فوجئت في "الأهرام" أمس.. في عمود صديق العمر صلاح منتصر بأن آخر أرقام الميزانية الجديدة وصل العجز فيها إلي 509 مليارات!!!.... لم يعجبنا 281 ملياراً في المشروع الأول. أردنا التخفيض بقدر الإمكان. فوصلو إلي 315 ملياراً. وقلنا مرة أخري.. هذا كثير.. فإذا بمفاجأة الصديق منتصر..
الحكومة لا شك برئاسة رجل ديناميكي لا أريد أن أحسده.. تراه في كل مكان بسرعة البرق.. وأيضاً معه مجموعة وزراء يحاولون بنفس النشاط غير العادي.. ولكن عيب الحكومة أنها مثل الحكومات السابقة "تنظر تحت قدميها" فقط.. لم يتفرغ الوزراء إلي نظرة مستقبلية بأفكار جديدة.. أما مجابهة الأمر الواقع. فمن عمل الوكلاء.. ما علينا.
* * *
هل نيأس ونسلم بالأمر الواقع.. فقد اتضح أن هناك خدمات ومصروفات جديدة وضعت في بند المصروفات. فتضخم العجز؟!!.. لا.. لن نسلم بالأمر الواقع.. عندي فكرة جديدة مع تحياتي للجنة "الأفكار غير التقليدية" والمستشارين الاقتصاديين وغير الاقتصاديين. وقرأت بالصدفة اسم لجنة أخري كانت مجتمعة منذ أيام.. علي العموم.. تحياتي لكل الجالسين علي الكراسي المريحة.. ليقبضوا أول كل شهر!!!
* * *
زمان.. منذ فترة غير قصيرة.. اشترت مصر قصر البارون إمبان بمصر الجديدة الذي يعتبر أفخم قصر في العالم كله.. لا تخافوا.. لن أقترح بيع القصر. بالعكس.. أقترح أن نعيد الفكرة الجهنمية التي أتاحت لمصر أن تشتري هذا القصر بالثمن الذي يستحقه. رغم ضخامة المبلغ إلي حد الدهشة من حجم المبلغ.. ولا أعلمه بالضبط!!!
جاء حفيد البارون إلي مصر. وعرض عن طريق محامي مصري أجنبي.. يسكن جاري.. عرض بيع القصر للحكومة المصرية بالثمن الذي تراه مصر.. منتهي الثقة منه ببلد جده.. فاتضح بالأمانة والصدق أن الثمن يهز الاقتصاد المصري كله من باب المبالغة.. وكادت تنتهي الصفقة عند هذا الحد!!.. ولا أدري بالضبط من من السلطة الذي أصر علي إتمام الصفقة بأي شكل.. قيل إنها السيدة سوزان مبارك.. وظل التفكير والبحث.. ثم وصلوا إلي فكرة رائعة. ولكن كان السؤال: هل سيرضي الحفيد بالفكرة؟!!.. لأن حكاية التقسيط مرفوضة من الطرفين معاً.. الفكرة باختصار هي دفع مبلغ "كاش" نقدي. حين التوقيع. والباقي أراض مساحتها كذا لا أعرف بالضبط وكان هذا خلال إنشاء التجمعات الجديدة.. كان الحفيد مصراً علي البيع لمصر بالذات. بأي طريقة.. لذا أخذ الحفيد ومحاميه العرض وتم عرضه علي عدة بيوت مال وشركات عالمية بهذا التخصص.. وبعد دراسة لم تستغرق أكثر من أسبوعين.. كان الرد أن الثمن المعروض لا بأس به.. بل قيل بالحرف إنه "جيد" وحكاية الأراضي في هذه المناطق من السهل جداً بيعها.. فتمت الصفقة.
* * *
ما علاقة هذا بالعجز في الميزانية؟!!
أقول لك:
تعالوا نعمل العكس. ونتفاوض مع شركة والت ديزني الأمريكية علي أن تشتري قطعة أرض أكبر من المقررة للعاصمة الجديدة. لإقامة "والت ديزني" كامل. ليس مثل بعض الدول التي تم بناؤها فيها.. "ميني والت ديزني"!!!... ويكون التفاوض مع السفارة الأمريكية بالقاهرة.. هناك ملحق تجاري مثل ما كنا نفعل زمان حينما نتفاوض علي إحضار فرق الكرة العالمية.. كنا نتفاوض مع السفارات بالقاهرة.. وحينما أعلنت في جريدة "المصري" عام 1954 أن فريق المجر الذهبي برئاسة بوشكاش. في مصر الأسبوع القادم. قالوا لي: بطل كذب!!!... المهم.. والت ديزني تريد مصر بعيداً عن الأفاقين. الذين جاءوا بطريقة السماسرة. واسألوا أشرف صبحي. نائب وزير الشباب.. وممكن التفاوض مع السفارة رأساً.. ثمن هذه الأرض المدفوع كاش يحل كارثة نصف العجز. بل أكثر.. مع تحياتي للجالسين علي الكراسي.. يفكرون في المرتب لا في المشروعات غير التقليدية!!!... والضرائب التي سنحصلها من والت ديزني. ستزيد الإيرادات!!!... ما رأيكم؟!!