ليس لدي ما أخفيه أو أخاف منه ولا أصيغ قانون مكافحة الإرهاب لظلم الناس أو للحد من الحريات.. ولكن لابد من تحصين الدولة في تحديها الكبير.. فنحن نريد أن ننجح وننجو.. وهم لا يريدون لنا ذلك".. هذا ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال افطار الأسرة المصرية.
ولكن الرئيس السيسي قال صراحة ان حجم مواجهة الفكر المتشدد والارهاب ليس كافيا.. موجها كلامه للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قائلاً: انتم مسئولون عن الخطاب الديني.. وسيسألني الله عن تصويب الخطاب الديني.. وسأقول انني قد بلغتكم أمام الاشهاد.
كلام الرئيس يشير إلي أن هناك خوفا علي شبابنا من الفكر المتطرف المتشدد.. وهذه مسئولية الأزهر الذي يجب أن يقوم بدوره بتصويب وتصحيح المفاهيم لدي الشباب المتشدد الذي زرعت في أدمغته أفكارا خاطئة شاذة.. تضر بالمجتمع وتؤذي الناس.. فالأزهر يجب أن يؤدي رسالته كمنارة اسلامية للتنوير ونشر الاسلام الوسطي القائم علي التسامح والعدل وترسيخ قيم ومبادئ الأخلاق الحميدة والمعاملات الطيبة.. ونبذ العنف والفتنة والوقيعة بين الناس..
لنكن صرحاء مع أنفسنا.. فالأزهر ترك الساحة زمنا ليس قصيرا للطامعين من أهل الفكر المتشدد وقادة الفكر الارهابي لبث سمومهم.. وتلويث عقول الشباب الغض بأفكار مغلوطة وشاذة دفعتهم إلي العنف وارتكاب الجرائم باسم الدين..
وعندما تظهر فرق أو جماعات طلابية من داخل جامعة الأزهر نفسها.. وتتبني أفكارا هدامة وتنتهج العنف وتخرب وتدمر المنشآت.. وتناصر جماعات إرهابية.. أليس ذلك اساءة إلي الأزهر ودليلاً علي تقصيره في الدور المنوط به في نشر الفكر الإسلامي المستنير..؟
في الحقيقة الأزهر يحتاج لعمل منظومة جديدة لتفعيل دوره الطبيعي وأداء رسالته السامية والقيام بدور إيجابي لمواجهة العنف الفكري ومكافحة الفكر المتشدد الذي يجرنا للوراء.
وقد قال الرئيس السيسي عبارة لابد أن نتوقف عندها لأنها تشد الأذان وتجذب العقول لبساطتها وقوة مبناها ومعناها "أنا لست قائدا أو زعيما.. وإنما واحد من الشعب" كلمة تنفذ للقلوب وتؤكد ان الرئيس الذي خرج من رحم حي الجمالية الشعبي وفي رحاب الحسين والأزهر.. لا يمكن أن ينفصل عن الناس ودوماً يشعر بآلامهم وآمالهم..
ومن أهم ما ورد في كلمة الرئيس تأكيده ان البرلمان سيكون قائما قبل نهاية هذا العام ولابد من التدقيق في اختيار النواب لما فيه صالح الوطن ولكن هل الشعب سيختار الأصلح.. أم ان عشيرة الزيت والسكر سوف تنجح في استقطاب بعض البسطاء وتخدع الغلابة..؟
عموما الانتخابات القادمة اختبار للأحزاب والقوي السياسية التي تصدع رءوسنا ليلا ونهارا.