المساء
خالد السكران
الغارمون والغارمات
كانت فرحة الغارمين والغارمات الذين غادروا السجون علي مدار الـ 48 ساعة الماضية إلي حيث لا رجعة بعد أن تم إسقاط باقي مدة العقوبة عنهم لا توصف فقد كانت العودة إلي منازلهم قبل انقضاء فترة العقوبة درباً من الخيال حتي لا يراودهم في المنام وفجأة تنشق السماء ليأتي الخير ويجد هؤلاء أنفسهم خارج الزنازين يحلقون بأجنحة الحرية في السماء بعضهم تناول طعام الإفطار والسحور مع أسرته مرتين وآخرين خرجوا أمس وفطروا مع أسرهم ويقضون معهم فرحة العيد.
مبادرة الغارمين والغارمات أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي بدافع إنساني في العام الماضي وسعد بها الكثير وهذا العام تكرر نفس المشهد السعيد الذي أدخل الفرحة علي القلوب في هذه الأيام المباركة بالشهر الكريم والأعياد ولأن الشعب المصري بطبعه محب للخير والعطاء يجري في جسد أبنائه مجري الدم في العروق. فقد شرع أحد أبناء وزارة الداخلية وهو ضابط برتبة "نقيب" في الاقتداء بقائد مصر وتطوير الفكرة ليتوجه بدعوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يدعو زملاءه من ضباط الشرطة بالتبرع بزكاة رمضان لصالح سداد مديونيات الغارمات ولم تمر ساعات علي إطلاق هذه الفكرة وإذا باللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية يوافق عليها ويدعو جميع الضباط الراغبين في المشاركة بالإسراع بتقديم الزكاة والتنسيق مع العلاقات الإنسانية بإدارة الإعلام والعلاقات بالوزارة وخلال ساعات تم تحديد عدد من الغارمات قبل لجان الفحص بقطاع مصلحة السجون وتتخذ الإجراءات القانونية. وبالفعل غادر 41 غارماً وغارمة السجون أول أمس وتصبح فرحة العيد لهم ولأسرهم فرحتين وبالأمس تم الإفراج عن 42 غارماً وغارمة في مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي قضوا ليلتهم الماضية في منازلهم والتي تحولت إلي قاعات كبري للاحتفالات بعودة الحبايب.
الغارمون والغارمات لم تتوقف ألسنتهم عن الدعاء لرئيس مصر الذي أدخل البهجة علي قلوبهم وأعادهم كما يقولون إلي الحياة مرة ثانية لأن بعضهم كان يتبقي له خلف الجدران 12 سنة أو عشر سنوات حتي تنتهي مدة السجن. أما أهم ما سمعته من احدي الغارمات قالت "بتوع الشرطة اخواتنا وعاملونا كويس داخل الحبس وتبرعوا بالزكاة علشان يخرجونا نعيش في بيوتنا وعهد عليّ اللي أشوفه يقرب من واحد فيهم في الشارع سأقطعه بأسناني". ومن هنا أري أن الرسالة قد وصلت وجسور الثقة وجينات المحبة تنطلق في شرايين أبناء الشعب مرة ثانية بعد أن تسببت الأحداث التي شهدتها البلاد في التأثير عليها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف