الجمهورية
منى نشأت
حاول.. تكمل
لن أطلب منك أن تكمل حياتك كما كنت في رمضان. فكلنا بشر.. وللشهر والصيام تأثيرهما الروحاني ربما يقل بعد نهايته. فجملة اللهم إني صائم تدفعنا للصبر علي الكثير. وكلما بدأت محاولة نميمة طبيعية عن زميل أو صديق يحضرك صيامك فتكف. ثم إن يقينك بأن الشياطين مكبلة في شهر رمضان يجعلك أكثر قدرة علي مقاومة الانفلات بأشكاله.
لكن تعالوا نناقش فكرة أخري.. هل يمكن أن يمر من عمرك فترة ما دون أن تأخذ منها درساً؟!.. نحن نخرج من الطفولة بتجربة نستبعد فيها كثير مما فعلناه.. لندخل علي المراهقة.. ثم نلقي بالكثير منها لنتحول للنضج.. وفي كل سنة ويوم هناك ما نكتسبه أو نستبعده.
الدرس
وأحكي لكم أني كلما اصطحبت أولادي صغاراً لسينما أو مسرح. أو حتي جلسنا معاً أمام التليفزيون. فلابد في آخر "القعدة" أن أسألهم: ماذا تتذكرون مما شاهدتم.. وماذا استفدتم؟!.. وحين يزور بيتنا ضيوف أو نجلس في صحبة. دوماً أوجه لصغاري السؤال: مَن أعجبكم كلامه وتصرفاته وأفكاره. وماذا كرهتم من سلوك؟!
كل هذا يعني أن التقييم ضروري.. مما يعيدنا لشهر مر علينا سريعاً. وفيه نوقن كم تمر الأيام سريعة.. وتجري بنا الدنيا.. فيصبح التساؤل أكثر وجوباً: بمَ خرجت من رمضان.. وماذا بقي لك من شهر من عمرك؟!
هدف
الدراسات علي مستوي العالم تحدد أهداف البشر في الحياة. وتلخصها. فيما لا يزد علي أصابع اليد. وتوجهنا لما يجب علينا أن نركض خلفه.. ونبدأ بالأمان. وهو غاية إنسانية يلازمها الطمأنينة وراحة البال والسكينة.. ومعاني كثيرة تبدو صعبة المنال.. وثاني الأحلام مال وثروة. أن تملك ما يوفر لك طعامك وسكنك وكل ما حول ذلك. وسيلة انتقال.. نزهة.. وسائل رفاهية.
والثالثة سعادة.. وهي الحلم.. فكم منا تزوج ليعيش السعادة. وكم من هذا العدد انفصل علي أمل.. سعادة. ونأتي للرابعة وتوضع تحت كلمة النجاح.. تنجح في عمل أو تكوين أسرة.. أو علاقة صداقة. أو الحصول علي مؤهل. ثم الخامسة فيما يستحق السعي إليه.. الحب. وهو العاطفة الأسمي والكفيلة بتحويل ميزان حياتك إلي كفتين من حرير.
والحقيقة أنك الشهر الماضي.. استطعت أن تقهر أشياء سلبية.. فلم تعد في نفس حالة القلق والتوتر لإنك تعمل ما عليك وتلقي بحمولك علي الله. وهي أول خطوة تصل بك للأمان. ونعود إلي معني الحلم. وأظنك رشدت أحلامك.. وهذبتها. ووضعت منهجاً لتحقيقها. فالحلم.. تحول إلي واقع وعلم أو في طريقك لذلك.
سلام
ونرجع للسعادة.. وأغلبنا دمعت عيناه شوقاً وفرحاً في صلاة وخشوع من القلب. وأيضاً مر بالرابعة ونجح. أما عن الحب فحدث ولا حرج لقد أحطنا أنفسنا في شهر الصيام بأنواع منه.. زرنا الأهل وجمعتنا لمة الأصدقاء.. واقتربنا من جيران. وتجنبنا داخل بيوتنا مشاكل لنكمل يوم صيام.
فإذا كنا استطعنا أن نفعل كل ذلك.. ووصلنا لكل هذه المعاني.. فالأولي بنا أن نكمل ونأخذ من الشهر أحلي ما فيه ونكمل باقي العام.. بسلام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف