بوابة الشروق
عماد الدين حسين
وجوه جديدة داخل الرئاسة
فى القاعة الرئيسية بفندق الماسة مساء الثلاثاء الماضى كانت بعض وجوه الحاضرين مختلفة عن مرات سابقة.

رئاسة الجمهورية وجهت مشكورة دعوات إفطار للكثيرين فى إطار تقليدها الرمضانى «إفطار الأسرة المصرية» الذى كان يفترض أن يتم أربع مرات خلال هذا الشهر الكريم، لكن اغتيال المستشار هشام بركات، جمد هذا التقليد أسبوعا.

غالبية الحاضرين فى المرات السابقة كانوا شبه معروفين ويشكلون مجموعة ضيقة غالبيتهم من الإعلاميين، لكن بدأنا نشهد تغييرا أخيرا وكان واضحا أكثر يوم الثلاثاء حيث تغيرت الصورة إلى حد ما.

شخصيات مهمة بدأت تحضر فى الفترة الأخيرة، مثل الأديب الكبير يوسف زيدان، فنانون كبار أيضا مثل محمد صبحى وسميرة أحمد والمنتج صفوت غطاس ورجاء الجداوى إضافة إلى المخرج المتميز خالد يوسف.

غالبية رؤساء الأحزاب من كل الاتجاهات يمينا ويسارا، وكان لافتا أيضا وجود الدكتور أسامة الغزالى حرب الذى حضر أيضا الإفطار الذى أقامه وزير الخارجية سامح شكرى قبلها بيوم واحد فى مبنى وزارة الخارجية.

أما الإعلاميون فهم يحتلون الصدارة دائما وكان واضحا أن وجوها جديدة كثيرة من الصحف الخاصة كانت موجودة.

إضافة بالطبع إلى نقيب الصحفيين الأسبق جلال عارف، والأكثر أهمية أن نخبة جديدة يجرى تشكيلها عبر المجالس التخصصية بوجوه غير معروفة لغالبية النخبة القديمة.

من وجهة نظرى فإن أفضل ما تفعله مؤسسة الرئاسة هو الاستمرار فى الانفتاح على جميع ممثلى مكونات المجتمع. رئيس الجمهورية انتخبه البعض لكنه صار رئيسا لكل المصريين وبالتالى من الأفضل أن يفتح باب مؤسسة الرئاسة أمام الجميع.

وحتى من وجهة نظر براجماتية فإن الرئاسة هى التى تكسب حينما تفتح بابها أمام معارضى الرئيس.

قبل شهور كانت الرئاسة متهمة بأنها مقصرة فى حق الشباب، ثم بدأت الرئاسة فى استقبال مجموعة من الشباب منهم من كان ينتقد بعض أداء الرئيس!

ما الذى حدث عمليا؟

بعض هؤلاء الشباب استمع إلى الصورة الكاملة، وبعضهم تفهم، وبعضهم استمر على موقفه، لكن المجتمع بأكلمه كان هو الرابح.

بنفس هذا المنطق أتمنى أن تدرس مؤسسة الرئاسة فكرة استقبال المزيد من المختلفين مع الرئيس ومعارضيه ماداموا تحت السقف الوطنى أى المؤمنين بالقانون والدستور والدولة المدنية.

لن تخسر الرئاسة شيئا إذا فعلت ذلك، بل سوف تكسب الكثير لنفسها وللمجتمع بأكمله.

يمكن للرئاسة أن تبدأ بالشباب، وأن تختار رموزا أو ممثلين منهم سواء كانوا فى الجامعات أو أى مؤسسات أخرى أو من شباب الكتاب الذين ينشطون أساسا على المدونات الإلكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعى، أو شبابا يمثلون كل محافظة على حدة.

يمكن للرئاسة أن تدرس أيضا استقبال بعض كبار الكتاب المختلفين معها، ما المانع أن تبادر مؤسسة الرئاسة وتتواصل مع هؤلاء وتجلس معهم وتناقشهم وتستمع إلى وجهة نظرهم فى إطار من المودة ومادام الجميع يقول إن مصلحة البلد هى شغله الشاغل وتقدير أن بعضهم سوف يرحب بأى نقاش موضوعى محترم.

ما تحتاج إليه الرئاسة والدولة بأكملها، أن تستمع إلى الجميع، وأن تجلس مع كل وطنى مخلص حتى لو كان معارضا، وأن تبتعد قدر الإمكان عن كل الوجوه التى تخصم من رصيدها لدى غالبية الناس، خصوصا إذا كانت تقول دائما إن هؤلاء لا يمثلونها
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف