بوابة الشروق
عماد الدين حسين
تصريحات مسئول أمنى
صبيحة يوم الثلاثاء الماضى حضرت الاحتفال بذكرى ليلة القدر فى مركز الأزهر للمؤتمرات فى مدينة نصر بدعوة كريمة من وزارة الأوقاف.

انتهى الاحتفال بعد كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفى انتظار الخروج من المكان قابلت مسئولا أمنيا رفيع المستوى، وسألته عن آخر التطورات وكانت تلك هى الحصيلة التى تظل على عهدة صاحبها.

سألت الرجل ــ المطلع بدقة على كل الملفات الأمنية ــ عن تفسيره للاختراقات المتوالية للإرهابيين خصوصا بعد حادثى اغتيال المستشار هشام بركات والهجوم على القنصلية الإيطالية، فقال إن الأمن يدفع الآن ثمن تراكم سياسات مستمرة منذ فترة طويلة، لم تتضمن تدريبا كافيا، ونقصا فى الإمكانيات التى تحتاجها الشرطة لمواكبة ما يملكه الإرهابيون من أدوات وإمكانيات متنوعة.

وعن مشكلة نقص المعلومات قال المسئول إن مجمل التطورات التى حدثت منذ ٢٥ يناير 2011 أدت إلى خلل واضح فى هذا الشأن، لكن تمت إعادة بناء هذه المنظومة وسوف تبدأ نتائجها فى الظهور قريبا، وأقر المسئول بأن امتلاك المعلومات المهمة فى هذا الصدد هى التى ستعجل بحسم المعركة مع الإرهابيين على الأرض فيما يتعلق بالشق الأمنى ويتبقى بعد ذلك دور بقية مؤسسات الدولة.

قال المسئول أيضا إنه يتوقع أن تسفر جهود أجهزة الأمن عن القبض على رءوس كبيرة فى تنظيم الإخوان خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى الكشف عن شبكات تقدم مزيدا من الأدلة على أن جماعة الإخوان صارت غارقة حتى أذنيها فى عمليات العنف والإرهاب، وبالتالى فهو يستغرب من بعض الأصوات التى تتحدث عن المصالحة، فى حين أن الجماعة تجاهر الآن بارتكاب عمليات إرهابية.

المسئول قال إن هناك نتائج سيتم الكشف عنها خلال أيام تتعلق بالمتورطين فى تفجير القنصلية الإيطالية بمنطقة وسط البلد، مضيفا أن معظم ما نشر عن القبض على أسماء بعينها كان مجرد تكهنات.

فى تقدير المسئول أن القضاء على الإرهاب والعنف لن يتم بين يوم وليلة، بل سوف يستغرق وقتا، لكنه شبه واثق من أن الجهاز العصبى لجماعة الإخوان قد تم تدميره، وتفكيكه، لكن من الصعب القول الآن إنه تم القضاء عليه تماما. وهو يعتقد أن الإنجاز الأهم الذى تحقق هو أن غالبية الشعب المصرى قد عرفت بالتجربة خطورة جماعة الإخوان على المجتمع بل وعلى صورة الإسلام نفسه. وبالتالى فهو يعتقد أن وجود الإخوان فى الحكم لمدة عام كان لها فضل كبير فى الوصول إلى هذا الفهم الشعبى لحقيقة الجماعة.

يعتقد هذا المسئول أن المشكلة الكبرى التى يواجهها الجهاز الأمنى هى نفسها التى واجهها خلال تصديه للعمليات الإرهابية طوال ثمانى سنوات فى حقبة التسعينيات، وهى أن غالبية أجهزة الدولة لا تؤدى وظائفها وتترك كل الحمل على عاتق الشرطة، التى من الطبيعى أن تخطئ، وبعدها يتم تحميلها مسئولية جميع الخطايا.

قلت لهذا المسئول: «لكن بقية أجهزة الدولة خصوصا المجتمع المدنى يتهم الشرطة بأنها تتعمد إبعاده عن القيام بدوره، ثم إن هذا الدور الافتراضى، ينبغى أن تتوافر له بيئة تجعل من دور المجتمع المدنى عنصرا فاعلا فى كل مناحى المجتمع وليس فقط فى التصدى للإرهاب أو أداء دور تجميلى.

يراهن المسئول الأمنى على المستقبل، لكنه يقر بصعوبات الحاضر، وتأثير الأزمات الاقتصادية والاجتماعية على المواطنين، معتقدا أن تطور وسائل الاتصالات الحديثة يمثل تحديا صعبا أمام أجهزة الأمن، وعنصرا فاعلا لدى الجماعات الإرهابية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف