل انصاف الحلول.. اما مصر وطنا لجميع ابنائها او مصر التي يريدونها مقرا للقتلة والعملاء!! اما اسلام الازهر واخاء الكنيسة، او انهار الدم باسم الدين البريء كما يفعلون. واما الوطن المستقل والارادة الحرة او استمرار التبعية للابد، واما الانتصار للعدل والحرية وكرامة الانسان او الخضوع لخليفة مهووس بالقتل او جماعة لا تعرف الا الارهاب.
قاتلنا وانقذنا مصر مما نراه حولنا في اقطار شقيقه نكبت بما نجونا منه.
دفعنا الثمن وسندفعه راضين، فمصر تستحق كل التضحيات وابناؤها يعرفون الطريق للحفاظ عليها مهما كانت التحديات.
وما ابعد المسافة بين ما كنا فيه قبل عامين وما نحن فيه اليوم ونحن نحتفل بالعيد ونحتضن الامل، ونعرف اننا علي الطريق الصحيح، نقاتل من تبقي من عصابات الارهاب، ونبني بكل ما نستطيع للمستقبل يعرف العالم كله الان ان مصر هي اساس الاستقرار في المنطقة، من عادونا ونحن نطيح بحكم حلفائهم في ٣٠ يونيو يصححون موقفهم، من حاولوا حصارنا يدركون انهم كانوا يقفون مع الارهاب في صف واحد. من ظنوا ان مصر ستكون «جائزتهم الكبري»: يدركون اليوم انهم حتي لو تحالفوا مع الشيطان فستكون نهايتهم علي يد مصر.
بعد اسابيع نحتفل بقناة السويس الجديدة، نشق طريقا للخير ونحن في قلب المعركة.
نسعد لاننا نبني ونحارب وننتصر.. كل عام وانت طيب في وطن حر منتصر.